هل يستطيع شخص واحد أن يحمل على عاتقه آمال وطموحات أمة بأكملها في كأس العالم، إن كان هناك من يستطيع أن يفعل هذا مع الدنمارك، فإنه حتما نيكلاس بندتنر. فما من شك في أن بندتنر هو الاسم الدنماركي الأشهر في عالم كرة القدم بعد الكيار لارسن والشقيقين مايكل وبرايان لاودروب. وهو يأمل أن يستعيد مع زملائه أمجاد بلاده الكروية التي كان من أبرز إنجازاتها اعتلاء المنتخب الدنماركي منصة التتويج في كأس الأمم الأوروبية 1992 تحت قيادة المدرب ريتشارد نيلسن. وقد أثبت مهاجم آرسنال الانجليزي «المغوار» علو كعبه ورباطة جأشه وثقته الكبيرة بإمكانياته، وخصوصا في هذا الموسم. حيث فند ابن الثانية والعشرين كل الشكوك فيما يتعلق بإمكانياته من خلال الأداء المشرف الذي ظهر عليه، وسجل ثلاثة أهداف لآرسنال في شباك بورتو في منافسات دوري أبطال أوروبا uefa، وأهدى هدفا حاسما لمنتخبه الوطني بقيادة المدرب مارتن أولسن في المباراة التي جمعت بين الدنمارك والبرتغال في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى كأس العالم، فكانت هذه الأهداف دليلا قاطعا على تمتعه بموهبة كبيرة لابد أن يكون لها بصمة واضحة في بطولة كأس العالم المقبلة. والتقى موقع fifa.com مع بندتنر في لندن لمعرفة خطط الدنمارك لمواجهة خصوم المرحلة الأولى وطموحاته فيما يتعلق بهذه البطولة العالمية.
ما توقعاتك لجنوب أفريقيا 2010؟
أتوقع أن نشارك بقوة وأن تكون مسيرتنا عظيمة في هذه البطولة. وإذا لم نتأهل عن مجموعتنا إلى الدور الثاني، فإن تلك ستكون بمثابة خيبة أمل كبيرة.
ومن المستحيل توقع ما ستسفر عنه الأمور في دور الستة عشر إذا نجحنا في الوصول إليه. وبالنظر إلى جدول المباريات، فإننا قد نلتقي مع المنتخب الإيطالي حامل اللقب في المرحلة الثانية وهو ما سيكون اختبارا حقيقيا لمنتخبنا.
ما أهدافك الشخصية من هذه البطولة؟
مساعدة الدنمارك على الفوز باللقب والتربع على قائمة أفضل هدافي البطولة.
لا يملك المدرب مورتن أولسن مجموعة كبيرة من اللاعبين ليختار منها تشكيله النهائي. فما مدى أهمية أن يكون أفضل اللاعبين مستعدين.
هذا صحيح، لا نملك مجموعة واسعة من الخيارات، على عكس بعض الدول الكبيرة، ولهذا فإنه من الأهمية بمكان أن يكون أفضل لاعبينا جاهزين للمشاركة. وعلى وجه الخصوص يجب أن يحتفظ بلياقتهم أولئك الذين يلعبون في مراكز ليس لدينا فيها الكثير من البدائل. فإذا استطاعوا الاحتفاظ بلياقتهم طوال البطولة أستطيع أن أجزم بأننا سنمضي قدما حتى الأدوار النهائية.
والأمر الجوهري الآخر هو أن يكون اللاعبون مستعدين من الناحية المعنوية والنفسية بقدر استعدادهم من الناحية البدنية.
ما الذي تقوله فيما يتعلق بخصومكم في المرحلة الأولى، هولندا واليابان والكاميرون؟
لدي خبرة كبيرة مع اللاعبين الهولنديين، حيث واجهت بعضهم عندما كنت ألعب مع آرسنال في البطولات الأوروبية. وقد التقى المنتخب الوطني سابقا مع هولندا. كما أنني ألعب جنبا إلى جنب مع روبن فان بيرسي في النادي الإنجليزي. وهم بالتأكيد قادمون وعينهم على الكأس.
أما الكاميرون، فهو دون شك منتخب عريق وقوي جدا بدنيا، بينما لا يتمتع لاعبو اليابان بقوة بدنية كبيرة، إلا أنهم سريعون جدا على الميدان. سنواجه ثلاثة منتخبات لكل منها مدرسته الكروية الخاصة. ولهذا فإن مهمتنا لن تكون سهلة على الإطلاق.
كيف ترى موقف الدنمارك أمام بعض الأسماء الكبيرة المتوقع أن تنافس على الذهب؟
من الأهمية بمكان أن نبقى واقعيين. نحن بالتأكيد سنذهب للفوز بالبطولة، لكننا ندرك جيدا أننا لا نملك نفس الإمكانيات التي تتمتع بها دول كبيرة. نحن دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، وليس 50 مليونا، ويجب أن نأخذ في الحسبان أننا لن نتوجه إلى القارة السمراء كأفضل منتخب في العالم. ولكن ما يهم هو أن نبذل قصارى جهدنا. لقد تمكنت الدنمارك من تحقيق انتصارات غير متوقعة في تاريخ كرة القدم، فلماذا لا نعيد الكرة في جنوب أفريقيا هذه المرة؟