عبدالله العنزي
ملَّ عالم الفيزياء اينشتاين كثرة المحاضرات التي يلقيها في الجامعات من أجل توضيح نظريته النسبية، فأخذ يتذمر لسائقه من هذا الامر. وبينما يسيران نحو احدى الجامعات، اقترح عليه السائق ان يقوم هو بدوره ويلقي المحاضرة بدلا منه نظرا للتشابه الكبير بينهما، ولمعرفة السائق بما سيقوله اينشتاين لكثرة حضوره المحاضرات، فأعجب الاخير بالفكرة وتبادلا الأدوار. وبينما المحاضرة في أوج نقاشاتها سأل بروفيسور السائق (الذي يقوم بدور اينشتاين)، سؤالا محرجا عن النظرية النسبية فلم يجد السائق الا ان يقول للبروفيسور «سؤالك هذا ساذج إلى درجة أنني سأكلف سائقي» وهو اينشتاين الذي يجلس في الصفوف الخلفية بالرد عليه. وسؤال جماهير مان يونايتد بعد السقوط المرير في «اولدترافورد» امام تشلسي 1-2، عمن سيعوض غياب الرائع واين روني في لقاء اياب دوري ابطال اوروبا امام بايرن ميونيخ الالماني «لن يجيب عليه السير اليكس فيرغسون، فهو يعلم ان من في الصفوف الخلفية «مقاعد البدلاء» لن يستطيع ان يترجم الاجابة على ارض ملعب اولدترافورد».
فرؤية خروج الولد الذهبي مصابا من ملعب «اليانتس ارينا» معقل بايرن ميونيخ لم تؤلم محبي الشياطين الحمر فقط، بل آلمت كل الانجليز الذين يمنون النفس في ان يقود روني منتخب الاسود الثلاثة الى اللقب العالمي الصيف المقبل في المونديال الافريقي، فما يقدمه روني في الفترة الحالية مع النادي او المنتخب على حد سواء هو ضرب من الخيال، فاللاعب الذي كان يوما ما أعجوبة انجليزية لمهاراته رغم صغر سنه اصبح الآن اعجوبة لكونه يجيد اللعب في كل المراكز وبقوة وندية عالية، حيث سجل الى الآن 31 هدفا في مختلف المسابقات لمان يونايتد.
كل جماهير المان كانوا حتى وقت قريب يمنون النفس في تحقيق انجازين تاريخيين محليا، الاول احراز اللقب الرابع للدوري على التوالي كأول فريق يحقق ذلك، والثاني الانفراد بعدد ألقاب الدوري عن الغريم التقليدي ليفربول «18 لقبا لكل منهما» ولكن اصابة روني قد تعجل كثيرا بتحطيم هذه الامنيات.
سئلت الروائية الرائعة اغاثا كريستي عن سبب زواجها من عالم آثار فقالت «كلما كبرت ازددت قيمة عنده»، ولو سئل فيرغسون الآن عن تعاقده مع روني لقال «تعاقدت معه لهذه الفترة بالذات، لا لأراه يغيب عن مواجهة بايرن الحاسمة».