لقب المهاجم الالماني غيرد مولـر بـ «در بومبير» اي «المدفعجي»، لم يكن موهوبا ولا انيقا، لكنه كان فعالا امام المرمى، ويبقى من بين افضل الهدافين في تاريخ الكرة المستديرة، ويستطيع البقاء طيلة المباراة لا يعمل شيئا، يتمشى داخل الميدان حتى ينساه الجميع، وفي ثوان يستطيع ان يقلب مجريات اللعب، ويسجل من مختلف الوضعيات، بالرأس، بالقدمين، بالبطن بالصدر، بالركبتين، في كل مكان، وفي كل زمان، المهم بالنسبة لهذا الهداف هو هز الشباك ولا شيء غير ذلك، وكان زملاؤه يدعونه بـ «البدين» لانه كان قوي البنية (1.75م و75 كلغم)، ويملك رجلين قصيرتين لكنهما عريضتين، وسجل مولر 68 هدفا في 63 مباراة دولية، و365 هدفا في 472 مباراة ضمن دوري المانيا الغربية، وهو المعدل الذي لم يستطع تحقيقه اي لاعب بعده، وكان مونديال المكسيك 1970 بمثابة الانطلاقة الحقيقية لمولر حيث بهر العالم باتقانه تسجيل الاهداف. وفي مونديال 1974 الذي نظمته المانيا الغربية لم يبرز «المدفعجي» في الدور الاول وسجل هدفا واحدا في مرمى استراليا، وكان الامر مشابها في مباراة الدور الثاني امام يوغوسلافيا، اي انه سجل هدفين فقط في خمس مباريات، في الدور نصف النهائي انقذ المانيا الغربية امام پولندا وتمكن من تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 75 بتسديدة ارضية خدعت الحارس توماشيفسكي، وفي 7 يوليو كان الموعد مع المباراة النهائية امام المنتخب الهولندي العتيد، الذي كان السباق الى التسجيل منذ الدقائق الاولى، غير ان الالمان تمكنوا من التعديل بواسطة ركلة جزاء في الدقيقة 43، بعدها تمكن مولر من السيطرة على كرة من بونهوف، ثم سدد بقوة مخادعا الحارس يونغبلود، لتتوج المانيا الغربية بطلة للعالم، وعمت الفرحة ملعب ميونيخ الاولمبي.