إعداد: بلال غملوش
نحيل الجسم، يشبه النجم الاوروغوياني الشهير انزو فرانشيسكولي شكلا، والمهاجم الارجنتيني السابق غابريال باتيستوتا أداء، يجيد التحدث بلغة الأهداف وعادة ما تكون حاسمة، يمر بين المدافعين كما تمر السكين في قالب الزبدة، قدم موسما «غير شكل» هو الأروع له منذ بدء مسيرته عام 1999 مع نادي راسينغ كلوب الارجنتيني، ووضع بصمته على الثلاثية التاريخية لانتر ميلان الايطالي في أول موسم له مع الفريق، فكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي، وسجل أهدافا حاسمة في المواقف المحرجة قادت انتر الى سدة بطولة الدوري للمرة الخامسة على التوالي بهدفه في سيينا، وإلى لقب كأس ايطاليا بعد ان زار شباك روما مرة واحدة، ونصبه زعيما للقارة العجوز للمرة الثالثة في تاريخ النادي والأولى بعد جفاف 45 عاما، فارضاً نفسه بطلا للمباراة بهدفيه الغاليين في بايرن ميونيخ الألماني في نهائي دوري أبطال أوروبا على ستاد «سانتياغو برنابيو» في مدريد.
لقد فرض الارجنتيني دييغو ميليتو ـ من مواليد 12 يونيو 1979 في بوينس أيرس ـ نفسه واحدا من ابرز المهاجمين البارعين رغم بلوغه 30 عاما، يتمتع بمهارات عالية أمام المرمى سواء في الألعاب الفردية أو في مساعدة زملائه، وحظي بإعجاب الكثيرين الذين يرون أن مدرب المنتخب الارجنتيني الاسطورة دييغو مارادونا، سيكون مخطئا إن لم يمنح ميليتو فرصة لتمثيل «التانغو» في المونديال.
وبعد ان سجل ميليتو هدفين في الفريق «البافاري» رفع رصيده الى 6 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، وغلته الإجمالية في جميع مسابقات الموسم المنتهي إلى 30 هدفا، وسيكون المهاجم الارجنتيني وهو من أصول إ يطالية، منافسا على جائزة «الكرة الذهبية»، وقد دفع تألقه بمدرب المنتخب الإيطالي مارتشيللو ليبي الى القول عن ميليتو انه «فعل أشياء لا تصدق هذا العام، كانت لمساته حاسمة على الدوام».
إنجاز عائلي
ومشى دييغو على نفس الدرب الذي سار عليه شقيقه الأصغر المدافع غابريال الموسم الماضي، عندما فاز الأخير مع برشلونة الإسباني بألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أوروبا في موسم واحد عام 2009، وساهم في دخول عائلة ميليتو التاريخ من أوسع أبوابه، حيث بات لديها أول ولدين يتوجان بالثلاثية التاريخية مع فريقين مختلفين. وعلق مهاجم انتر على الإنجاز العائلي الجديد بقوله: «إنه لشعور رائع أن نحقق هذا الإنجاز في عامين متتالين، ليس من السهل مطلقا أن يتواجد شقيقان في فريقين كبيرين مختلفين».
ويريد دييغو مواصلة مطاردة شقيقه الأصغر واستكمال مسلسل المنافسة المستعرة بينهما، والتي تجعلهما بمثابة «الشقيقين اللدودين» في الكرة العالمية، منذ انطلاق مسيرتهما في الأرجنتين.
حيث بدأ دييغو مشواره مع راسينغ كلوب، وغابريال مع الغريم التقليدي إندبندينتي، ووصلت إلى حد المنافسة بينهما إلى درجة أن دييغو طلب من حكم «دربي» الأرجنتين الشهير، أن يطرد غابريال، بعد تدخله بقوة ضد أحد لاعبي راسينغ. ولم يهدأ الوضع سوى بوجود الشقيقين معا في فريق واحد هو سرقسطة الاسباني بين عامي 2005 و2007، قبل أن ينتقل غابريال إلى برشلونة.
ويشعر ميليتو بالامتنان لإدارة انتر ميلان لضمها إلى صفوفه الصيف الماضي، إلا أنه ألمح إلى إمكانية مغادرته الى ريال مدريد الإسباني الموسم المقبل مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي كشف عن رحيله الى النادي الملكي بعد التتويج الأوروبي في مدريد.
وقال ميليتو بعد ان صنع المجد الاوروبي لإنتر: «أشكر إدارة انتر، رئيسه ومديره الفني، لقد راهنوا على قدراتي كلاعب، مورينيو أعطى هوية لهذا الفريق، وأنا في قمة السعادة، ولكن علي التفكير فيما سأفعله العام المقبل». وتابع: «لم أشعر بهذه السعادة من قبل، رئيس النادي ماسيمو موراتي أكثر من يستحق هذا اللقب، لقد بذل جهدا كبيرا من أجل تحقيق هذا الحلم». وزاد : «كرة القدم تعطيك دوما فرصة ثانية مادمت أنت تعمل بجد، لقد بذلت جهدا كبيرا، وكنت دوما مستعدا للتعلم، حتى لو كان عمري 30 عاما».
وقاد ميليتو إنتر للفوز على سيينا في آخر مباراة بالدوري، والاحتفاظ بلقب الدوري الإيطالي، بإحرازه جل هدف المباراة الوحيد.و يعتبر هذا هو أهم هدف أحرزه لإنتر في الموسم المنتهي، رغم أنه سجل فيه 22 هدفا. واعتبره أفضل هدف في مسيرته، وقال: «نحن بغاية السعادة، لقد استحققنا الفوز باللقب، لحسن حظنا أن الكرة دخلت المرمى بعد أن عاندتنا كثيرا وأهدرنا الكثير من الفرص في الشوط الأول».
صراع رهيب
بعد تألقه في الملاعب الايطالية، يأمل ميليتو في ان ينسحب ذلك على الملاعب الجنوب افريقية، مع المنتخب الارجنتيني احد ابرز المرشحين للتويج بلقب كأس العالم للمرة الثالثة، وإثبات نفسه مع «التانغو»، وهو يدرك ان الثلاثية التاريخية مع انتر قد لا تشفع له في ان يكون على سلم اولويات مارادونا لان الصراع على موطئ قدم في التشكيلة الأساسية سيكون رهيبا، لوجود وفرة في عدد المهاجمين الافذاذ، وهم ليونيل ميسي وغونزالو هيغوين وسيرجيو أغويرو وكارلوس تيفيز ومارتن باليرمو. ويقول ميليتو عن خوضه المونديال: «سأكون تحت أمر المنتخب، تركيزي على مونديال 2010، المشاركة فيه حلم لأي لاعب».
ولاشك في ان مارادونا سيواجه مشكلة كبيرة في اختيار المهاجمين، بعد ان افرغ ميليتو كل ما في جعبته من طاقة، وكأنه يقول لماراودنا بأنه يستحق مكانا أساسيا في التشكيلة، رغم انه سيبلغ الـ 31 من عمره في 12 يونيو المقبل، وهو اليوم الذي يخوض فيه المنتخب الأرجنتيني أولى مبارياته في المونديال امام.
ولا يعتبر ميليتو لاعبا مواظبا على الظهور مع «التانغو»، وقد خاض مباراته الدولية الأولى امام اورغواي عام 2002، ثم شارك على مراحل متباعدة، واستبعد من نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، الا انه عاد في العام نفسه للمنتخب وسجل هدفا في منتخب البرازيل، وشارك في بطولة كوبا أميركا 2007 .
مسيرة ميليتو
وتعود بداية ميليتو الى عام 1999 مع راسينغ كلوب، وفي موسم 2001 حصل على لقب الذهاب للدوري الارجنتيني، وخاض 137 مباراة مع الفريق وسجل 34 هدفا. وفي عام 2004 انتقل الى جنوى في الدرجة الثانية بإيطاليا، واستمر معه موسما واحدا، وسجل 33 هدفا في 55 مباراة، ثم ترك الفريق بعد اسقاطه الى الدرجة الثالثة، وانتقل الى سرقسطة الاسباني، ملتحقا بشقيقه غابريال.
في عام 2006 اصبح دييغو كابتن الفريق بعد رحيل غابريال الى برشلونة، وفي أول موسم له في الدوري الإسباني احرز 15 هدفا في 35 مباراة، منها «سوبر هاتريك» في ريال مدريد ضمن الدور نصف النهائي لكأس إسبانيا والتي انتهت 6 ـ 1، وقاد فريقه للنهائي ثم خسر من إسبانيول. وفي الموسم التالي قاد سرقسطة الى المركز السادس بتسجيله 23 هدفا، وحل ثانيا في ترتيب الهدافين بعد مهاجم ريال مدريد انذاك الهولندي رود فان نيستلروي.
وعاد ميليتو مجددا الى جنوى عام 2009، رافضا العديد من العروض من الأندية الأوروبية الكبيرة، وقدم موسما مميزا فقارع السويدي زلاتان ابراهيموفيتش مهاجم انتر السابق على لقب هداف الدوري، بتسجيله 24 هدفا، بيد ان اللقب ذهب الى ابراهيموفيتش. وفي الموسم نفسه، بات ميليتو اول لاعب في تاريخ «الدربي» بين جنوى وسمبدوريا يسجل «هاتريك».
وفي عام 2009 وقع ميليتو عقدا مع انتر ينتهي عام 2013 مقابل 25 مليون يورو، ولعب أول مباراة رسمية مع الفريق في كأس السوبر الايطالية أمام لاتسيو في العاصمة الصينية بكين. وسجل الهدف الثاني لانتر في «دربي» ميلانو الذي انتهى 4 ـ 1، وبلغ معدله التهديفي في الموسم المنتهي هدفا في كل مباراة، وسجل 22 هدفا لإنتر خلال 35 مباراة في الدوري الإيطالي.