ناصر العنزي
قلت لكم ان مباراة الكويت والسعودية لا تشبهها أخرى حتى لو لعبا من دون حارسي مرمى، وتابعنا مواجهة مثيرة لم تركن فيها الكرة للراحة لحظة واحدة، هجمة هنا وهجمتان هناك، فرصة ضائعة وثلاث أخرى أخطر منها، ركلة جزاء «بوطير» للأزرق لم يحتسبها الياباني أماشيا جين كي في الشوط الأول ومعها بطاقة صفراء ثانية للسعودي اسامة المولد تستوجب خروجه من الملعب، وفي الجانب «الأخضر» ركلة جزاء صحيحة وقع فيها المدافع محمد راشد في الدقائق الأخيرة كان لها الحارس الجسور نواف الخالدي بالمرصاد، ورغم ان المباراة انتهت بلا أهداف إلا ان أحداثها وتسارعها وفرصها كانت توحي بأنها خلصت إلى أكثر من هدف.
لعب أزرقنا «45» دقيقة في الشوط الأول لم يلعبها من قبل وظلمه الحكم كثيرا بعدم احتسابه ركلة جزاء ليوسف ناصر، وثبت مدربنا غوران توفاريتش أقدام لاعبيه في كل أرجاء الملعب ولو تمهل لاعبونا في الفرص التي سنحت لهم لخرجوا بهدف على الأقل، وكان النجم فهد العنزي حكاية المتابعين في الشوط الاول وظهر متألقا بشكل لافت للنظر وأمد زملاءه بكرات متقنة، وفي الشوط الثاني نشط الأخضر السعودي واقترب من مرمانا، لكني أخالف من يقول انه سيطر على الشوط الثاني وحده لأن صوت منتخبنا ظل مرتفعا ايضا يهدد ويشاكس وأضاع البديل خالد خلف فرصة هدف محقق.
لو لم يكن مدربنا المقتدر غوران توفاريتش صربيا لأشرك عبدالعزيز المشعان منذ البداية، كيف؟ غوران يتبع مدرسة صارمة في التعليمات الفنية والتكتيك المحكم «أوروبا الشرقية» يبحث عن لاعب بوظيفة «مقاتل» في خط الوسط يدافع ويهاجم بنفس القوة والكفاءة، والمشعان لاعب مهاري يعطيه في الهجوم أكثر من الدفاع لذلك فضل غوران اشراك وليد علي منذ البداية للاستفادة منه في الواجبات الدفاعية وظهر بحالة مرتفعة طوال الشوطين، فمن الطبيعي ان يبقيه في الملعب حتى موعد استبداله في وقت متأخر، وبالطبع لا يعني ذلك ان المدرب لن يشرك المشعان ولكن لكل مباراة «لاعبها».
أمتعنا وأضحكنا المعلق المصري أحمد الطيب في وصفه لمباراة الأزرق والسعودية على قناة «الكاس» وكال المديح المستحق للنجم فهد العنزي وكلما انطلق بالكرة قال «ابتدت رحلة العذاب للظهير السعودي» ويضيف «مش حيستأذن منك حيعديك حيعديك» وسلامتكم.