انتقدت الصحف الجزائرية قرارات لجنة الانضباط التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) المتعلقة بالاعتداء على حافلة منتخب الجزائر بالقاهرة يوم 12 نوفمبر الماضي قبل مباراة الفريق مع نظيره المصري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 واصفة إياها بأنها «رحيمة» بالمصريين وأن العقوبات لم تأت على مستوى الاعتداء. وكانت اللجنة قررت نقل مباراتين لمصر بتصفيات مونديال 2014 على مسافة لا تقل عن 100 كيلومتر خارج نطاق العاصمة القاهرة وتغريم اتحاد الكرة المصري 100 ألف فرنك سويسري (87.1 ألف دولار). كتبت صحيفة «الهداف» الجزائرية: «فيفا يجامل مصر بمباراتين خارج القاهرة وغرامة مالية»، أما زميلتها «كومبتيسيون» فكتبت: «فيفا يعتدي على الجزائر». وقالت صحيفة «الخبر» في عنوان تصدر صفحتها الأولى: «فيفا يدين مصر وملف أم درمان فارغ»، أما صحيفة «وقت الجزائر» فكتبت: «فيفا يصدر عقوبات رمزية ضد مصر» وهو نفس عنوان صحيفة «النهار الجديد» التي أضافت أن «المصريين يحتفلون بنصر مزيف». وعلقت «الوطن» على العقوبة قائلة إن «فيفا فرض عقوبات لا تعكس أبدا الاعتداء العنيف الذي تعرض له اللاعبون الجزائريون وما تركه من آثار نفسية على أعضاء البعثة». نقلت «الشروق اليومي» عن محامي اتحاد الكرة الجزائري رشيد بوعبدالله قوله: «لم يحترم فيفا أخلاقيات الرياضة وكرة القدم ورأف كثيرا بالمصريين الذين سيحتفلون بالتأكيد بهذا الحكم الرمزي». ونشرت «الجزائر نيوز» مقالا بعنوان «بلاتر يستهين بواقعة الاعتداء على حافلة الخضر ويستغل القضية لأغراض انتخابية»، بينما كان لصحيفة «ليبرتيه» رأي مختلف حيث قالت: «فيفا يعاقب مصر بشدة».
مصر تلجأ للمحكمة الدولية
ومن جهة اخرى ساد الارتياح الشارع الكروي المصري لانتهاء أزمة مباراة مصر والجزائر باتخاذ عقوبات مقبولة ضد الاتحاد المصري، وهو ما اتضح من تعليق رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر على عقوبات «فيفا» بعدما أعرب عن سعادته قائلا الحمد لله، ومؤكدا أن هذه العقوبة جاءت أقل بكثير مما كان متوقعا وأنها أفضل كثيرا من الاعتذار لمحمد روراوة. وأضاف زاهر أن حسن شحاته المدير الفني للمنتخب كان قد أخبره بترحيبه الشديد لإقامة أي مباراة للمنتخب المصري خلال التصفيات القادمة على أي ملعب آخر بخلاف ستاد القاهرة وذلك في الجلسة التي جمعت الجهاز الفني للمنتخب الوطني مع سمير زاهر قبل سفره إلى سويسرا.
وعن ملف مباراة مصر والجزائر التي أقيمت بالسودان قال زاهر ان لديه النية لتصعيد الأمر للمحكمة الرياضية إذا لم يتوصل الجانب المصري لاتفاق مع لجنة الانضباط بالاتحاد الدولي بشأن توقيع عقوبة على الاتحاد الجزائري على خلفية أحداث مباراة أم درمان. وجاء ذلك في الوقت الذي قرر فيه الاتحاد الدولي عدم فتح تحقيقات بشأن مباراة الخرطوم التي أقيمت بعد ثلاثة أيام من مباراة القاهرة وما تردد من وقوع اعتداءات ضد مشجعي مصر هناك. وألقت اللجنة باللوم على اتحاد الكرة المصري في عدم اتخاذ الإجراءات الأمنية المناسبة لتوفير الحماية لمنتخب الجزائر وحفظ النظام أثناء المباراة التي أقيمت يوم الرابع عشر من نوفمبر الماضي بستاد القاهرة الدولي.
استعدادات الجزائر
ومن جانب آخر، نفى اتحاد كرة القدم الجزائري وجود خلافات داخل المنتخب الذي يقيم حاليا معسكرا تدريبيا بمرتفعات كرانس مونتانا في سويسرا استعدادا لنهائيات كأس العالم. وذكر الاتحاد في موقعه على الإنترنت أن المعسكر يجري في أجواء ممتازة وسط تفاهم كبير بين جميع اللاعبين والطاقم الفني.
كانت تقارير إعلامية أشارت إلى وجود خلافات داخل الفريق ومغادرة اللاعب كريم زياني المعسكر. بيد ان الأخير قال في تصريح للتلفزيون الجزائري بأجواء المعسكر، مشيرا إلى أنه يعمل بجدية خلال التدريبات كي يستعد جيدا لكأس العالم خاصة أنه لم يلعب مع فولفسبورغ الألماني منذ ثلاثة شهور.
واكتملت صفوف الفريق بوصول نذير بلحاج لاعب بورتسموث الإنجليزي ومدحي لحسن لاعب خط وسط راسينغ سانتاندر الاسباني وعبدالقادر غزال مهاجم سيينا الإيطالي إلى معسكر الفريق في كرانس مونتانا بسويسرا. وبدأ المنتخب الجزائري امس المرحلة الثانية من استعداداته لنهائيات كأس العالم 2010. وتتنافس الجزائر ضمن المجموعة الثالثة بكأس العالم إلى جانب إنجلترا والولايات المتحدة وسلوفينيا.