عبدالعزيز جاسم
«كفيتوا ووفيتوا.. وعلى الوعد كنتوا يا رجال الأزرق»، تتزاحم الكلمات والمعاني فما التي تسبق الاخرى منها، كلمات المدح والثناء أم كلمات التهاني والتبريكات، إلا أننا يجب أن نرحب بعودة الكأس العزيزة على قلوب الشعب الكويتي الذي يعلم ان هذه البطولة صنعت من اجل أن يرفع لاعبونا دائما كأسها، وإن ذهبت لغيرهم يوما فيجب ان تعود لموطنها الاصلي.
بالأمس كان هذا المنتخب شابا وواعدا واليوم أصبح بطلا وذا خبرة ويهابه الكبير قبل الصغير، فمنذ تحقيق لقب غرب آسيا انفتحت شهية «الأسود» لحصد الألقاب الواحد تلو الآخر فجاء لقب خليجي 20 ليثبت ان منتخبنا يسير في الطريق الصحيح نحو استعادة أمجاده، وحان الوقت للعب دور البطولة في نهائيات كأس آسيا بالدوحة في يناير المقبل والمنافسة على اللقب بعد فراق 30 عاما.
بالأمس كان منتخبنا بالكاد يتأهل لنهائيات كأس آسيا ويصارع من اجل الحصول على نقطة شرفية تبقيه في دائرة المنافسة حتى النهاية واليوم أصبحت المنتخبات الاخرى هي التي تستجدي النقاط منه.
بالامس كنا نلعب دور الدفاع ونقاتل أمام مرمانا ونلعب بمهاجم وحيد لا حول له ولا قوة واليوم الجميع يدافع عن مرماه أمام الازرق خوفا من هجماته المتتالية.
بالأمس كانت جماهيرنا تنام باكرا بعد كل بطولة وتتحسر على الزمن الجميل والبطولات السابقة بعد الخروج من كل البطولات، واليوم نراهم يسهرون حتى الصباح والفرح يملأ قلوبهم والابتسامة لا تفارق وجوههم، فشكرا لكم يا أبطال اليوم والغد على الايفاء بالوعد والعودة بالكأس بعد 12 عاما عجافا.
خطأ بيسيرو
وعن المباراة النهائية التي توج فيها الازرق باللقب فقد دخل مدرب السعودية البرتغالي جوزيه بيسيرو المباراة واضعا نصب عينيه أمرين أولهما إيقاف فهد العنزي بالضغط عليه بلاعبين في كل كرة يتسلمها وفي بعض الاحيان بثلاثة، والامر الآخر هو إيقاف لاعبي الأزرق بالإعاقة أو العرقلة، وهو ما ساهم في حصول لاعبيه على عدد كبير من النقاط، إلا أن بيسيرو لم يفطن الى أن هناك أكثر من فهد في الازرق وإن غاب فهد يظهر له المطوع وإن تعرض الاخير للإعاقة فخبرة وليد موجودة.
وقد دخل الازرق منذ الدقائق الاولى للمباراة باحثا بجدية عن هدف التقدم فحرم القائم حسين فاضل من التسجيل، ثم تصدى القائم نفسه وحرم وليد علي مرة أخرى من هدف، وجاء الدور على العارضة لتقف إلى جانب السعوديين وتمنع يوسف ناصر من التسجيل، ومع كل هذا الحظ وسوء التوفيق كادت السعودية تتقدم، إلا أن الجسور الخالدي كان لتسديدة مهند عسيري بالمرصاد، وتكاد تكون هذه هي المحاولة الوحيدة للاخضر في الشوط الاول بسبب انشغال لاعبيه فقط بإيقاف لاعبينا ومراقبتهم.
ولكن ما الذي جعل الازرق هو الاخطر والافضل طوال هذا الشوط؟ الجواب سهل وهو ان الازرق لعب بتشكيلة مثالية، خصوصا تواجد فهد عوض ووليد علي في الجهة اليسرى ما أظهر وليد بمستوى مختلف عن جميع المباريات السابقة بسبب التفاهم الكبير بينهما لسنوات عديدة سواء في ناديهما أو المنتخب، كما أن عامر المعتوق لعب في مركزه الأصلي في الجهة اليمنى، الى جانب أن إصرار اللاعبين وقتالهم على كل كرة كان عاملا مساندا لظهورهم بهذا المستوى المميز.
أما الشوط الثاني والذي تراجع فيه الازرق وقلت خطورته، فقد جاء واقعيا للغاية لأن الخوف من دخول هدف يصعب تعويضه جعل اللاعبين والمدرب غوران الذي يعتبر من نجوم البطولة لا يغامرون كثيرا في التقدم الى الأمام، ونفس الأسلوب اتبعه أيضا السعوديون الذين لم يشكلوا خطورة ايضا على مرمى الخالدي طوال الـ 45 دقيقة بسبب استبسال مساعد ندا وحسين فاضل في قطع الكرات خصوصا في الكرات العرضية التي دائما ما تسجل منها السعودية.
ويبدو أن بيسيرو ظن ان الوقت الإضافي سيكون لمصلحته لأن الازرق لعب قبل المباراة بيومين 120 دقيقة مرهقة مع العراق، إلا أن رد وليد علي جاء سريعا بصاروخ ليحافظ الأزرق بعدها على الهدف بمهارة، فإن تخطى لاعب حمد العنزي يظهر له وليد وان تخطى وليد ظهر العامر وان رحل العامر يدخل العتيقي فصار كل اللاعبين سدا منيعا أمام الخالدي لحماية هذا الهدف الغالي الذي كان سببا رئيسيا في تتويج الازرق باللقب العاشر.
لقد حصد الازرق اغلب الألقاب فحصل فهد العنزي على جائزة أفضل لاعب والمطوع على هداف الدورة والخالدي على أفضل حارس ولم يتركوا سوى جائزة اللعب النظيف للسعوديين الذين يستحقون الشكر على أخلاقهم العالية طوال البطولة.
26 بطلا في الملعب
وفي النهاية يجب ان نقول شكرا لـ 26 بطلا سواء من شارك أو من جلس على دكة البدلاء أو من كان يتابع من المدرجات فالجميع أبطال واللاعبون الـ 26 هم: نواف الخالدي، خالد الرشيدي، محمد الصلال، عامر المعتوق، محمد راشد، يعقوب الطاهر، حسين فاضل، مساعد ندا، أحمد الرشيدي، فهد عوض، علي مقصيد، خالد القحطاني، طلال العامر، جراح العتيقي، فهد الأنصاري، عبدالله الشمالي، عبدالله البريكي، وليد علي، عبدالعزيز المشعان، صالح الشيخ، حمد العنزي، يوسف ناصر، خالد خلف، فهد العنزي، بدر المطوع، أحمد عجب.