بعد ان وقع الإيطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب إنجلترا لكرة القدم اتفاقا جديدا مع الاتحاد الإنجليزي للعبة يبقيه في منصبه حتى 2012، رغم إغراءات انترميلان الايطالي، عاد المدرب الايطالي المخضرم فابيو كابيللو مجددا ليؤكد انه لا يفكر سوى في تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق مع المنتخب الانجليزي، وعلى الرغم من اعترافه بمشروعية الطموح الإنجليزي في المنافسة على اللقب الغائب منذ عام 1966، إلا أنه وبواقعيته المعهودة ونظرته الفنية الثاقبة أكد أن البرازيل بمدرسة الواقعية الجديدة التي تعتمد عليها مع دونغا، وإسبانيا بتناغمها الكبير، والأرجنتين بمواهبها اللافتة تظل حجر عثرة في طريق أي منتخب يحلم بمعانقة المجد المونديالي في جنوب القارة السمراء.
ويبدو أن كابيللو يتحدث بأريحية كبيرة وانطلاقة لا تعرقلها حسابات أو حساسيات حينما يتحدث للإعلام الإيطالي، وبدورها نقلت صحيفة «الدايلي ميل» البريطانية تفاصيل ما قاله كابيللو لإحدى المحطات التلفزيونية الإيطالية.
في البداية تحدث كابيللو عن مهاجم انجلترا الأول واين روني الذي تعقد عليه الآمال في المونديال، قال كابيللو: «روني لم يسجل أهدافا في الفترة الأخيرة، ولكن روحه القتالية حتى في التدريبات تجعلني في قمة السعادة، خاصة أنه تعافى تماما من الإصابات التي طاردته في نهاية موسمه مع «مان يونايتد»، أنه يملك جميع مقومات الهداف الذي يمكنه زيارة شباك المنافسين حينما يريد، وقد أخبرته كثيرا بأنه حان الوقت لكي يضع تركيزه كاملا أمام المرمى وألا يهدر طاقاته بالتحرك للخلف أو جهة اليمين أو اليسار، يجب عليه التركيز على الهجوم المباشر والتواجد أمام مرمى المنافسين، وقد ساعده هذا الأسلوب على تسجيل الكثير من الأهداف في الموسم الأخير، ولكنه بمفرده لن يفعل شيئا وخاصة في كأس العالم، صحيح أننا نثق في قدراته، وهو من أهم اللاعبين، ولكن كأس العالم هي بطولة الأداء الجماعي، وأنا على ثقة من تواجد هذه الروح في أداء المنتخب خلال نهائيات المونديال، وعموما أشعر بسعادة كبيرة وبالرضا التام عن كل ما قدمناه خلال الفترة الماضية».
منافسون أقوياء
ورصد كابيللو قائمة المنتخبات التي يرى أنها تهدد طموحات الإنجليز في المنافسة على لقب المونديال، وعدد مزايا ونقاط تميز هذه المنتخبات، وأشار إلى أن الخطر يظل برازيليا إسبانيا بالدرجة الأولى، وأشار إلى ذلك بقوله: «المنتخب البرازيلي هو الأقوى والأكثر تماسكا الآن، وسر قوته يكمن في قدراته الدفاعية الكبيرة، والانضباط في الأداء، والواقعية الكبيرة بالبحث الدائم عن الفوز بعيدا عن الأداء الاستعراضي والهجومي كما كان الحال من قبل، وهم أقوى منتخب في العالم حاليا، واللافت في الأمر انهم يتحولون إلى طريقة الأداء الأوروبي، وبدأ الأسلوب البرازيلي التقليدي في الأداء يغيب شيئا فشيئا، والمنتخب الثاني المرشح بقوة للمنافسة على الظفر بلقب كأس العالم هو إسبانيا «لاروخا»، فهم أبطال أوروبا ويقدمون كرة قدم جيدة بالفعل، وغالبية عناصر إسبانيا يلعبون مع بعضهم البعض من فترة طويلة مما جعلهم أكثر تناغما في الأداء، ويكفي أرقامهم القياسية في عدم التعرض لأي هزائم لفترات طويلة».
وأضاف: «كما أنني أخشى منتخب الأرجنتين، وهو المنتخب الأكثر موهبة في العالم حاليا، وعلينا كذلك ألا ننسى إيطاليا بطل العالم حتى الآن، وهناك ألمانيا التي لا أعلم لماذا يتجاهلها البعض على الرغم من تواجدها الدائم في المربع الذهبي على الأقل كما يحدث في غالبية بطولات كأس العالم، ولدينا هولندا التي تملك مجموعة رائعة من اللاعبين، ودائما أقول إن جميع هذه المنتخبات القوية المرشحة للتنافس على كأس العالم قد لا تتمكن من تجنب مفاجأة أفريقية صارخة من جانب أي من منتخبات أفريقيا».
ولائي لإنجلترا
للمرة الثالثة وربما الرابعة يواجه كابيللو هذا التساؤل الافتراضي الذي لا يجد حرجا في الإجابة عنه بوضوح تام، والسؤال يقول «ماذا ستفعل يا كابيللو إذا التقيت مع المنتخب الإيطالي في المونديال؟»، وفي كل مناسبة تأتي الإجابة المكررة التي تنتصر للاحترافية بالدرجة الأولى، حيث قال المدرب الإيطالي: «قميصي في المونديال إنجليزي، ولا يمكنني مثلا تبادل موقعي مع مارشيلو ليبي، فأنا أفضل تدريب المنتخب الانجليزي عن المنتخب الإيطالي، وبالنسبة للنشيد الوطني لا يمكنني أن أردد كلمات نشيد لا يخص إيطاليا، ولكنني أحفظ كلمات النشيد الانجليزي، ولكن كيف يمكنني أن أقول ليحفظ الله الملكة وهو نشيد لا يخص بلادي، ولكنه على أي حال يحمل كلمات ونغمات رائعة تبعث على الحماس وتجعل الجميع يشعرون بعمق الانتماء للوطن».