إذا كان الهاجس الأمني قد أصاب الخليجيين بالقلق والتوتر قبل بدء المنافسات، فإن الأداء التحكــــيمي هـــو الذي يقلق المنتخــبات المشـــاركة بعد انطلاقها اثر الانتـــــــــقادات الواسعة التي شنتها معظم المنتخبات ومنذ المباراة الاولى للبطولة.
معظم المدربين بلا استثناء صبوا جام غضبهم على التحكيم، ولم يقتصر الانتقاد على حكم دون آخر، بل نال معظم الحكام نصيبهم من التصريحات اللاذعة بمن فيهم الحكم الياباني امجايا كانجي لعدم احتسابه ركلة جزاء للكويت في مباراتها مع السعودية.
حظي الحكام المساعدون بجانب اكبر من الانتقاد والذي بدأ مع المنتخب القطري بعد خسارته الاولى أمام نظيره الكويتي، حيث ألغى فيها الحكم هدفا للاعب سيباستيان سوريا بإشارة من الحكم المساعد.
امتد الامر الى الجانب العراقي الذي خرج متعادلا مع الامارات بدون اهداف في الجولة الاولى، فشن العراقيون هجوما عنيفا على الحكم واتهموه بعدم احتساب ركلتي جزاء اضافة الى الغاء هدفين بداعي التسلل.
ووجه المنتخب البحريني ايضا وعلى لسان مدربه سلمان شريدة النقد الى التحكيم وقال بعد الخسارة أمام العراق 2-3 «ان البحرين شربت من نفس الكأس التي شربت منها المنتخبات الاخرى».
بدوره، رئيس اتحاد الكرة الشيخ طلال الفهد «ابدى استياءه من مستوى التحكيم» في مباراة الكويت والسعودية، معتبرا ان «الحكم لم يكن قادرا على إدارة المباراة بالشكل المطلوب منه».
كما وصف رئيس بعثة المنتخب العراقي ناجح حمود الحكام بـ «المبتدئين»، واعتبر انهم «ارتكبوا أخطاء قاتلة»، معلنا «تقدمه باحتجاج رسمي على حكام مباراته مع الامارات، لكن الامين العام للاتحاد اليمني ورئيس اللجنة الفنية حميد شيباني نفى ان تكون اللجنة قد تلقت احتجاجا من العراق أو من أي منتخب آخر».
أقوى انتقاد وجه الى التحكيم حتى الآن كان من الشيخ حمد بن خليفة رئيس الاتحاد القطري بعد خسارة قطر أمام الكويت، حيث اكد ان هدف سيباستيان سوريا «صحيح 100% وكان واضحا وضوح الشمس ولا نعرف كيف أوحى خيال مساعد الحكم بإلغائه».
لكنه عاد واعترف بأن الاتحادات «لم ترسل أفضل حكامها الى البطولة بما في ذلك الاتحاد القطري»، وقال انه «يتمنى من الاتحادات الخليجية وعلى رأسهم الاتحاد القطري إرسال أفضل الحكام، وان الاخطاء التحكيمية موجودة ولن تنتهي لكن هناك أخطاء يمكن قبولها وأخطاء اخرى لا نقبلها».
من جانبه، مدير المنتخب القطري عبدالرحمن المحمود اعتبر انه على الاتحاد الدولي «اعادة النظر في قراره بعدم الاستعانة بالتكنولوجيا في التحكيم لأن هناك ظلما تدفع المنتخبات ثمنه غاليا»، وأكد ان «القرارات التقديرية مثل ركلة الجزاء يمكن قبولها، لكن كيف يمكن قبول إلغاء هدف صحيح مثل هدف سيباستيان سوريا في مرمى الكويت».
حمى انتقاد التحكيم وصلت الى اللاعبين ايضا، فحمل قائد منتخب العراق يونس محمود على حكم المباراة ضد الامارات، في حين اعتبر مدافع منتخب البحرين عبدالله المرزوقي ان «الحكم الذي ادار مباراة البحرين والعراق لا يستطيع ادارة مباراة للبراعم»، وكان زميله حسين بابا واضحا بقوله «ان التحكيم في «خليجي 20» يعاني من ضغط كبير بدون اي مبرر».