كلما خاض السيليساو مغامرة مونديالية جديدة، كلما كثر الحديث عن العمليات الهجومية البديعة والأهداف الجميلة، وتتم الإشادة ببراعة لاعبين مثل روبينيو وكاكا ولويس فابيانو. غير أن كتيبة المعلم دونغا لها مميزات أخرى تستحق الثناء هذه المرة، إذ أبانت عن أسلوب جماعي ممتع تحت إمرته، وأظهرت قدرتها على الانتصار بفضل القوة الدفاعية وفاعلية ثلاثي إنتر ميلان الايطالي الخارق للعادة.
ونال حارس المرمى جوليو سيزار ومايكون ولوسيو الكثير من الألقاب خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. إذ حصلوا مع «السيليساو» بداية على كأس القارات، ثم حصلوا على تذكرة التأهل إلى مونديال جنوب أفريقيا دون عناء يذكر. أما مع إنتر، فقد ربحوا كأس إيطاليا ولقب الدوري الإيطالي، وتوجوا الشهر الماضي بدوري أبطال أوروبا، فهل سيكتفون بهذا القدر؟ «كلا»، يجيب لوسيو دون تردد، قبل أن يضيف من قلب ملعب سانياغو بيرنابييو بعد الفوز التاريخي على ناديه السابق بايرن ميونيخ: لقد كان موسما رائعا، لكنه لم ينته بعد. يعلم الجميع أننا مقبلون على أم البطولات في الأيام القادمة، وسنبذل الغالي والنفيس من أجل التألق فيها أيضا.
امتلك انتر أقوى خط دفاع في الدوري الإيطالي هذا العام، حيث اهتزت شباكه 34 مرة في 38 مباراة. كما لم تدخل مرماه في مسابقة دوري أبطال أوروبا سوى 9 أهداف في 13 مباراة، بمعدل 0.69 هدف في كل مباراة، وهو بذلك ثاني أقوى دفاع في هذه المنافسة بعد بوردو صاحب معدل 0.6 هدف في كل مباراة.
وقد تمكن الفريق الإيطالي من إقصاء كتيبة برشلونة، حيث تعذر على رفاق ميسي تجاوز معدل هدف واحد في كل مباراة أمام هذا الجدار الإيطالي المنيع بعد أن تقابل العملاقان أربع مرات، وهو نصف ما حققته كتيبة البارسا أمام بقية الخصوم.
صحيح أن النظام الدفاعي لا ينبني على ثلاثة لاعبين فقط، بل يحتاج إلى الكثير من التنظيم التكتيكي. لكن ما يدعو للاستغراب هو تكرار نفس السيناريو وبنفس القوة مع السيليساو أيضا، حيث يتواجد هذا الثلاثي الحديدي في قلب كتيبة دونغا. فقد امتلك البرازيليون أفضل خط دفاع في تصفيات كأس العالم، ودخل شباكهم 11 هدفا في 18 مباراة (0.61) حيث نجحوا في كبح جماح أبرز خطوط الهجوم، مثل الأرجنتين وأوروغواي، اللذين اكتفيا بتسجيل هدف يتيم لكل منهما في مرمى جوليو سيزار. كما استطاع السيليساو خوض عشر مباريات دون أن يدخل مرماه أي هدف، بينما تلقت شباكه أكثر من هدف واحد في ثلاث مناسبات فقط.
وساهم الانسجام الكبير بين جوليو سيزار ومايكون ولوسيو بشكل كبير في تحقيق هذه النتائج الخارقة، إذ توجد قلة قليلة من اللاعبين الذين يمتلكون فرصة اللعب جنبا إلى جنب في الفريق ذاته وفي المنتخب عينه.
وتحول البرازيلي لوسيو «33 عاما» إلى صخرة في دفاع إنتر إلى جانب الأرجنتيني والتر صامويل.
ولم يعد ينطلق إلى الهجوم بصورة تنطوي على المجازفة، الأمر الذي كان يتسبب في إزعاج كبير لفان جال، العاشق للانضباط والنظام.
ويقول فيما يبدو أشبه بوصف دقيق للكرة الإيطالية: «مورينيو فرض علي التركيز في الدفاع فقط. الأمر المهم هو أن تكون النتيجة جيدة».
بينما يدافع جوليو سيزار عن عرين السيليساو، يحتل مايكون مركز الظهير الأيمن ويتواجد لوسيو في وسط الدفاع، مشكلين بذلك واحدا من خطوط الدفاع الأكثر قوة عبر العالم.
كما تزداد صلابة هذا الثلاثي ويتضاعف تأثيره بالنظر للانسجام الموجود بين هؤلاء اللاعبين، حيث شكلوا القاعدة الخلفية لفريق إنتر ميلان الإيطالي خلال مسيرته الذهبية هذا الموسم، وهاهم يستعدون اليوم لتعزيز الكتيبة البرازيلية ضمن كأس العالم.
كثرة المرشحين
أكد قائد المنتخب البرازيلي لوسيو أن هناك أفضلية واضحة لمنتخب بلاده للفوز في كأس العالم ولكنه اعترف بأن المنتخب الإنجليزي سيكون منافسا قويا على اللقب العالمي.
وقال لوسيو صاحب الثلاثية مع انتر ميلان يرى أن المنتخبات المرشحة للفوز في مونديال جنوب افريقيا كثيرة.
واضاف: «البرازيل قامت بعمل جيد جدا من أجل الإعداد، لقد فزنا بكأس أميركا وكأس القارات وتأهلنا بعد حصولنا على المركز الأول في التصفيات الأميركية الجنوبية».
واضاف مدافع إنتر المتألق: «في الواقع أنا لا أرى أننا مرشحون للفوز لأن هناك العديد من المنتخبات القوية مثل إسبانيا والأرجنتين وإنجلترا وإيطاليا والبرازيل وغيرها الكثير».
مجموعة نارية
من جانب اخر قلل لوسيو من خطورة مهاجم المنتخب العاجي ديدييه دروغبا. وقال لوسيو في تصريحات نشرتها شبكة «سكاى سبورتس»: «دروغبا مهاجم متميز، ولكن أداءه مع المنتخب يختلف تماما عن أدائه مع تشلسي». وأضاف: «لاعبو تشلسي، هم السبب الرئيسي في تألق دروغبا في الدوري الإنجليزي».
الا انه اكد ان المجموعة التي تضم البرازيل والبرتغال وساحل العاج وكوريا الشمالية «نارية».