عبدالعزيز جاسم
«النجاح لا يكتمل إلا بعد تصحيح الأخطاء» هذا ما سيفعله أزرقنا في المواجهة المرتقبة امام السعودية في الجولة الثانية غدا.
فرغم النجاح الكبير والفوز على قطر 1-0 والاداء المميز خصوصا في الشوط الاول والحصول على 3 نقاط ثمينة قطعنا من خلالها نصف الطريق نحو التأهل للدور نصف النهائي للبطولة إلا ان هناك اخطاء يجب أن يقف عندها الجهاز الفني بقيادة المدرب الذكي الصربي غوران توفاريتش الذي يبدو أنه يلعب كل مواجهة بطريقة مختلفة وهو امر مميز يرهقه فكريا إلا أنه في النهاية يريحه ميدانيا بعد تطبيق اللاعبين ما يريد.
وقد استغرب الكثيرون من التشكيلة التي بدأ بها منتخبنا خصوصا في خط الدفاع بعدم تواجد الظهيرين المعتمدين للأزرق يعقوب الطاهر وفهد عوض منذ سنوات والسبب واضح اولا لإصابة الطاهر وثانيا سبب فني وهو ان عامر المعتوق يجيد الدفاع ولا يتقدم إلا ما ندر ويطبق خطط المدرب بحذافيرها عكس عوض الذي يتميز بالاندفاع الهجومي والاحتفاظ بالكرة، ورغم كل ذلك ومع احترامنا لمستوى المعتوق إلا ان عوض يبقى رقما صعبا في الأزرق والاستفادة من خدماته هجوما ودفاعا أفضل من الاستفادة من الناحية الدفاعية فقط للمعتوق.
ولكن في النهاية نجحت فكرة غوران وهي واضحة بمنع مرور الكرات العرضية للخطير سيباستيان سوريا من خلال الاطراف وهي انسب طريقة لإيقافه بعدم وصول العرضيات لأن منعه من الارتقاء والوصول للكرة امر يصعب على أي مدافع فكان الحل الذي اتبعه غوران مثاليا.
وقد اجاد غوران كذلك في اختياره لعناصر خطي الوسط والهجوم بتواجد طلال العامر وجراح العتيقي ومعهما وليد علي وفهد العنزي وهذا الاخير استحق جائزة افضل لاعب في المباراة عن جدارة لانه فعلا كان نجما بلا منازع من خلال تحركاته الخطرة، كما كان لتبادل الادوار بين بدر المطوع وصاحب الهدف الوحيد يوسف ناصر دور كبير في ارهاق لاعبي قطر وتعمدهم الخشونة في أكثر من كرة، وكل هذه الامور تظهر الرؤية الجيدة لغوران في توظيف اللاعبين بصورة مميزة رغم مطالبة البعض بإشراك عبدالعزيز المشعان كلاعب اساسي يبدأ به إلا ان تواجده كورقة رابحة قد يفيد الازرق اكثر خصوصا أن وليد يتميز بسرعته وارهاقه للاعبي الخصم طوال الدقائق التي يشارك فيها لحركته الكثيرة رغم تراجع مستواه قليلا.
وما يثير القلق عدم سير مستوى المنتخب على وتيرة واحدة باتزان خلال المباراة فبعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني تغير حال الأزرق وكثرت اخطاؤه، وعلى عكس الشوط الاول بعد أن كان لاعبو الازرق نجوما أصبح الحارس نواف الخالدي هو النجم الاول والسبب معروف وهو التراجع الكبير للاعبينا، ويبدو أن غوران ساهم في ذلك كثيرا بعد أن قام بسحب المهاجم يوسف ناصر واشرك فهد الأنصاري لاعب ارتكاز، وكادت تكلف هذه الطريقة الازرق الكثير ليس بالتعادل فقط بل بالخسارة بعد ان توالت هجمات قطر الواحدة تلو الاخرى على مرمانا، الا ان استعادة الخالدي لبريقه انقذت الازرق في اللحظات الحاسمة.
لذلك يجب ان يدرك الازرق ان الهجوم هو خير طريقة للدفاع السليم وان الهدف ليس بمأمن إن لم تسجل له أخا يقف إلى جانبه في الدقائق الحرجة ويحرر اللاعبين من الضغط العصبي بدخول هدف مباغت في الثواني الاخيرة، وليعلم غوران ان السعودية ان كان بالصف الثاني او حتى الثالث الا انه لا يختلف عن الأول فهو منتخب كبير وصاحب خبرة وخير دليل الرباعية في اليمن المستضيف، وإن لم يتحرر لاعبونا هجوميا فان الأخضر لا يضيع الفرص.