ظاهرة الوقوف دقيقة صمت حدادا على متوفى امر شائع لكنه يسبب احراجا ولغطا في ملاعب الكرة، وآخرها لو سألت لاعبا سعوديا عن أكثر لحظات الحرج التي قد يمر بها في مباريات كرة القدم لأجابك فورا انها لحظات الحداد التي تسبق بعض المباريات وخصوصا في المحافل الدولية، لكن مباراة الهلال وزينيت الروسي كانت آخر مشاهد الاحراج للاعب السعودي، التي أقيمت مساء الأربعاء الماضي في دبي.
يقول لاعب سعودي وهو دولي سابق فضّل عدم ذكر اسمه في حوار قصير مع «إيلاف» «اننا قضينا سنوات طويلة في الملاعب والأمر متروك لرغبتنا الشخصية، فلم تأمرنا إدارة المنتخب بالتجاوب مع دقائق الحداد، ولم ينهنا أحد عن ذلك»، وأضاف «هناك بعض اللاعبين الذين يلتزمون بالفتاوى التي تحرم هذا الفعل على اعتبار انه تقليد للكفار وانها بدعة، وهناك لاعبون آخرون لا يعلمون عن هذه الفتوى شيئا ولكنهم يقلدون زملاءهم ويخشون نظرة المجتمع فيما لو وقفوا».
وفي أحداث مباراة الهلال والفريق الروسي في نهائي بطولة دبي الدولية الودية اصطف اللاعبون الروس على الجزء الخاص بهم من دائرة الملعب ووقفوا جميعا ومعم طاقم الحاكم الإماراتيون، فيما بدا الارتباك على لاعبي الهلال، ولم يصطفوا أمام الفريق الروسي مثلما يتطلب التقليد الرياضي المعروف، وبدأت الكاميرا تتنقل بين لاعبي الهلال الذين تنوعت ردود فعلهم، فبعضهم وقف مثل الثنائي الأوروبي ميريل رادوي وكريستيان فيلهامسون ومثل محمد الشلهوب وخالد عزيز، فيما كان اللاعب الملتحي أحمد الفريدي يغالب ابتسامته وهو يجري حركات الإحماء أمام اللاعبين الروس، وبقيت غالبية اللاعبين الزرق يقفون بخجل ويلتفتون يمنة ويسرة.
ويستند من يرون حرمة هذا العمل إلى فتوى أصدرتها اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية.
مفادها ان ما يفعله بعض الناس من الوقوف زمنا مع الصمت تحية للشهداء أو الوجهاء، أو تشريفا وتكريما لأرواحهم، وحدادا عليهم، وتنكيس الأعلام من المنكرات والبدع المحدثة.