سمير بوسعد
«كل الطرق تؤدي الى روما» هذه هي العبارة الأشهر في تاريخ الرومان اصحاب «حضارة القوة» منذ القدم ومثلما قالها الامبراطور نيرون بعد حرق روما فالمثل لا ينطبق على فرانشيسكو توتي او اليساندرو دل بييرو الغائبين عن العرس الكروي بل تبحث روما عن مجد جديد سيكون على أكتاف صانع ألعاب «الآزوري» نجم ميلان اندريا بيرلو صاحب الصولات والجولات في ملاعب الطليان والعقل المفكر لأداء الطليان أبطال العالم في ان يقدم ما عنده في بطولة لن تعرف احدا سواه في تشكيلة المدرب المظفر مارشيللو ليپي.
ويتسيد بيرلو وسط الملعب ويقف وراءه ليپي بتقديم خططه المليئة بالدهاء والحكمة الكروية ليواصل انجازه الكبير في مونديال المانيا 2006 وعلى أمل صنع الانجاز الثاني في جنوب افريقيا على غرار المدرب الايطالي بوتزو صاحب الثنائية في كأس العالم لعامي 1934 و1938، وهذا لن يتحقق الا بمهارات بيرلو وتمريراته السحرية وتسديداته الصائبة في شباك الخصوم.
ويمتاز بيرلو بالسهولة في حال لعب كصانع ألعاب متأخر او في مركز متقدم، وهو يعتبر ركيزة اساسية في ناديه ومنتخب بلاده. يستطيع بيرلو التسديد بكلتا قدميه ويتمتع برؤية ثاقبة وفنيات عالية جدا ويستطيع ان يختار الزميل الذي يريد من اجل ان يمده بالكرات المتقنة، كما انه احد ابرز منفذي الركلات الثابتة.
بدأ مسيرته في نادي بريشيا موسم 1994-1995 حيث خاض اول مباراة رسمية له ضد ريجينا بعد يومين على بلوغه السادسة عشرة من عمره. بعد ان انتقل الى انترميلان فشل في فرض نفسه اساسيا، فأعير الى فريقي ريجينا وبريشيا. بيع الى ميلان عام 2001 واحتاج الى موسم بأكمله قبل ان يضعه المدرب أمام رباعي خط الدفاع على ان يؤمن له الحماية كل من جينارو غاتوزو وكلارنس سيدورف. وكان التغيير في محله، فبشغله مركزا عادة ما يلعب فيه لاعب وسط مدافع، نجح بيرلو بفضل صناعة اللعب بطريقة رائعة ان يستحوذ على الكرات في الدفاع ويقوم بنقلها الى خط المقدمة.
وصفه المدرب البرازيلي كارلوس البرتو باريرا بانه «زيكو امام خط الدفاع» وهذا ما يجسد دوره بامتياز. لقد جعل بيرلو من نفسه لاعبا لا يمكن لأحد ان يحل مكانه، وبدأ ميلان يحصد ثمار ما زرع.
خلال 8 مواسم قضاها في صفوف ميلان، فاز بيرلو حتى الآن في دوري ابطال اوروبا مرتين، وكأس العالم للأندية مرة واحدة، وبطولة ايطاليا والكأس السوبر الأوروبية مرتين وكأس ايطاليا.
وعلى المستوى الدولي أمضى وقتا طويلا في صفوف منتخب الناشئين حيث لعب 4 مواسم في صفوف منتخب الشباب دون 21 عاما وسجل 16 هدفا في 41 مباراة. في هذه الفترة فاز ببطولة اوروبا للشباب عام 2000 والميدالية البرونزية في دورة الألعاب الاولمبية في اثينا عام 2004.
رقي الى صفوف المنتخب الاول عام 2002 بإشراف المدرب جيوفاني تراباتوني. لكنه احتاج الى انتظار المباراة الثانية لمنتخب بلاده في نهائيات كأس اوروبا عام 2004 ليثبت نفسه في التشكيلة الأساسية.
أطلق عليه لقب «المهندس» وقد عاش افضل لحظة في حياته في مونديال 2006 في ألمانيا حيث اختير افضل لاعب في 3 مباريات ضد غانا وألمانيا وفرنسا، كما حصل على حذاء اديداس البرونزي لأفضل لاعب وراء زين الدين وفابيو كانافارو.
بعد ان لعب في مباريات منتخب بلاده الثلاث في كأس اوروبا عام 2008، اوقف في المباراة ضد اسبانيا في ربع النهائي. ومع وجود ليبي على رأس الجهاز الفني لمنتخب ايطاليا، فان بيرلو يبقى الدينامو الحقيقي في المحرك الايطالي.
فلكل معركة رومانية فارسها وامبراطورها المظفر.. فهل ينجح بيرلو في الإمساك بخيوط المجد من أطرافه في القارة السمراء؟