ناصر العنزي
تدخل بطولة «خليجي 20» يومها الثاني وكأنها لم تبدأ بعد وذلك بسبب تسارع الاحداث قبل البطولة وارتفاع حدة الاصوات المطالبة بترحيلها إلى بلد آخر او تأجيلها، وللأسف فسر البعض هذه المطالبات بأنها متشددة في طرحها ولا تكن ودا لليمن وشعبه الكريم وهذا غير صحيح اطلاقا، ولكن من باب الحرص وضمان النجاح للبطولة تنظيميا وفنيا طالبنا وغيرنا بإمكانية تأجيل البطولة، وسرعان ما تناقلت وكالات الأنباء حادثة الاستيلاء عل حافلة وفد تلفزيوني عماني والمطالبة بفدية لإطلاق سراح المعتقلين، ومن واجبنا ان نشير الى مواقع الاحداث وخطورتها حفاظا على سلامة وارواح المشاركين في البطولة، ففي مثل هذه الحالات لا ينبغي إخفاء الحقائق مع كامل تقديرنا لجهود منظمي الدورة ومستضيفيها.
الامر الآخر الذي ألقى بظلاله سلبيا على البطولة هو مشاركة الاخضر السعودي الذي أسميه «الرقم الصعب» بالصف الثاني من لاعبيه بغض النظر عن نتيجته في مباراة الافتتاح امس، فإن فاز فليس بغريب عليه بكافة مراحله السنية وان خسر فلا تثريب عليه، كما يقول أهل مكة، ولكن خلو القائمة السعودية من عناصرها الاساسية سيترك فراغا فنيا في مستوى المنافسة والتميز، في حين يرى آخرون ان مشاركة السعودية بالصف الثاني مكسب لها في المستقبل وخسارة فنية للبطولة، وسلكت الامارات الدرب نفسه وشاركت السعودية في اللعب بالصف الثاني حيث يغيب عنها لاعبو الوحدة جميعهم وفي مقدمتهم اسماعيل مطر الى جانب لاعبي المنتخب الاولمبي المتواجدين حاليا في غوانزو الصينية بعدما بلغوا الدور نصف النهائي، لذلك من الطبيعي ان تتأثر البطولة فنيا لغياب العناصر المتميزة لمنتخبين مرشحين مثل السعودية والامارات.
أما الجانب الايجابي في هذه البطولة وبطولات كأس الخليج عموما فهو الاهتمام الاعلامي الملحوظ الذي يكاد يفوق المستوى العام للدورة مما يضيف مذاقا مميزا للمنافسة حتى لو كانت معظم المباريات بلا أهداف، وكسبت قناة ابوظبي هذه المرة كافة حقوق النقل في مشهد اعاد للأذهان حادثة منافستها الشرسة مع قناة الجزيرة الرياضية في «خليجي19» في مسقط، ويحلو للمتابع التنقل بين القنوات المتخصصة حتى وقت متأخر من الليل الأمر الذي يقربه من البطولة وكأنه يشاهد المباريات من المدرج.
لم يعد الاعلام مقتصرا على نقل المباريات والتعليق عليها، وكنا في السابق نصدق المعلق الكبير خالد الحربان ـ امده الله بالصحة والعافية ـ حتى لو كان مخطئا، واصبح الاعلام الآن مشاركا ان لم يكن صانعا للقرار، واكثر ما يخشاه المدربون هو ردود فعل المهتمين واصحاب الشأن، فكم من مدرب جاء كالطاووس وطار كالعصفور، والسبب معروف بالطبع، فاحذروا يا أيها المدربون.. وسلامتكم.