لاتزال قضية فتاة الليل الفرنسية من اصل جزائري زاهية ظهار تسيل الكثير من الحبر وتثير المزيد من الجدل، علما أن زاهية البالغة من العمر 19 ربيعا وجدت نفسها في قلب أكبر فضيحة أخلاقية تهز المنتخب الفرنسي لكرة القدم، بتورطها في علاقة مع ثلاثة من لاعبي «الزرق» عندما كانت لاتزال قاصرا من الناحية القانونية، وقد جعل هذا الجدل «زاهية»، الفرنسية من أصل جزائري، واحدة من مشاهير المجتمع الفرنسي، وبالرغم من أن القضاء الفرنسي لم يقل كلمته بعد في هذه القضية، الا أن هذا لم يمنع من تواصل الجدل والمفاجآت في هذه «الفضيحة»، ولعل أبرز حلقات هذا المسلسل هي الرسالة التي بعثت بها زاهية الى مدرب فرنسا ريمون دومينيك، وقالت صاحبة الرسالة مخاطبة دومينيك إنها لا تريد أن يكون لعلاقتها السابقة مع 4 من لاعبي المنتخب الفرنسي تأثير على مستقبلهم الكروي، مضيفة أنها تتمنى ألا يتم ابعاد كل من فرانك ريبيري المتزوج من مواطنة جزائرية، وكريم بنزيمة وحاتم بن عرفة (استبعدا فعليا) وسيدني غوفو، اضافة الى اللاعب حاتم بن عرفة ذي الأصول التونسية، وأضافت «زهية» أنها لا تريد الظهور في صورة الضحية، مشيرة الى أنها كانت دائما تخفي عمرها الحقيقي حتى لا يهرب «زبائنها»، وأنها فعلت ذلك أيضا مع لاعبي المنتخب، مؤكدة أن هؤلاء لم يكونوا يعرفون أنها قاصر.
ودعت المدرب الى تجاهل هذه القضية عند ضبط تشكيلة «الزرق»، لأن أي متهم بريء حتى تثبت ادانته كما تنص عليه القوانين والأعراف، حسب رسالتها، واذا كان دومينيك عند اعلانه التشكيلة قد أبقى على كل من ريبيري وغوفو، الا أنه أبعد كلا من كريم بنزيمة وحاتم بن عرفة وسمير نصري، حتى وان كان هذا الأخير غير معني بالفضيحة. وقد أثار ابعاد بنزيمة الذي كان يوصف بخليفة زين الدين زيدان ردود فعل متباينة، حتى وان كان المدرب قد برر هذا الابعاد بتراجع مستوى لاعب مدريد، مؤكدا أنه لا علاقة لقراره بالفضيحة الجنسية المشتبه تورطه فيها.
ولم تمر رسالة «زهية» دون اثارة زوبعة أخرى، خاصة أن مجلة «إكسبريس» الفرنسية التي نشرتها على موقعها الالكتروني «نسيت» عنوان زاهية في ذيل الرسالة، وهو ما فجر أزمة أخرى، حتى بعد أن سارع مسؤولو التحرير بالمجلة الى حذف العنوان بعد حوالي 5 دقائق من نشره، الا أن هذه الفترة على الشبكة العنكبوتية تعادل دهرا من الزمن.
وقد اعتذرت المجلة لـ «زاهية» عن هذا الخطأ، الذي سيكون من نتائجه ربما اقدام «عاهرة الزرق» على تغيير محل اقامتها مرة أخرى بعد أن كانت قد فعلت ذلك بعد تفجر الفضيحة. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد دخل على الخط ليقول كلمته في هذه القضية التي تعامل معها الكثير من المسؤولين الفرنسيين بالصمت، وقال ساركوزي في كتاب سيصدر قريبا ونشرت مجلة «لوبوان» مقتطفات منه، ان ذكر أسماء اللاعبين و«التحامل الاعلامي» عليهم بينما لاتزال القضية في مرحلة التحقيق القضائي، فضيحة حقيقية وتصرف غير مسؤول. وعلى جانب آخر واصل الجزائريون متابعة الجدل الدائر في الضفة الأخرى، فقد نشرت جريدة «الشروق» مقابلة مع حماة ريبيري المقيمة بالغرب الجزائري، قالت فيها ان الأزمة بين ابنتها (وهيبة) وصهرها انتهت، وان الأمور عادت الى مجاريها، وذلك بعد المعلومات التي راجت عن قرب وقوع طلاق بين الزوجين، ودافعت الحماة عن صهرها مؤكدة أنه كان ضحية مؤامرة نسجها له رفاق السوء الذين طالما حذرته زوجته منهم، مشددة على أن ريبيري يدفع ثمن دخوله الاسلام، وأن هناك من يريد تشويه صورته ويسيء اليه، لكن الحماة اعترفت، وان بكثير من التحفظ، أن صهرها أخطأ.