تفوق «حلم» المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على «هوس» نظيره جوسيب غوارديولا وتأهل فريقه انتر ميلان الايطالي الى المباراة النهائية لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم على حساب برشلونة الاسباني حامل اللقب رغم الخسارة امامه 0 - 1 على ملعب «نو كامب» في اياب الدور نصف النهائي، لفوزه ذهابا 3 - 1 في «جوزيبي ياتزا».
وضرب انتر ميلان موعدا في النهائي ـ الذي يحتضنه ملعب «سانتياغو برنابيو» الخاص بريال مدريد في 22 مايو المقبل ـ مع بايرن ميونيخ الالماني الذي تأهل على حساب ليون الفرنسي بالفوز عليه ايابا 3 - 0 بعد ان كان تغلب عليه ذهابا ايضا 1 - 0.
وتحقق حلم مورينيو بقيادة انتر ميلان الى النهائي للمرة الاولى منذ 1972 وتفوق على غوارديولا الذي قال في المؤتمر الصحافي عشية هذه المواجهة انه لا يهمه انتر ميلان او قميصه او مدربه، كل ما يهمه هو ان يقدم فريقه مستواه المعهود وهذا الامر سيكون كافيا لكي يتأهل الى النهائي ويتوج باللقب.
ورد عليه مورينيو قائلا ان برشلونة «مهووس» بالنهائي واللقب في حين ان فريقه يملك «حلما» وهو الوصول الى النهائي، ثم ازدادت حدة التصريحات قبل ساعات معدودة على انطلاق المباراة عندما وصف رئيس برشلونة جوان لابورتا المدرب البرتغالي بـ «طبيب نفساني من الدرجة الثانية بامكانه ان يقول ما يشاء».
وقال مورينيو بالفعل ما يشاء ونجح بتبنيه اسلوب الـ «كاتيناتشو» الايطالي في تجريد برشلونة من اللقب رغم النقص العددي في صفوف فريقه منذ الدقيقة 28 بعد طرد لاعب برشلونة السابق البرازيلي تياغو موتا، وقاد «نيراتزوري» الى النهائي للمرة الاولى منذ عام 1972 عندما خسر امام اياكس امستردام الهولندي 0 - 2، والخامسة في تاريخه بعد 1964 و1965 حين اصبح اول فريق يتوج باللقب مرتين على التوالي (على حساب ريال مدريد الاسباني وبنفيكا البرتغالي)، و1967 (خسر امام سلتيك الاسكوتلندي).
في المقابل، فشل برشلونة الذي كان يسعى لأن يصبح اول فريق يحتفظ بلقبه منذ 20 عاما عندما كان ميلان آخر من حقق هذا الانجاز، في التأهل الى النهائي الثاني على التوالي والسابع في تاريخه بعد اعوام 1992 و2006 و2009 حين توج باللقب على حساب سمبدوريا الايطالي وارسنال ومان يونايتد الانجليزيين على التوالي، و1961 و1986 و1994 حين خسر امام بنفيكا وستيوا بوخارست الروماني وميلان.
ونجح مورينيو في فك عقدة الدور نصف النهائي التي لازمته عندما كان يشرف على تشلسي الانجليزي وبلغ النهائي الثاني له بعد 2004 حين توج باللقب مع بورتو.
وسيكون مورينيو، الذي مر ببرشلونة حين كان مساعد المدرب خلال حقبة الانجليزي الراحل بوبي روبسون والهولندي لويس فان غال (من 1996 حتى 2000)، امام فرصة ان يصبح ثالث مدرب فقط يتوج باللقب الاوروبي المرموق مع فريقين مختلفين بعد النمساوي ارنست هابل الذي احرز اللقب عام 1970 مع فيينورد روتردام الهولندي و1983 مع هامبورغ الالماني، والالماني اوتمار هيتسفيلد الذي توج به مع بوروسيا دورتموند عام 1997 وبايرن ميونيخ عام 2001.
وفي حال فشل مورينيو في تحقيق هذا الامر، فسيكون هذا الشرف من نصيب مدرب بايرن فان غال الذي احرز اللقب سابقا مع اياكس امستردام عام 1995.
وكان برشلونة الذي افتقد خدمات اندريس انييستا صاحب هدف التأهل الى نهائي الموسم الماضي على حساب تشلسي بسبب الاصابة وقائده كارليس بويول للايقاف، يأمل ان يكرر سيناريو 2002 حين تغلب على الفريق الايطالي في «كامب نو» بثلاثية نظيفة خلال الدور الثاني، وسيناريو الموسم الحالي عندما تغلب عليه 2 - 0 في دوري المجموعات بعد ان تعادلا ذهابا في ميلانو، الا انه اكتفى بهدف واحد سجله مدافعه جيرار بيكيه في الدقائق الست الاخيرة.
ولم يكن ذلك كافيا لاستمرار مشوار برشلونة وحلم مدربه غوارديولا في رفع الكأس للمرة الثالثة في مسيرته لأنه توج بلقب هذه المسابقة عام 1992 كلاعب، علما انه اصبح الموسم الماضي سادس من يفوز باللقب كلاعب وكمدرب، كما اصبح ثالث لاعب يحقق هذا الانجاز مع نفس الفريق بعد الاسباني ميغيل مونوز (فاز كلاعب مع ريال مدريد عامي 1956 و1957 وكمدرب 1960 و1966)، والايطالي كارلو انشيلوتي (فاز مع ميلان كلاعب عامي 1989 و1990 وكمدرب عامي 2003 و2007).
لكن كل شيء انتهى عند عتبة انتر ميلان الذي سيلتقي بايرن للمرة الاولى منذ دوري المجموعات لموسم 2006-2007 حين تعادلا ذهابا في ميونيخ صفر-صفر قبل ان يفوز النادي «البافاري» ايابا 2 - 0 في ميلانو سجلهما البيروفي كلاوديو بيتزارو ولوكاس بودولسكي.
وعودة للمباراة، كان بامكان بويان كركيتش ان يشعل المباراة لو نجح في وضع الكرة برأسه داخل الشباك بعد عرضية متقنة من ميسي الا ان محاولته مرت قريبة جدا من القائم الايمن (83).
لكن وسط عجز هجوم برشلونة عن التسجيل قرر بيكيه ان يأخذ الامور على عاتقه فهز شباك جوليو سيزار بعدما كسر مصيدة التسلل اثر تمريرة من تشافي هرنانديز وتلاعب بالحارس البرازيلي ثم التف على نفسه ووضع الكرة في الشباك (84).
وحصل برشلونة على فرصة ثمينة لخطف التأهل في مناسبتين بتسديدتين بعيدتين من تشافي ثم ميسي (89) لكن جوليو سيزار تألق وانقذ فريقه.
وخطفت الانفاس في الوقت بدل الضائع عندما هز كركيتش شباك جوليو سيزار الا ان الحكم الغى الهدف لأن توريه لمس الكرة بيده قبل ان تصل الى زميله الشاب.