فضل الاهتمام بدراسته اولا ونال شهادته في طب الاطفال ثم تفرغ للكرة وهو في الرابعة والعشرين، واستطاع ان يثبت قدرة على النجاح في الرياضة كما في الدراسة، وبالفعل صار حالة خاصة في عالم الكرة الذي دخله متأخرا الا انه لمع فيه ونجح بامتياز بفضل شخصيته وحكمته وفنياته وموهبته، انه البرازيلي سقراط «الفيلسوف» حقا. كان سقراط يميل الى امتاع الجماهير بقدر رغبته في تحقيق الفوز، ولأنه رجل ذو مبدأ ضحى بمسيرته الاحترافية في الدوري الايطالي، الذي وصل اليه عام 1984 مع فيورنتينا، وذلك بسبب المقاييس المادية الطاغية وتفضيل الاندية للنتائج على حساب المتعة، فلم يفكر طويلا قبل ان يعود أدراجه الى البرازيل.
وبدأ سقراط مشواره مع المنتخب في 23 اغسطس 1979 خلال مباراة دولية ودية ضد الارجنتين، حيث تمكن من تسجيل هدفين، وابتداء من العام 1980 منحه المدرب تيلي سانتانا شارة القائد، ولم يكن هذا اختيارا بقدر ما هو حاجة. وفي نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا، كان الجميع يرشح البرازيل للفوز باللقب، الا أن المنتخب الايطالي فوت هذه الفرصة على سقراط وزملائه برغم تألقهم. وكانت مباراتهم امام الاتحاد السوفييتي احدى أفضل المباريات في هذا المونديال، حيث تمكن السوفييت من التقدم بهدف، وفي آخر اللقاء عدل سقراط النتيجة قبل أن يضيف ايدر هدف الفوز لمنتخبه في الثواني الاخيرة. وفي عام 1984 قبل هذا الرجل الغريب ـ الذي يعتبر الكرة وسيلة للمصالحة بين الناس ـ الانتقال الى ايطاليا للعب في صفوف فيورنتينا، وفور وصوله الى هناك لم يستطع تحمل ضغط الدوري، واقتنع بأن هذا العالم ليس عالمه فقرر العودة الى بلده حيث أكمل مشواره مع نادي فلامينغو.
شارك سقراط مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 1986 التي اقيمت في المكسيك، والتي أخرجت فيها فرنسا البرازيل، من الدور ربع النهائي بعد مباراة لاتزال عالقة حتى الآن في الذاكرة وتعتبر احدى أفضل المباريات في القرن الماضي.
وغادر سقراط عالم الكرة فجأة في ابريل 1987 وفضل التفرغ لمهنته، معلنا بذلك نهاية مشوار فيلسوف ذي مبدأ مارس ذات يوم الكرة بأمانة واخلاص بعيدا عن الحسابات المادية التي صارت تلوث سماء هذه الرياضة.
واقرأ ايضاً:
المغرب يودّع مونديال 1986 مرفوع الرأس
كمبس هداف مونديال 1978