بعد عروضه المشرفة في المونديال المكسيكي عام 1970 انكب المسؤولون في الاتحاد المغربي على إعداد منتخب متكامل ومنسجم وقوي يضمن حضورا أحسن تشريفا في العرس العالمي، فكانت المكسيك مجددا مسرحا لانجاز تاريخي للمغاربة تمثل في كونهم اول منتخب عربي وأفريقي يتخطى الدور الأول، وفشل المنتخب المغربي في حجز بطاقته الى نهائيات 1974 برغم بلوغه الدور الثالث الأخير حيث تنافس على البطاقة مع المنتخبين الزامبي والزائيري (الكونغو الديموقراطية حاليا)، فتبادل الفوز مع الاولى (خسر 0-4 في لوساكا، وفاز 2-0 في الرباط)، لكنه خسر امام الثانية ذهابا 0-3 في كينشاسا وايابا 0-2 في الرباط.
ولم يوفق المغرب في تصفيات 1978 وخرج من الدور الاول بخسارته امام تونس، التي مثلت القارة في المونديال، بركلات الترجيح 2-4 بعد تعادلهما ذهابا وايابا بنتيجة واحدة 1-1.
وكان المغرب قاب قوسين او ادنى من بلوغ النهائيات عام 1982 في اسبانيا لكنه خسر في الدور الثالث الاخير امام الكاميرون 0-2 ذهابا في القنيطرة و1-2 ايابا في ياوندي.
وكانت الخسارتان امام الكاميرون حافزا كبيرا امام المغاربة لاعداد منتخب جيد، واستفاد اسود الاطلسي من الجيل الذهبي لفريق الجيش الملكي الذي احرز كأس افريقيا للاندية البطلة (دوري الابطال حاليا) عام 1985 بقيادة صانع العابه محمد التيمومي وسعد دحان وعبد المجيد اللمريس وغيرهم.
وكانت قوة المنتخب المغربي في خط وسطه الذي ضم لاعبين يملكون مؤهلات فنية عالية هم التيمومي وعزيز بودربالة وعبد المجيد الظلمي ومصطفى الحداوي، بالاضافة الى خط دفاع قوي شكله الرباعي خليفة العبد ونور الدين البويحياوي ومصطفى البياز وعبد المجيد اللمريس، وخلفهم الحارس العملاق بادو الزاكي.
وتخطى المغرب في التصفيات سيراليون (1-0 في فريتاون و4-0 في الرباط) في الدور الاول، ومالاوي (2-0 في الرباط و0- 0في ليلونغوي) في الدور الثاني، ومصر (0-0 في القاهرة و2-0 في الدار البيضاء) في ربع النهائي، وليبيا (3-0 في الرباط و0-1 في بنغازي) في نصف النهائي وبلغ النهائيات مع الجزائر.
وكانت المرة الثانية التي تمثل فيها القارة السمراء بمنتخبين بعد الاولى في اسبانيا 1982 عندما تأهلت الكاميرون والجزائر، وكما درجت العادة في قرعة النهائيات فان الامور لا تكون جيدة بالنسبة للمنتخبات الصغيرة حيث توقعها في مواجهة منتخبات قوية وكبيرة على الصعيد العالمي، وهو حال المغرب عندما وضع في المجموعة السادسة الى جانب إنجلترا وپولنــدا والبرتغــال.
وصبت الترشحات للمنافسة على البطاقة بين المنتخبات الثلاثة الاخيرة واعتبر المغرب «جسر عبور» بالنسبة لها.واستفاد المغرب من هذه التوقعات لانه خالفها وأحرج پولندا وانجلترا قبل ان يكتسح البرتغال ويتأهل الى الدور الثاني في سابقة تاريخية على الصعيدين القاري والعربـــي.
وكانت المباراة الاولى ضد پولندا التي كانت تشارك في النهائيات للمرة الرابعة على التوالي بنجوم ابلوا البلاء الحسن في المسابقات الاوروبية وحتى في نهائيات المونديال في مقدمتهم بونييك وسمولاريك وبونكول وكومورنيكي.
ولم تشهد المباراة محاولات حقيقية للتسجيل حيث تكتل المغاربة في خط الدفاع للحفاظ على نظافة شباكهم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التي على قلتها كادت ان تكون احداها هدفا قبل نهاية الشوط الاول من تسديدة قوية لمحمد التيمومي من 25 مترا ابعدها الحارس ملينارتشيك بصعوبة الى ركنية.
وتابع المنتخب المغربي صموده في الشوط الثاني ونجح في افشال كل العمليات الهجومية للپولنديين الذين انتظروا حتى منتصف الشوط الثاني لتهديد مرمى الحارس الزاكي عبر اوربان لكن الاول تصدى لمحاولته ببراعة، وغاب بونييك بين يقظة الدفاع المغربي الذي تناوب على مراقبته وفشل بالتالي في تقديم مستواه المعهود وسقط منتخب بلاده في فخ التعادل السلبي.