بعدما نجح في مساعدة روسيا على استضافة دورة الألعاب الاولمبية الشتوية والجائزة الكبرى للفورمولا واحد عام 2014، نجح فلاديمير بوتين في ضمان استضافة بلاده لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2018 بعدما جعل من المشروع تحديا شخصيا في بلاد تعاني غياب البنى التحتية وسمعة ملطخة بالفساد.
وقال بوتين عقب اعلان فوز بلاده بشرف الاستضافة «روسيا لديها كل ما يجب لتنظيم مونديال 2018 بأفضل مستوى ممكن».
وكان بوتين أعلن انه لن يذهب الى زيوريخ «كي لا يمارس ضغوطات على الفيفا».
في عام 2007 في غواتيمالا، تدخل فلاديمير بوتين الذي كان وقتها رئيسا للبلاد، باللغتين الانجليزية والفرنسية للدفاع عن ملف ترشيح روسيا لاستضافة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي (جنوب) عام 2014، وكان تدخله ناجحا لان بلاده ظفرت بشرف الاستضافة.
ويمثل التزامه الشخصي العامل الاساسي لروسيا التي يتعين عليها البدء من الصفر لبناء الملاعب في 13 مدينة اختيرت لاستضافة المسابقة وتحديث الطرقات والمطارات والسكة الحديد وتحسين جودة الفنادق المرتفعة الاسعار والقديمة.
وكانت الاستعدادات لاستضافة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي المزودة بميزانية فلكية والتي شهدت العديد من فضائح الاختلاس، سلاحا ذا حدين بالنسبة الى الترشيح الروسي.
لكن جيورجي تشيردانتسيف، احد المعلقين المشهورين الروس في كرة القدم، أكد قبل الاعلان عن البلد المضيف، ان مزايا الفوز الروسي «ستكون أكثر أهمية بكثير من الآثار السلبية».
وكان بوتين وعد من جهة أخرى بأن يتم بناء الملاعب حتى في حال عدم اختيار روسيا لاستضافة المونديال.
وستدفع استضافة المونديال روسيا الى تحسين وسائل الاتصال بين المدن التي اختيرت لتنظيم المسابقة.
المسافة بين كالينغراد (غرب) وايكاترينبورغ تبلغ 3 آلاف كلم والمسافة المتوسطة بين المدن التي اختيرت لاستضافة المباريات هي اكبر بعشر مرات من المسافة بين المدن التي اختيرت في ملف الترشيح البريطاني.
وتبلغ السرعة المتوسطة للقطارات في روسيا حاليا 75 كلم/ساعة مقابل 124 كلم/ساعة في انجلترا، بالاضافة الى ان رحلات الطيران الرخيصة الاسعار غير موجودة تقريبا.
واعتبر تشيردانتسيف ان «كأس العالم ستمكن من اندماج روسيا بكاملها وبصورة لا رجعة فيها داخل المجتمع الدولي».
وأضاف ساخرا «الروس سيتعلمون اخيرا اللغة الانجليزية والاجانب بإمكانهم اكتشاف روسيا خارج الساحة الحمراء والتأكد من اننا لم نعد نحيا تحت لواء الاعلام الحمراء وان الدببة لا تتجول في الشوارع».
وبالنسبة الى معارضي مشروع الاستضافة فان ميزانية المونديال المقدرة بـ 45 مليار دولار سيتم تحويلها ولن تفيد الشارع الروسي كثيرا.
وكتب المعارض الليبرالي بوريس نيمتسوف «كرة القدم في روسيا تحت سيطرة بيروقراطية فاسدة. جميع عيوب الدولة الروسية ـ الاختلاس وعدم الكفاءة والرشوة هي أيضا عيوب كرة القدم الروسية». وأوضح المحلل السياسي ستانيسلاف بيلكوفسكي «الاموال المخصصة للمونديال لم يسبق لها مثيل والعديد من الشخصيات المؤثرة ترغب في السيطرة عليها»، مضيفا «العمولات السرية في مثل هذه المشاريع ترتفع من 40 الى 50 %».
أما الاقتصادي الليبيرالي عميد المدرسة العليا للاقتصاد في موسكو يفغيني ياسين فقال «ليس لدينا الاموال لهذا المشروع. هناك قطاعات في روسيا اكثر اهمية وحيث يجب الاستثمار مثل التعليم والصحة والتقاعد. أي كأس العالم؟».
وختم في حديث لصحيفة «ترود» بالقول «إنهم المسؤولون الروس الذين بحاجة الى زيادة شعبيتهم».
من جانبه، اعتبر سكرتير الدولة البرتغالي للرياضة لورنتينو دياش ان الاتحاد الدولي لكرة القدم أراد من خلال منح روسيا وقطر شرف تنظيم مونديالي 2018 و2022، اعطاء الافضلية «للاسواق الجديدة».
وأضاف دياش الذي قدمت بلاده ملفا مشتركا مع اسبانيا في مواجهة روسيا وانجلترا وملف مشترك آخر لهولندا مع بلجيكا، «قرر الفيفا منح استضافة المونديال لدول لم يسبق ان نظمت اي تظاهرة. ان خياره يتجه نحو اسواق جديدة».
وتابع «انه خيار شرعي علينا ان نحترمه وان نتفهمه. الملف الايبيري كان الافضل ووصل على ما يبدو الدورة الاخيرة في مواجهة روسيا».
من جانبه، اعتبر رئيس الاتحاد البرتغالي للعبة جيلبرتو ماداي ان القرار يترجم «إرادة سياسية لدى اللجنة التنفيذية بتوجيه بطولة العالم نحو الشرق والشرق الاوسط».
وأضاف «لم أكن أتوقع ان ترشيحنا سيفشل. لكن بالنا مرتاح، لأننا قدمنا افضل ما لدينا في حدود اللعب الرياضي النظيف»، مشيرا الى انه يأمل في الاستفادة من هذا المشروع من اجل «تصحيح العلاقات مع الاتحاد الاسباني».
مدفيديف: المونديال سيكون عرساً لا ينسى
هنأ الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الجماهير بمناسبة فوز بلاده بالاستضافة، مؤكدا ان هذا الحدث سيكون عرسا كرويا لا ينسى.
وقال مدفيديف في تهنئة خاصة وجهها إلى شعبه فور إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم نتائج التصويت «إننا انتصرنا وسنستضيف كأس العالم 2018، ولم يبق هناك سوى التحضير وبكل همة وحزم».
واشار إلى أن تجربة الأولمبياد 2014 ستكون في رصيد روسيا، ومؤكدا أن المونديال سيكون بالفعل عرسا كرويا لا ينسى في روسيا.
فتيان روس يهللون لفوز بلادهم
خرج عشرات الفتيان الروس الى الشوارع في موسكو للاحتفال بفوز روسيا بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2018، وذلك رغم انخفاض درجات الحرارة في البلاد. وقال احد هؤلاء الشبان الذين خرجوا الى الشارع متحدين درجات الحرارة التي بلغت 20 درجة مئوية تحت الصفر، لوكالة الصحافة الفرنسية «نحن فرحون جدا والأمر رائع بالنسبة لبلادنا». وحمل هؤلاء الفتيان مصابيح مضيئة بألوان العلم الروسي.وكان الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي دافع شخصيا عن ملف الترشيح الروسي لاستضافة المونديال، عبرا عن فرحتهما بعد إعلان فوز روسيا بشرف تنظيم العرس الكروي العالمي.