عندما أعلن جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في مقر الاتحاد بزيورخ عن اختيار قطر لاستضافة نهائيات بطولة كأس العالم 2022 ارتسمت ملامح الدهشة على وجوه الكثيرين.
وذلك ليس لأن الدولة الخليجية الغنية بالبترول ستكون أصغر دولة في التاريخ تستضيف أكبر بطولة رياضية في العالم وحسب ولكن لأن المنتخب القطري نفسه لم يلعب سوى دور متواضع في عالم كرة القدم.
ولكن فرصة مبكرة ستسنح أمام قطر بداية من اليوم وحتى 29 الجاري لإقناع بعض المتشككين على الأقل بأن الفيفا اتخذ قرارا حكيما عندما فضلها على الولايات المتحدة وأستراليا في سباق استضافة مونديال 2022، وذلك عندما تستضيف قطر بطولة كأس الأمم الآسيوية للمرة الثانية في تاريخها.
قبل الإعلان عن اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022، لم يكن يتوقع لبطولة كأس آسيا المقبلة أن تجذب اهتماما كبيرا من خارج المنطقة. هذا بخلاف الغضب الذي تثيره عادة البطولات الشبيهة بكأس آسيا بين مدربي الأندية الأوروبية الذين يخسرون بعض لاعبيهم لفترات طويلة بسبب انشغالهم مع منتخبات بلادهم في هذه البطولات.
ولكن كل هذا تغير الآن وأصبحت بطولة كأس آسيا فجأة تحظى باهتمام كبير من جانب العالم الكروي بأسره.
وقبل 4 أعوام، فجر المنتخب العراقي مفاجأة كبيرة بتغلبه على نظيره السعودي 1-0 في نهائي البطولة بجاكارتا.
وخرج عشرات الآلاف من العراقيين في الشوارع للاحتفال بالفوز التاريخي الذي أخرجهم، ولو لفترة وجيزة، من المشاكل التي يعيشونها منذ الغزو الأميركي للعراق في 2003 والاضطرابات الأمنية في البلاد.
ولم تكن قرعة مباريات البطولة رحيمة مع العراق هذه المرة حيث أوقعت حامل اللقب في المجموعة الرابعة التي تضم إيران وكوريا الشمالية والإمارات مما يصعب من مهمة العراق في الدفاع عن لقبه.
بينما يلتقي البلد المضيف قطر مع أوزبكستان والصين والكويت في المجموعة الأولى.
ويرى الصربي بورا ميلوتينوفيتش، الذي كان مدربا للصين عندما بلغت الدور قبل النهائي لكأس لآسيا عام 2000 ولكنه يعمل الآن لدى اتحاد الكرة القطري، أن قطر والصين لديهما فرصة كبرى للتأهل عن المجموعة الأولى.
وقال: «في المجموعة الأولى سيكون المرشحان الأبرز للتأهل، من وجهة نظري، هما الصين وقطر. إنني أرى أن هذين الفريقين لديهما فرصة أفضل».
وأضاف: «قطر هي الدولة المنظمة وقد أعد برونو ميتسو فريقا جيدا، وعندما تلعب على أرضك تكون فرصتك جيدة في التأهل للدور الثاني».
وفي المجموعة الثانية تعتبر السعودية، صاحبة المنتخب الأكثر نجاحا في كأس آسيا حاليا بفوزه بـ 3 ألقاب خلال الـ 6 نهائيات التي وصل إليها في البطولة، هي المرشح الأبرز للتأهل إلى الدور الثاني إلى جانب اليابان.
وضم ألبرتو زاكيروني مدرب اليابان 3 لاعبين محترفين في ألمانيا إلى القائمة النهائية لفريقه من بينهم شينجي كاجاوا الذي تألق في الدوري الألماني هذا الموسم.
بينما سيواجه فريقا المجموعة الثانية الآخران سورية والأردن صعوبة في بلوغ الدور الثاني على حساب عملاقي الكرة الآسيوية السعودية واليابان.
أما المجموعة الثالثة فتضم البحرين والهند وكوريا الجنوبية وأستراليا، التي تشارك في كأس آسيا للمرة الثانية فقط منذ انضمامها لاتحاد الكرة الآسيوي في السنوات الأخيرة.
ورغم أن المنتخب الأسترالي من أبرز المرشحين للعب نهائي كأس آسيا في 29 الجاري بستاد خليفة فقد قلل تيم كاهيل، أحد أبرز اللاعبين المحترفين في أوروبا بالبطولة، من فرص فريقه في إحراز اللقب.
وأكد لاعب خط وسط إيفرتون الإنجليزي أن البطولة لن تكون سهلة وقال إنه سيكون «من الصعب» عليه أن يرشح أستراليا للفوز باللقب.
وقال كاهيل: «نريد احترام باقي الدول وبذل قصارى جهدنا في كل مباراة وأن نحسن سلوكنا ونبدي التزامنا الشديد.. توجد احتمالات كثيرة أمام العديد من الدول للفوز بالبطولة ويجب أن نعمل جاهدين لنكون أفضل فرق مجموعتنا. وبعدها سنرى ما يحدث».