- الأرجنتين مرشحة للفـوز بكأس العالم بفضـل رقـم 24 السحـري
أحمد حسين
على غرار باقي الأنشطة التي يلعب فيها الحظ دورا مهما، باتت الخرافات والشعوذة جزءا لا يتجزأ من بعض مباريات كرة القدم، وقد تطول قائمة الممارسات والطقوس المرتبطة بذلك، لكن موقع «فيفا» يستعرض بعضا من مظاهرها الغريبة والفريدة بفئة المدربين من مختلف بقاع العالم. ويحبذ موقع «فيفا» ان يكون التركيز على الجانب الكروي المحض، فلا وجود للسحر وقد تكون مجرد مصادفة لو حدث ذلك. سنبدأ رحلتنا من الارجنتين، حيث سنعود بعجلة الزمن الى سنة 1986 عندما قاد الداهية «كارلوس بيلاردو» منتخب بلاده الى الفوز بلقب كأس العالم بنسخته المكسيكية. وخلال كل مباريات البطولة، كان «بيلاردو» يحمل معه تمثالا صغيرا يرمز للسيدة مريم العذراء، ويمنع لاعبيه من تناول لحم الدجاج معتقدا أن هذا الطائر يجلب النحس.
كما كان مدرب «ألبيسليستي» يميل الى ربط انتصارات فريقه بأحداث وعوامل لا علاقة لها بمباريات الارجنتين، فتارة كان يرجعها للباس معين وتارة أخرى لطريق سلكه الفريق قبل خوض المباراة، حيث يحكى أنه أجبر لاعبيه لفترة معينة على ركوب سيارات أجرة للتوجه الى الملعب قبيل دخول غمار لقاءات الفريق، معللا ذلك بالانتصار الذي أحرزه المنتخب في احدى مبارياته بعدما وجد عناصره أنفسهم مجبرين على أخذ سيارات أجرة بسبب عطل في الحافلة التي كانت تقلهم الى الملعب.
وعندما كان «بيلاردو» على رأس الادارة الفنية لنادي «استوديانتيس» عام 2003، دعت له سيدة برازيلية بالتوفيق قبل مباراة ضمن الدوري الافتتاحي، وبعد أن خرج فريق مدينة لابلاتا فائزا بالنقاط الثلاث، اعتقد المدرب أنه وجد في تلك السيدة تعويذته الجديدة فطلب منها أن تأذن له بمهاتفتها قبل كل مباراة.
وخلال نهائيات مونديال 1990 بإيطاليا، جرى حفل زفاف بالفندق الذي كان ينزل فيه عناصر المنتخب الارجنتيني، حيث تقدم 22 لاعبا من نجوم «ألبيسيليستي» واحدا واحدا لتقديم التهاني للعروس تلبية لنداء «بيلاردو»، الذي كان يؤمن بأن ذلك سيجلب الحظ لفريقه، ولمحاسن الصدف، شهد اليوم التالي فوز «دييغو مارادونا» ورفاقه على الغريم التقليدي المنتخب البرازيلي.
وبعيدا عـن بلاد التانغو، عرف مدرب المنتخب الاسباني السابق «لويس أراغونيس» بتشاؤمه من اللون الاصفر، لدرجة جعلته يطلب من كابتن الفريق «راوول غونزاليز» تغيير قميصه في احدى الحصص التدريبية. نتمنى ألا يكون ذلك سببا في ابعاد نجم «ريال مدريد» عن منتخب «لاروخا» في كأس الامم الاوروبية الاخيرة.
وكـاد ايمــان «أراغونيـس» بالشعوذة أن يتسبب في أزمة ديبلـومـاسية قبيل انطلاق نهائيات كأس العالم ألمانيا 2006، حيث رفض المدرب باقة ورد صفراء اللون لدى وصول أعضاء الوفد الاسباني الى مدينة دورتموند، كما يشاع أنه تم اقناعه بشق الانفس لقبول القميص الاصفر الداكن الذي كان ينوي الاتحاد الاسباني اعتماده كقميص ثان للمنتخب خلال يورو 2008، لكن نجوم «لا روخا» ظهروا به مرة واحدة فقط تحت قيادة «أراغونيس»، حيث كان ذلك في مباراة نصف النهائي أمام روسيا، والتي شهدت فوزا كاسحا لرفاق «ايكر كاسياس».
وخــلال هــذا الموسم المنصرم، قــام «فيليكس ماغاث» مدرب فولفسبورغ السـابــق بطــل الـدوري الالماني الموسم الماضي بارتداء رابطة عنق خضراء اللون خلال المباريات العشر الاخيرة، والتي انتهت كلها بفوز فريق الذئاب الخضراء، محرزا بذلك رقما قياسيا في عدد الانتصارات مع فريقه الجديد.
وتعهــد «مــاغــاث»، المـدرب الســابـق للعمـلاق «بايرن ميونيخ»، بمــواصلة ارتداء رابطة العنق تلك الى أن يتم وضع حــد لسجل فريقه الخالي من الهزيمة. كما اشتهر المدرب السابق للمنتخب المكسيكي «ريكاردو لافولبي» بارتداء رابطة عنق تحمل رسم تنين.
ومــن جهــة أخــرى، ارتبــط اســم الاسطــورة البرازيلي «مـاريــو زاغـالــو» بالرقم 13، الــذي ينبــع مــن اخــلاصه العميق للقــديــس أنطــونيــوس، الــذي يحتفل به يوم 13 يونيو من كل عام. وقد اختار مدرب المنتخب البرازيلي السابق العيش في شقة تقع في الطابق الثالث عشر والزواج يوم 13 يونيو وكان يطلب القميص رقم 13 كلما انضم الى فريق جديد، كما يعتقد «زاغالو» أن الزيارات 13 التي قام بها الى معبد القديس قد ساعدت فــي شفائه مــن ســرطان ألم به في المعدة، بينما يبقى من غريب الصدف أنه قاد منتخب السامبا الى تحقيق 13 انتصارا عندما كان على رأس الادارة الفنية لنجوم السيليساو.
وتنبأ «زاغالو» بفوز البرازيل باللقب العالمي في مونديال ألمانيا 2006، نظرا لان منتخب السامبا بدأ رحلته المونديالية يوم 13 يونيو وأن اسم المدرب «كارلوس ألبرتو بريرا» يتألف من 13 حرفا بالانجليزية. لكن رقم 12 كان هو الحاسم آنذاك، حيث أقصيت البرازيل بهدف وحيد أمام فرنسا جاء في الدقيقة 12 من الشوط الثاني عن طريق المهاجم «تييري هنري» الذي يحمل القميص رقم 12 ويتألف اسمه من 12 حرفا، بعد التخلص من رقابة «روبيرتو كارلوس» (12 حرفا).
ومــن جــانبـه، اشتهر مدرب المنتخب الفرنسي «ريموند دومينيك» بولعه بعلم التنجيم، وهو ما جعل منتقديه يتهمونه بالاعتمــاد على خــريطــة البــروج لاختيــار قائمــة لاعبي المنتخب أو التشكيلة الاساسية، وهــو اتهــام صــرح بــه تـريزيغيه بشكل علني بعد استبعاده من تشكيلة الفريق، حيث قال في هــذا الصــدد: «ربمــا لســت متواجدا ضمن الفريق لاني أنتمي الى بــرج الاســد، اذ يضــم المنتخب الفرنسي العــديد من اللاعبين الذين ينتمــون الــى هذا البــرج»، ورغم مــا يشــاع عن المدرب بخصــوص اعتقــاده بضــرورة خــلق توازن بين برج الاسد وبرج العقرب داخل صفوف الفريق، الا أن «دومينيك» يرى على النقيض مــن ذلك أن «التفـاؤل والتشاؤم لا يجلب الا الحظ السيئ».
وأخيــرا وليــس آخــرا، هناك المدرب الكبير «جيوفاني تراباتوني»، الـذي خاض تجارب ناجحة في كل من ايطاليا وألمانيا والنمـسا والبــرتغال، اذ يحكــى أن الداهيــة الايطـالــي يرش قبل كل مباراة أرضية الملعب بماء قدسي تعده له شقيقته الراهبة. بيلاردو
الخرافة والشعوذة والسحر
هناك عدد لا يحصى من القصص التي تحمل أجواء كرة القدم إلى مصاف الخرافة والشعوذة والسحر.وفي الواقع، ربما كان عالم كرة القدم هو الوحيد الذي يعتقد فيه الكبار الأكثر موهبة ومؤهلات أن عليهم بالإضافة إلى ذلك أن يؤدوا طقوسا بعينها لكي يلمع نجمهم على أرض الملعب.
لذا، فجميع من يؤمنون بوجود مثل هذه الخرافات والطقوس في كرة القدم يرون أن مونديال جنوب أفريقيا يحمل جميع المؤشرات لتتحول إلى ثالث كأس يفوز بها المنتخب الأرجنتيني.هذا على الأقل ما تدل عليه العديد من المصادفات مرورا بلعنة السنوات الأربع والعشرين، وجائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، ثم التنس الأرجنتيني. وإذا كنت من غير المؤمنين بهذه الأشياء، فتابع معنا وقد تفاجأ كما تفاجأنا نحن.
24 سنة كلمة السر
في بداية استعراضنا لعدد المصادفات التي حدثت فيما بين عامي 1986 و2010، علينا أن نعرج أولا على مرحلة تصفيات كأس العالم 1986، فقد عانت الأرجنتين حتى آخر مباراة قبل أن تضمن المرور إلى مونديال المكسيك 1986، وجاء التأهل بفضل هدف سجلته في مرمى بيرو في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. وكان الهدف الحاسم على ملعب مونومينتال الشهير بتوقيع اللاعب الأشقر الطويل القامة ريكاردو غاريكا الذي كان آنذاك يلعب في الدوري المحلي. ألا يوجد تطابق تام بين هذا الهدف والهدف الذي سجله عام 2009 اللاعب مارتن باليرمو وسط الطوفان، أم أن الأمر من محض الصدفة؟
بيد أن المشككين سيقولون هنا إنها مجرد نزوة من نزوات القدر تتكرر كل 24 سنة. ألم نقل 24 سنة؟ إنها بالتحديد فترة القحط التي مر بها المنتخب البرازيلي ما بين عامي 1970 و1994، رغم أن منتخبات السامبا التي تعاقبت خلال تلك الفترة كانت من أفضل منتخبات العالم على مر التاريخ. ألم تكن هذه اللعنة أيضا هي نفسها التي عانى منها المنتخب الإيطالي فيما بين عامي 1982 و2006، أي خلال 24 عاما أيضا.
وإبان تلك الفترة خسر المنتخب الإيطالي بركلات الجزاء الترجيحية على أرضه أولا عام 1990، ثم في نهائي الولايات المتحدة 1994. وفي شهر يونيو المقبل ستكون قد مرت 24 سنة بالتمام والكمال على آخر تتويج للمنتخب الأرجنتيني في كأس العالم.
وإذا كنا نتحدث عن المنتخب الإيطالي فلن يمكننا أن نغفل أنه وصل إلى المكسيك عام 1986 وهو يدافع عن اللقب، كما سيكون عليه الحال في جنوب أفريقيا 2010. ألم تقتنع بعد؟ فلنعد إذن بالذاكرة مع الأرجنتين إلى نهائيات كأس العالم عام 1986، لقد كان تم اختيارها لاستضافة كأس أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) في العام التالي، وهي نفس البطولة التي ستستضيفها العام المقبل 2011.
سنة الجوائز
في عام 1986 كان لدينا مارودنا، والآن لدينا ميسي، كان هذا تصريح كارلوس بيلاردو لموقع «فيفا»عقب سحب قرعة نهائيات كأس العالم في كيب تاون العام الماضي، وهو اليوم الذي عرفت فيه الأرجنتين أنها ستواجه كوريا الجنوبية في الدور الأول، على غرار نهائيات المكسيك 1986.
وتابع منسق المنتخبات الأرجنتينية بيلاردو، وهو من أشد المؤمنين بوجود السحر إذا كان هناك من يؤمن به، مبرزا الصدفة المتمثلة في أن تشكيلة التانغو ستضم في صفوفها أفضل لاعب على الصعيد العالمي، على غرار ما حدث في كأس العالم 1986. إلا أنه، وربما من باب التواضع، لم يذكر أنه ودييغو مارادونا كانا آنذاك يقودان على أرض الملعب تلك التشكيلة التي حققت الحلم الأرجنتيني عام 1986، كما سيقودانها الآن وإن كان من خارج المستطيل الأخضر.
فالقرارات هذه المرة ستكون بيد مارادونا ولن تنقصه بدون شك لا المؤهلات ولا المواهب لتشكيل مجموعة رائعة قادرة على تلبية جميع متطلبات لعبة كرة القدم بصورة لا تشوبها شائبة. وخارج كرة القدم المحضة، لكن في نفس السياق، لابد من الإشارة إلى ظروف وأوضاع أخرى من قبيل أن الفيلم الذي حمل عنوان «التاريخ الرسمي» تحول عام 1986 إلى أول فيلم أرجنتيني ينال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
وقد شارك في أدوار هذا الفيلم الطويل الذي أخرجه لويس بوينزو طفل اسمه بابلو راغو، تولى بعد البلوغ دور البطولة في فيلم «السر في عيونهم» الذي فاز بدوره في عام 2010 بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي.
وبالإضافة إلى كل هذا توجد مؤشرات أخرى تدل على أن الأرجنتين ستتوج ببطولة العالم القادمة في القارة السمراء.
فالكثيرون يبرزون بهذا الخصوص أن جميع نهائيات كأس العالم التي نظمت خارج أوروبا وأميركا الجنوبية كان أبطالها من أميركا الجنوبية.