إعداد: سمير بوسعد
عادة ما تخبئ قرعة كأس العالم بعض المفاجآت، ويعيش المشاركون فيها لحظات ترقب وانتظار لا مثيل لها. إذ ينتظر الأنصار والمشجعون على أحر من الجمر لحظة الكشف عن أسماء خصوم منتخباتهم في دور المجموعات، ويمنون النفس بمواجهات من العيار الثقيل.
وعاش متتبعو القرعة التي جرت مراسمها شهر ديسمبر المنصرم في مدينة كيب تاون، لحظات ترقب وتوجس مماثلة قبيل الإعلان عن أسماء منتخبات المجموعة السابعة. إذ لن تضطر كتيبة البرازيل، التي يرشحها البعض للفوز باللقب، لملاقاة منتخبي ساحل العاج وكوريا الشمالية فقط، بل يتعين عليها مواجهة منتخب البرتغال أيضا، وهو خصم تاريخي للسيليساو ويمثل بلدا تجمعه علاقات وطيدة بالبرازيل. وقد كثر الحديث بعد هذه القرعة عن تاريخ المباريات بين المنتخبين وعن اللاعبين ذوي الأصل البرازيلي المدافعين حاليا عن ألوان البرتغال.
بيد أن هذا النوع من القصص لا يشكل أمرا غريبا على أندرسون لويس دا سوزا، الملقب بديكو. إذ ارتبطت أزهى أيامه الكروية بالنزالات الحامية بين البرازيل والبرتغال. فقد ولد هذا اللاعب في مدينة ساو بيرناندو دي كامبو في البرازيل، والتحق سنة 1997 بالدوري البرتغالي، وعمره لا يتجاوز 20 عاما، حيث مكث هناك إلى حدود سنة 2004. ولفت أداء ديكو المدير الفني للبرتغال، البرازيلي لويس فليبي سكولاري، ووجه له دعوة الالتحاق بالكتيبة البرتغالية وسط موجة من الأقاويل في شهر مارس 2003. ثم خاض أولى مبارياته بألوان البرتغال ضد المنتخب البرازيلي بالذات، وسجل بعد دخوله في ذلك النزال هدف الانتصار 2-1 على السيليساو في مدينة بورتو.
بعد هذه البداية الموفقة، دخل ديكو أساسيا في المواجهة بين الطرفين في شهر فبراير 2007، وساهم في الإطاحة لأول مرة بالكتيبة البرازيلية تحت إشراف دونغا 2-0 في مدينة لندن. ثم شارك بعد ذلك في الهزيمة النكراء أمام السيليساو 6-2 في شهر نوفمبر 2008. لذلك يعتبر ديكو أنسب اللاعبين للحديث عن المباراة المرتقبة ضمن المجموعة السابعة التي ستقام في 25 يونيو بمدينة دربان.
وقد التقى موقع fifa.com مع لاعب وسط تشلسي، وتحدث معه عن الموقعة المرتقبة وعن آمال وطموحات المنتخب البرتغالي في جنوب أفريقيا 2010 بعد أن أحرز المركز الرابع في نهائيات كأس العالم بألمانيا 2006.
ديكو، أنت أحد اللاعبين الذين شاركوا في مباراة المربع الذهبي قبل أربع سنوات، ما أهم الذكريات التي تحتفظ بها عن تلك المسابقة؟
كأس العالم أمر فريد ومختلف. إنها أكبر المنافسات التي يخوضها اللاعب مع منتخبه الوطني، ولا وجود لشيء مماثل. لقد خضت بعض المباريات الجيدة في تلك الدورة، لكن المنافسة كانت صعبة بعض الشيء. إذ تعرضت لإصابة عند بداية النهائيات، ولم أستطع استرجاع مؤهلاتي كاملة بعد ذلك. كان عطائي سيكون أفضل لولا تلك الإصابة. رغم ذلك كانت مسيرة منتخبنا في كأس العالم رائعة. كان أداؤنا جيدا في مباراة المربع الذهبي رغم الهزيمة أمام فرنسا. إذ استطاعوا تسجيل الهدف قبلنا، وهو ما أضاع علينا إمكانية التأهل للنهائي. لقد كانت على العموم بطولة كأس عالم ممتازة.
ما أهم نقاط الاختلاف بين البرتغال في مونديال المانيا والحالي بعد تغيير المدرب البرازيلي لويس فيليبي سكولاري وتعيين كارلوس كيروش؟
لقد رحل العديد من اللاعبين الذين شاركوا في ألمانيا عن المجموعة، لذلك سيخوض العديد من لاعبينا مسابقة من حجم كأس العالم للمرة الأولى. أعتقد أن لدينا المؤهلات ذاتها، رغم أننا لا نمتلك تجربة كتيبة 2006. وينطبق هذا الأمر على المدرب أيضا، حيث سبق لفيليبي الفوز بكأس العالم مع البرازيل، وقاد المنتخب البرتغالي خلال كأس أوروبا لسنة 2004، بينما سيدخل كيروش منافسة من هذا الحجم للمرة الأولى على رأس الفريق. لكنه مدرب ممتاز، ولديه مجموعة من اللاعبين الجيدين، لذلك أعتقد أننا قادرون على النجاح في هذه الدورة.
هل ترشح البرتغال للمنافسة على اللقب؟
لا، المنتخبات المرشحة هي المنتخبات ذات التاريخ العريق في هذه المسابقة. لا تمتلك البرتغال تاريخا عريقا في مسابقة كأس العالم، ولم تفز قط بهذه المسابقة في السابق. لذلك لا يمكن ذكر اسمها بين المرشحين. لكننا نمتلك مجموعة ذات مؤهلات كبيرة، بلاعبين من العيار الثقيل، ويمكننا بلوغ مباراة النهائي أو السير أبعد من ذلك. لكن لا مجال للقول اننا مرشحون.
رغم المواهب الكثيرة التي أنجبها المنتخب البرتغالي، مازال لم يستطع الفوز بالألقاب، ما الذي ينقصه؟
يجب التذكير بداية بأن الفوز بكأس العالم ليس أمرا سهلا، وما عدد المنتخبات المحدود التي نالته إلا دليل على ذلك. لم تتمكن فرق كبيرة من التتويج في كأس العالم، بسبب أمور وتفاصيل دقيقة وصغيرة، كما أن الحظ والتوفيق أمران حاسمان أيضا. من الصعب تفسير هذا الأمر، لكن الفوز بكأس العالم أمر صعب للغاية.
ما دور كريستيانو رونالدو في تحقيق نتائج جيدة؟
لقد انتصرنا في العديد من المناسبات دون كريستيانو رونالدو، كما فزنا مرات عديدة بفضل حضوره معنا. لا مكان اليوم للحديث عن ارتباط نتائج مجموعة بلاعب واحد. لقد استطاع مان يونايتد التألق بعد رحيل رونالدو، وفاز ريال مدريد بمباريات دونه، وحقق المنتخب البرتغالي نتائج مماثلة. صحيح اننا بحاجة للاعبين الكبار، هذا أمر لا نقاش فيه، لكن أداء المنتخب البرتغالي لا يقتصر عليه فقط، وهذا أمر صحيح بالنسبة للأندية التي يلعب فيها أيضا. رغم ذلك نحن في حاجة إليه، إنه أحد أفضل اللاعبين في العالم، لكن لا مجال للحديث عن ارتباط النتائج به.
كثر الحديث بمناسبة المواجهة بين البرازيل والبرتغال عن قصص اللاعبين ذوي الأصل البرازيلي والحاملين للجنسية البرتغالية.. هل ستساعدك هذه التجربة؟
إنها تجربة مهمة دون أدنى شك، لكن المباريات الودية مختلفة تماما عن مباراة في نهائيات كأس العالم. كما أن مروري بهذه التجربة وخوضي لمباريات ضد السيليساو أمر مفيد على الرغم من الفرق الكبير بين المباريات. لكن لمباريات كأس العالم طبيعتها الخاصة. لست مستاء على أي حال لأمر هذا النزال، بل على العكس من ذلك تماما. أنا برازيلي الأصل، وأحمل جنسية البلد الذي أعيش فيه والذي منحني كل شيء. فستكون الموقعة في نهاية المطاف مباراة كبيرة في كرة القدم، ولا شيء آخر سوى ذلك. لكني أعتقد أن أول ما يجب التفكير فيه هو الفوز في المباراة الأولى. فإذا تمكنا من الانتصار في الموقعة الأولى على ساحل العاج، ستكون حظوظنا في التأهل كبيرة. وسيكون من الصعب على الفريق المنهزم في هذه المباراة التأهل إلى الأدوار التالية.
ستكون مباراة المنتخب البرتغالي الأولى صعبة أمام ساحل العاج، ثم سيختم مشواره في الدور الأول بمواجهة منتخب البرازيل. هل أنتم قلقون من احتمال خوضكم لمباريات بهذا الحجم؟
لا مشكلة لنا مع أي خصم مهما كان. إذا اضطررنا لمواجهة فريق ما، فسنقوم بذلك. إذا ذهبت لكأس العالم وأنت تفكر فيمن تريد ملاقاته من الفرق، لاختيار الخصم، فمن الأحسن البقاء في بلدك.