ضاع الأمل القطري بالتأهل الى الدور نصف النهائي، في لحظة فقد فيها الدفاع تركيزه فتحول الفرح الذي عاشه القطريون نحو 5 دقائق إلى حزن وقلق بعد إهدار فرصة التقدم امام السعودية وضياع بطاقة المرور.
فبعد تحسن ملحوظ في أداء المنتخب القطري في الشوط الثاني، واعتماده على الكرات الطويلة لهز الشباك السعودية، بقيت الأمور على حالها حتى الدقيقة 84 حين خطف ابراهيم الغانم هدف التقدم الذي يضع «العنابي» في نصف النهائي.
خمس دقائق فقط كانت فاصلة بين فرحة التأهل وحسرة الخروج، فقد حصلت معمعة امام منطقة جزاء الحارس قاسم برهان تدخل على اثرها المدافع حامد شامي لتشتيت الكرة فوضعها عن طريق الخطأ في مرماه، فلم تتردد إحدى الصحف في وصف ذلك بـ «النيران الصديقة».
وقع الخروج كان مؤلما على القطريين لأنهم كانوا يمنون النفس بالمنافسة على اللقب، كما انهم عاشوا فرحة التأهل دقائق معدودة، وبدأ منسوب القلق لديهم يرتفع قبل نحو شهر على انطلاق نهائيات كأس آسيا في الدوحة.
لم يكن غريبا ان تسيطر حالة من الحزن والأسى على لاعبي المنتخب القطري رغم انهم لم يخسروا المباراة وقدموا فيها مستوى جيدا وايضا على المدرب الفرنسي برونو ميتسو لأنهم كانوا يأملون بالعودة الى الدوحة بمعنويات عالية لبدء الاستعداد لكأس آسيا بأفضل طريقة.
خروج المنتخب القطري أغلق ملف «خليجي 20» لكنه لن يغلق باب المناقشة وباب الاجتماعات مع المدرب في الأيام المقبلة، وهو ما كان اشار اليه رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة منذ ايام، مؤكدا ان «الاجتماعات مع ميتسو بعد الخروج من كأس الخليج هدفها مراجعة المدرب في النتائج التي تحققت والمستويات التي قدمها المنتخب»، مضيفا «بعد كأس آسيا سنقيم الموقف حيث تعتبر البطولة القارية المحك الرئيسي للمدرب».
التماس العذر لميتسو
ورغم الاخفاق في «خليجي 20» وعدم رضا الجماهير عن الخروج المبكر حيث كانت تأمل بالمنافسة على اللقب، فان الجميع التمس لميتسو العذر على ما تحقق في عدن وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الذي لم ينكر ان المدرب «طلب تأجيل الدوري القطري ولم نستطع الاستجابة لطلبه بسبب تحمل الاندية الملايين وكانت ستخسر فنيا وماديا بسبب التوقف».
ولكن لن يكون امام ميتسو أي أعذار الآن لأن الفرصة متاحة له لمدة اكثر من شهر لبدء اعداد المنتخب لكأس آسيا لاستمرار توقف الدوري حتى نهاية البطولة.
استقر ميتسو على برنامج الاعداد الذي يتضمن اللعب مع مصر في الدوحة في 16 ديسمبر المقبل، ثم معسكرا تدريبيا في أبوظبي من 18 منه الى 2 يناير يخوض فيه 4 مباريات ودية مع الهند واستوينا وايران وكوريا الشمالية. الفرصة ستكون متاحة امام اللاعبين للحصول على قسط من الراحة بعد الضغط الذي تعرضوا له في الدوري القطري، كما سيجد عدد من اللاعبين المصابين في مقدمتهم خلفان ابراهيم افضل لاعب في آسيا عام 2006 متسعا من الوقت للعلاج دون المجازفة بالمشاركة في المباريات.
واذا كان ميتسو مطالبا من قبل الجماهير القطرية بإعداد المنتخب بشكل جيد في المرحلة المقبلة والتأهل الى المربع الذهبي لكأس آسيا 2011 لتعويض الاخفاق والخروج المبكر من «خليجي 20»، فان أهم ما يجب معالجته، إيجاد الحل الجذري للعقم التهديفي الذي يعاني منه العنابي اذ لم يسجل سوى 7 اهداف فقط في آخر 8 مباريات.
ويجمع النقاد الكرويون ان ميتسو لم يثبت على تشكيلة معينة في المباريات الودية الاعدادية لبطولة الخليج وحتى في المباريات الرسمية ما افقد المنتخب التفاهم المطلوب داخل الملعب.