بيروت ـ ناجي شربل
شهد الموسم المنتهي لبطولة الكرة الطائرة اللبنانية، استعادة اللعبة حشودها الجماهيرية التي كانت عليها قبل الالفية الجديدة، حين كانت اكثر الالعاب انتشارا في لبنان، والاكثر شعبية بين الالعاب الجماعية، قبل ان تستعيد كرة القدم عافيتها، وتعرف كرة السلة نهضة غير مسبوقة منذ اواسط تسعينيات القرن الماضي، وقف خلفها باني نهضتها المرحوم انطوان شويري.
ولطالما اشتهرت الكرة الطائرة في لبنان بأنها لعبة القرى وليس المدن الكبرى، وهي كانت تزاول على كامل مساحة الوطن الصغير، ولم تتوقف عجلة مبارياتها حتى في عز الحرب الاهلية، فكانت الفرق في ترحال دائم تعبر الحواجز الداخلية، وتؤمن فسحات تلاق بين ابناء مناطق قطعت الحرب اوصالها.
وعرفت لعبة الكرة الطائرة اللبنانية بـ«المهرجانات الصيفية»، حيث الدورات الودية في الملاعب المكشوفة. وكان الجمهور يحتشد كل في قريته ويواكب البعض فريقه في ترحاله الى قرية مجاورة.
لذا كان الجمهور صيفيا (نسبة الى الدورات الصيفية)، ويحضر قليلا في البطولات الرسمية التي تقام في فصل الشتاء، لأن الفرق التي تخوض البطولات الرسمية كانت تمثل المدن الكبرى، حيث تضيع الهوية الرياضية، وتغيب الجماهير، لعدم وجود رابط بين اللاعبين واهالي المدن.
مع الايام، بدأت فرق القرى ومدن الاطراف تتقدم بين الدرجات صعودا الى دوري الاضواء، ونقلت معها جمهورها الذي بدل من عادته وصار يواكب المباريات في القاعات المسقوفة. ومنذ ثلاثة اعوام صعد سبيد بول شكا الى مصاف نوادي الدرجة الاولى برفقة نادي حالات ومنتخب الجيش اللبناني.
وتمكن سبيد بول في موسمه الثالث من انتزاع اللقب للمرة الاولى في تاريخه. وما يجدر التوقف عنده ان سبيد بول ووصيفه البتروني الشبيبة تنورين جذبا معهما الجمهور.
وكذلك الحال بالنسبة الى الزهراء الميناء طرابلس، الذي يحتشد في مبارياته في قاعة الميناء الرياضية بطرابلس ابناء مدينتي الميناء وطرابلس.
وهنا حدث الفارق الجماهيري، فكانت الكرة الطائرة الفائز الأكبر بملاعب غصت بالجماهير خصوصا في الدورين نصف النهائي «فاينال فور» والنهائي. وارتفعت الارقام الى الآلاف رغم ان الدخول بالمجان، رغبة من الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة في استعادة الجمهور وتشجيعه على المواكبة.
تبدلت الارقام، حتى في المشاهدة التلفزيونية، وعادت البطولة مطلوبة لدى محطات التلفزة اللبنانية.
شيء ما تبدل في الكرة الطائرة الى الافضل.
ويقول رئيس اللجنة الاولمبية اللبنانية رئيس الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة، ان عامل الثقة باللعبة شجع المستثمرين على الدخول اليها، «خصوصا ان مبلغا مقبولا من المال كفيل بتشكيل فريق منافس يستطيع الوصول الى اللقب، بفارق مالي كبير عن كرة السلة، حيث يدفع المستثمر اضعاف ما ينفقه عندنا، للحفاظ على فريقه بالدرجة الاولى». ويرى همام في تتويج فرق جديدة «دليل عافية، وتأكيد على ان المجال مفتوح للجميع من المجتهدين».