يعرف الاسبان أكثر من غيرهم أن دخول كأس العالم بصفتهم أبطال أوروبا لا يضمن لهم النجاح في المونديال بأي شكل من الأشكال، إذ يكفي التذكير بتجربتهم الأخيرة خلال كأس القارات 2009 حيث ودعوا البطولة على يد اميركا في الدور نصف النهائي.لكن يبدو أن أبناء المدرب الداهية فيسنتي دل بوسكي استوعبوا الدرس جيدا، حيث أتوا على الأخضر واليابس في طريقهم إلى جنوب أفريقيا بعدما سجلوا 10 انتصارات من أصل 10 مباريات.
كما يقف إلى جانبهم تاريخ مواجهاتهم مع خصومهم في الرحلة المونديالية، إذ لم يسبق لأبناء جنوب غرب أوروبا أن انهزموا أمام تشيلي أو هندوراس أو سويسرا.
ولا يشك أحد في أن أبطال أوروبا سيدخلون غمار الدور الأول بفرص كبيرة لإنهائه على رأس ترتيب المجموعة الثامنة.
لكن الاسبان واعون جيدا لخطورة الوقوع في فخ الغرور والثقة الزائدة، إذ يدركون تماما أن منتخب تشيلي سيدخل هو الآخر بعزيمة وإرادة للتنافس على المركز الأول بينما يدخل منتخبا هندوراس وسويسرا المنافسات بفرص أقل نسبيا.
وكان المنتخب الاسباني أكثر من رائع في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، واستحق على أدائه فيها أن ينال درجة الامتياز مع مرتبة الشرف.ليس فقط لأنه حقق الفوز في مبارياته العشر كلها، أو لأنه كان المنتخب صاحب ثاني أقوى خط هجوم في أوروبا (برصيد 28 هدفا) أو صاحب أحد أقوى خطوط الدفاع (حيث لم يدخل مرماه إلا خمسة أهداف)، بل أيضا لأنه ظهر كمنتخب ناضج، قادر على التعامل مع تقلبات النتيجة وتحقيق الفوز في النهاية.وقد يكون من الواضح أن لاعبيه الأساسيين يشكلون مجموعة ممتازة، إلا أن الحظ أسعده أيضا بمجموعة رائعة من البدلاء.وهكذا لم يتوقف هذا المنتخب المتألق عند الإنجاز الذي حققه في البطولة الأوروبية، وإنما ظل يسعى لتحقيق المزيد.واستهلت اسبانيا طريقها نحو المونديال وهي متربعة على عرش أوروبا.
وكانت المباراة الأولى أمام البوسنة والهرسك مغلقة لا إثارة فيها، ولم يكسر حاجز التعادل فيها إلا هدف دافيد فيا.أما أرمينيا واستونيا فلم يشكلا عقبة في طريق الماتادور الاسباني.وكانت المهمة الصعبة أمام تركيا، ولكن الهدف الأول الذي أحرزه جيرار بيكيه مكن المنتخب من حصد النقاط الثلاث في مدريد، وفي إسطنبول تحقق النصر بشق الأنفس بعد أن كانت تركيا هي المتقدمة في النتيجة.
وكان هذا السيناريو هو نفسه الذي سارت وفقا له المواجهة الأولى مع بلجيكا، ولكن في مباراة العودة، سحقت اسبانيا الشياطين الحمر بخمسة أهداف نظيفة.
وضمن الفوز الحاسم بنتيجة 3-0 على استونيا في اسبانيا تأهل الاسبان إلى كأس العالم قبل انتهاء التصفيات بجولتين، ولكن حتى بعد أن ضمن المنتخب التأهل لم تهدأ عزيمته ففاز على أرمينيا واختتم حملته بعرض متميز انتصر فيه على البوسنة 5- 2.ويرجع الفضل في نجاح الفريق إلى توازن خطوطه، فالقائد إيكر كاسياس هو أحد أفضل حراس المرمى في العالم، وهو بأدائه بين القائمين والعارضة يمنح الثقة والطمأنينة للجميع.
أما أوركسترا المنتخب فيقودها بكل سلاسة وحكمة تشابي هرنانديز، الذي يعتبر روح الأداء في المنتخب الاسباني ببصيرته النافذة في قراءة المباريات.
ويكتمل العقد بالثنائي القاتل: دافيد فيا، وفرناندو توريس، اللذين يشكلان دائما مصدرا للخطر.
خبرة دل بوسكي
تسلم فيسنتي دل بوسكي الراية من لويس أراغونيس بعد الفوز ببطولة «يورو 2008»، ولكنه اتبع نفس فلسفة سلفه وأبقى على نفس المجموعة التي حققت ذلك الإنجاز، وبلغ هذا المدير الفني قمة النجاح عندما كان يتولى تدريب ريال مدريد، الذي فاز معه في أربع سنوات ببطولة دوري أبطال أوروبا مرتين (2000 و2002)، وبطولة الدوري الاسباني مرتين (2001 و2003)، وكأس السوبر الاسباني (2001)، وكأس السوبر الأوروبي (2002)، وكأس القارات (2002).وراهن ديل بوسكي على فريق مثالي يستمد قوته من خط الوسط، ونجح بذلك في إنهاء التصفيات دون أن تضيع منه نقطة واحدة.
ويمثل عصر دل بوسكي عصر توازن نادر، ومنذ توليه المسؤولية فاز الفريق بكل مبارياته إلا واحدة في قبل النهائي بكأس القارات 2009 أمام أميركا.ومن جانبه قال دل بوسكي «لدينا لاعبون ممتازون، وفريق جيد التكوين، ولكن أمامنا منافسين أقوياء. إن ما نتطلع إليه هو المنافسة على اللقب، ولكننا نعرف أنه أمر في غاية الصعوبة. لسنا مرشحين ولكننا من بين الفرق التي تتطلع للفوز».
وشاركت اسبانيا في كأس العالم 12 مرة من قبل. ومنذ بطولة ألمانيا عام 1974 لم تتخلف عن المشاركة.وأفضل مركز حققته المركز الرابع في مونديال البرازيل 1950.وعلى الصعيد الدولي، فاز منتخب اسبانيا الأول ببطولتين، في الأمم الأوروبية عامي 1964 و2008.
إسبانيا
- > التأسيــــس والانضمـــام لـ «فيفا»: 1909-1913
- > المدرب: فيسنتي دل بوسكي
- > كابتن الفريق: كاسياس
- > أول مباراة دولية: أمام الدنمارك 1-0 (1920)
- > أكبر فوز: على بلغاريا 13-0 (1933)
- > أثقل هزيمة: من إيطاليا 1-7 (1928)
- > التأهل لكأس العالم: 13 مرة
- > أبرز الإنجازات: بطل أوروبا (مرتان)، رابع مونديال 1950
- > تصنيف «فيفا»: 2