رندى مرعي
في لحظة إعلان فوز قطر باستضافة مونديال 2022، كانت السيدة القطرية الأولى الشيخة موزة المسند في قلب الصورة التي تلاحقها الكاميرات، وقفت بثوبها العنابي الأنيق والمحتشم تصفق برصانة، وعانقت نجلها وهي تذرف الدموع.
من بين مئات ملايين الشبان الذين تابعوا الحدث حول العالم، قلة يختزنون في وعيهم صورة ظاهرة للمرأة الخليجية. كثيرون يتجاهلونها أو يعتقدون أنها متوارية خلف الرجل، صورة ودورا وثقافة.
حتى دور السيدة الأولى يبدو أنه ابتكار قطري في الخليج. فدور الشيخة موزة ليس بروتوكوليا فقط، بل جزء من الحلة العنابية التي تقدم بها قطر وجهها المشرق إلى العالم. في الليلة السابقة للتصويت وقفت السيدة الأولى لتخاطب العالم بلغة إنجليزية طليقة، كان أهم ما فيها أن المرأة الخليجية أصبحت جزءا من صناعة الصورة الخليجية. هكذا يتخطى المونديال بعده الرياضي ليحمل رمزية ثقافية للخليج تغير الكثير من الصورة النمطية السائدة عنه في المجالات التنموية والتي يقع تمكين المرأة في صلبها بحسب معايير الأمم المتحدة.
لابد أن تعني هذه الرمزية شيئا للمرأة الكويتية التي لطالما كانت رائدة التحرر في الخليج.
«الأنباء» استطلعت آراء بعض هؤلاء الرائدات حول رأيهن في فوز قطر باستضافة مونديال 2022 ودور الشيخة موزة في ذلك.
مدير عام مجموعة زوايا رنا الخالد اعتبرت هذا الإنجاز فخرا للمنطقة الخليجية والعربية ككل مشيرة إلى أن أهميته لا تكمن في كونه فوزا رياضيا وحسب بل هو انعكاس ثقافي لدولة قطر ودليل على أنه يمكن أن يكون هناك دور للعرب في الحركة الثقافية العالمية إذ إن المونديال امتزاج ثقافات وحضارات وحتى لا يكون حضور العرب عالميا مرتبطا بالحروب.
وقالت الخالد إنه مجرد فوز قطر بهذا الإنجاز هذا سيجبر العالم الغربي على وضعها على الخارطة والاعتراف بامتلاكها مقومات بمواصفات عالمية لاستضافة هذا الحدث في العام 2022.
وتابعت الخالد بأن التأثير القطري قد بدأ بالسياسة العالمية من خلال قناة الجزيرة الإخبارية والتي أصبح لها الجزيرة english وغيرها من المحطات التي تبث من لندن وعلى الرغم من أن كل الموظفين فيها أجانب إلا أنها ليست منحازة إلى إسرائيل في أي من مواقفها وليست هناك مساومة على النوعية وهذا ما يشير إلى الموضوعية والتي تصب في مصلحة العرب.
وعن دور الشيخة موزة المسند قالت الخالد إن هذا الأمر ليس بجديد عليها إذ إن لها أعمالا ومبادرات عديدة في مجالات مختلفة كالتعليم والصحة والثقافة وغيرها من المجالات التي تعكس حضارة القطريين وتعزز مكانتهم على الساحة الثقافية، واعتبرت أنها تمثل المرأة الخليجية التي لطالما عرفت بثقافتها وإصرارها على اعتلاء أفضل المراكز خير تمثيل.
بدورها هنأت الناشطة السياسية عائشة الرشيد دولة قطر على هذا الإنجاز قائلة إنه إنجاز لدول مجلس التعاون الخليجي والعرب ويرفع شأن الأمة العربية لما ستضعه قطر من بصمة عالمية.
وتابعت الرشيد أن هذا الأمر ليس بغريب على دول الخليج التي لطالما كانت محط أنظار دول العالم لما تتمتع به من ثروات طبيعية وعلاقات دولية وكل مرة يكون التوجه نحو دولة كالكويت ودبي والبحرين والآن قطر التي مشت في قطار التنمية بشكل سريع والتي تستحق أن تكون محط أنظار كل العالم قائلة إن مصير الدول الخليجية واحد.
وتحدثت الرشيد عن دور الشيخة موزة في إدراج قطر عالميا من خلال تبنيها قضية التعليم والتي استطاعت أن تطورها بجلب رخص21 جامعة من جامعات العالم إلى قطر كما وضعت ثورة االعلمية.
وقالت إن الشيخة موزة قد وضعت اللبنة الأساسية للأخذ بيد المرأة القطرية من خلال الدور الذي لعبته في هذا الإنجاز والذي تفخر به كل نساء الخليج والعرب.
وتابعت الرشيد انه في هذا الإطار تجدر الإشارة إلى دور المرأة الكويتية التي فرضت نفسها في الكثير من المجالات لتكون لها بصمة على أرض الواقع في كافة المجالات دون استثناء وهذا ما تتميز به المرأة الخليجية والعربية بشكل عام.
من جانبها قالت الأستاذة الجامعية د.هيلة المكيمي إن فوز قطر بتنظيم كأس العالم للعام 2022 مكسب لمنطقة الشرق الأوسط ولكنه ليس بالأمر السهل إذ يتطلب الكثير من الإمكانيات المادية والبشرية على حد سواء.
واعتبرت المكيمي أن هذا الإنجاز يدل على استراتيجية حقيقية للقيادة القطرية في التنمية وبناء الإنسان القطري ما سيغير قطر بشكل جدي وحقيقي من أجل بناء البنى التحتية والمشاريع في سبيل إنجاح مونديال 2022 وهي رؤية بعيدة المدى تصب في صالح التنمية القطرية.
وتابعت المكيمي أن مثل هذا المكسب يجب أن يتم استثماره في كل دول الخليج من خلال قيام شركات خليجية بالاستثمار في قطر ما يحدث نقلة في الاقتصاد الخليجي ويكون خطوة لمرحلة ما بعد البترول.
وأشادت المكيمي بتميز حضور الشيخة موزة ودورها في هذا الإنجاز الخليجي العربي حيث أثبتت قدرة هائلة على تسويق قطر الأمر الذي توج بهذا النجاح العالمي، وفوز قطر على دولة متقدمة مثل اليابان في استضافة مونديال 2022 دليل كبير على تقدم قطر حصاريا لاسيما أن طوكيو سبق ان استضافت المونديال في سنوات سابقة.
وقالت المكيمي لا يسعنا في هذا الإطار إلا أن نقف تقديرا واحتراما لنشاط وإنجازات الشيخة موزة التي تضعها في قائمة الشخصيات القديرات في الخليج والعالم العربي وبذلك أيضا تكون قد وضعت بصمتها في المجال الرياضي كما فعلت في مجالات التعليم والصحة في قطر.
كما اعتبرت م.نعيمة الحاي أن استضافة مثل هذا الحدث لأول مرة في دولة عربية ربما يكون فاتحة خير لإنجازات أخرى معتبرة أنه إنجاز للأمة العربية بكاملها.
وقالت الحاي إنه ليس بغريب على قطر الفوز بمثل هذا الحدث الرياضي إذ إنها سبق ان استضافت الألعاب الأولمبية وهذا إن دل على شيء فانما يدل على أن توجهها الرياضي يحقق نجاحات غير مسبوقة على الساحة العربية.
وقالت الحاي إن ما قامت به الشيخة موزة المسند أمر جديد حيث أحيت لقب السيدة الأولى الخليجية وهو أمر لم نعتد عليه من قبل في المجتمع الخليجي بشكل خاص وهو ما يضاف إلى إنجازات المرأة الخليجية بتعزيز مكانتها الاجتماعية العربية والعالمية على حد سواء محافظة فيه على صورة المرأة الخليجية المسلمة.
وأشارت الحاي إلى أن الإستراتيجية التي يتبعها سمو أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وزوجته تختلف عن الإستراتيجيات التي سبق ان اتبعتها قطر من قبل واتخذت الخط الرياضي في حقل الانجازات.
وأملت الحاي أن تتوسع الإنجازات الرياضية وأن نرى في مراحل قادمة تأهل فريق عربي إلى المونديال والفوز بالبطولة لعل هذا الحلم يترجم على أرض الواقع كما حققت قطر الحلم الخليجي القطري باستضافة المونديال على أرضها.