- فوز أي منتخب أفريقي بكأس العالم انتصار للقارة السمراء
- لدينا اتصال مباشر مع «الإنتربول» لتوفير الحماية الأمنية للجميع
- 3 مليارات دولار عائدات الإعلان والرعاية والبث قبل بداية المونديال
بشرى الزين
«اشعر بأنني شاب في الخامسة عشرة من عمري»، عبارة قالها الشيخ الذي بلغ الخامسة والثمانين عندما حضر وسمع فوز بلاده باستضافة اكبر حدث كروي في العالم في العام 2004 بزيوريخ، هو الزعيم الزنجي الذي قاد شعبه بنضاله السلمي وينتصر على نظام «الابارتايد» نلسون مانديلا الذي يناهز عمره الـ 91 عاما، قاد حملة بلاده فتحقق حلمه الرياضي في العام 2004 عند الاعلان عن فوزها باحتضان كأس العالم لكرة القدم لتمتزج روح النضال السلمي برياضة تعد الاكثر شعبية في العالم. ولم تكن البلاد التي استقلت قبل 15 عاما تحلم بأن ارضها، التي عانى شعبها من انتهاكات نظام التمييز العنصري واحداث عنف مثيرة، تحفل بحدث رياضي تشد اليه انظار العالم كله. تحقق الحلم، واصبح حقيقة، لكن الواقع ارتبط لدى الكثيرين بانتشار الجريمة وانعدام الامن في بلاد قوس قزح، ومن قدم اليها تحدى الاثارة ونحى الخوف وآثر المشاركة في العرس الكروي. سفير جنوب افريقيا اشرف سليمان لم يقلل من اهمية الموضوع الامني، مؤكدا ان بلاده اتخذت جميع التدابير الامنية التي تليق باستضافتها كأس العالم لكرة القدم. واكد سليمان، في لقائه مع «الأنباء»، ان جنوب افريقيا حازت ثقة دولية عندما استضافت بطولات عالمية وافريقية في رياضات مختلفة ومؤتمرات منذ العام 1995 ولم يرافق ذلك اي هاجس امني. واشار الى ان فرقا امنية من جنوب افريقيا ابتعثت الى المانيا لدى استضافتها كأس العالم 2006 للاستفادة من خبرة التنظيم والتدريب الامني، مؤكدا قدرة بلاده على توفير الحماية لجميع الفرق الكروية المشاركة وايضا للزوار والجمهور الذي يبلغ عددهم 300 الف زائر. وذكر ان وزارة الداخلية في جنوب افريقيا لديها اتصال مباشر مع الشرطة الدولية (الانتربول)، مبينا ان ذلك يبرز مدى استعداد بلاده لهذا الحدث الرياضي، لافتا الى وجود تعاون امني مع كل الدول التي تشارك في المونديال. واشاد سليمان بمشاركة القطاع الخاص الكويتي في مشاريع لبناء 3 ملاعب، اضافة الى مرافق فندقية وسياحية مهمة تزيد من قدرة بلاده على انجاح استضافتها للمونديال، مذكرا ايضا ان بلاده وافقت على تخصيص جزء من عائدات المونديال لانشاء 5 مراكز للمتميزين في كرة القدم في خمس مناطق من القارة السمراء وذلك لتطوير وتشجيع هذه الرياضة. كما اشار الى ان جنوب افريقيا وقبل بداية المونديال حصلت على 3 مليارات دولار كعائدات من حقوق الاعلان والبث والرعاية، موضحا ان هذا الرقم يفوق قيمة ما استفادته المانيا لدى احتضانها مونديال 2006. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
نبدأ بالموضوع الذي يشكل هاجسا لكل المنتخبات المشاركة ماذا اعددتم امنيا في استعداداتكم للمونديال؟
لا أريد ان اقلل من موضوع الامن بقدر ما ارغب في توضيح ذلك بشكل مسؤول وجلي فإفريقيا الديموقراطية دولة حديثة ومرت 15 سنة على استقلالها ونريد ان نعطي الموضوع الامني حقه بعيدا عن الاثارة او الدعاية.
اشير الى ان جنوب افريقيا استضافت 150 مؤتمرا ولم يرافق ذلك اي احداث امنية عرقلت هذه الاستضافة بل على العكس حازت ثقة دولية كبيرة ففي العام 1995 استضافت جنوب افريقيا كأس العالم للرغبي وفي العام الذي تلاه نظمنا كأس افريقيا و2001 استضفنا مؤتمرا ضد العنصرية بإشراف منظمة الأمم المتحدة حيث استقبلت مدينة دوربان 60 الف شخص وفي عام 2002 اثناء انعقاد قمة البيئة التي حضر 80 رئيس دولة و120 الف مشارك اما في 2003 اقيم كأس العالم للكريكت وكل هذه الاحداث التي تشرفت جنوب افريقيا بتنظيمها لم تفسدها اي هواجس امنية.
وأود ان اذكر كذلك بالهجمات الارهابية التي ضربت مومباي وما اتخذته الحكومة الهندية من توقيف استضافة بطولة كأس العالم للكريكت ليتم مباشرة تحويلها الى جنوب افريقيا التي استعدت لهذه البطولة بكل سهولة رغم قصر المدة الزمنية وبعدها تم تنظيم كأس الكونفيدرالية الأفريقية ما اكد ان جنوب افريقيا اصبحت المكان المناسب لاستضافة الاحداث الدولية.
إذن ماذا عملت جنوب افريقيا بشأن هذا الموضوع وما ضماناتها لـ «فيفا»؟
صحيح ان جنوب افريقيا والقارة الافريقية معها لأول مرة تستضيف كأس العالم لكرة القدم وتستقبل 300 الف زائر والحكومة الجنوب افريقية قدمت ضمانات لـ «فيفا» سواء مادية او امنية حيث قامت العناصر الامنية بتمرينات ووزارة الداخلية لديها اتصال مباشر مع الشرطة الدولية الانتربول وهذا كفيل بإبراز استعداد بلادنا لهذا الحدث الرياضي وقبل اسابيع زار رئيس الشرطة مدينة زيوريخ والقى كلمة امام اللجنة التنفيذية لـ «فيفا» واجاب عن الاسئلة التي تتعلق بمدى استعدادنا لاستضافة الحدث الكروي العالمي وأؤكد على أمر آخر يتعلق بوجود تعاون امني مع كل الدول التي تنتمي إليها الفرق المشاركة وتبلغ 31 دولة حيث تم توفير الحماية الأمنية لكل فريق.
وعندما تقرر استضافة جنوب افريقيا لكأس العالم في العام 2006 ابتعثنا 200 شخص من جنوب افريقيا الى المانيا للتدريب والاستفادة من خبرة الألمان في هذا الموضوع، حيث حضروا استعدادات المانيا لاستضافة مونديال 2006 لنقل ذلك الى جنوب افريقيا، وبعد الزيارات التي قام بها ممثلو «فيفا» الى بلادنا تأكدوا انها على استعداد لاستضافة كأس العالم وقدمت اكثر مما طلب منها.
هل هناك اي دول عرضت مساعدات لوجيستية خاصة انه اثيرت اخبار عن وجود تعاون مع الولايات المتحدة في هذا الأمر؟
جنوب افريقيا لديها عدة علاقات مع الدول التي تشارك في كأس العالم وكان من اهتماماتها توفير الحماية الأمنية لمنتخباتها عبر لجان ثنائية.
هل هذه الدول ابتعثت فرقا امنية لمساعدة جنوب افريقيا على توفير هذه الحماية للمنتخبات المشاركة والزوار ايضا؟
نعم كل دولة مشاركة بإمكانها توفير حماية للاعبين في منتخبها وهناك لاعبون لديهم حماية خاصة بهم سواء في الاماكن التي يتدربون فيها او اماكن الاقامة او التسوق او السياحة، وبرأيي قد اكملنا الاستعداد الامني بكل جوانبه.
ماذا تنتظرون كاستفادة مادية لجنوب افريقيا من هذا الاحتضان لكأس العالم؟
جنوب افريقيا استطاعت ان تحصل على 3 مليارات دولار قبل بدء الحدث الرياضي وهذه القيمة تفوق ما استفادته المانيا في مجال حقوق الاعلان والبث والرعاية كما وفر هذا الاستعداد 120 الف فرصة عمل وتطوير شبكة المواصلات والنقل في جنوب افريقيا وايضا كل التجهيزات سواء في بناء الفنادق او غيرها استفادة للمستقبل، اضافة الى ان فترة استضافة كأس العالم ستكون فرصة لانتقال زوار جنوب افريقيا الى دول مجاورة كما ان الفرق المشاركة ستنتقل الى موزمبيق وزيمبابوي لإجراء تدريباتهم هناك.
رأينا وصول بعض المنتخبات المشاركة الى مطار جوهانسبورغ وهم محاطون بحماية امنية مشددة، هناك من يقول ان هذا المنظر ربما يزيد من القلق الامني، ما ردكم؟
على العكس من ذلك يمكن هذا الامر ان يزيد من طمأنتهم بأن جنوب افريقيا على اتم الاستعداد في هذا الجانب وهذا جانب من الامن الظاهر اضافة الى آخر خفي متواجد في اغلب المدن.
حذر الرئيس جاكوب زوما في احد تصريحاته من ان تشهد فترة المونديال احتمال تعرض الاطفال للاختطاف والتهريب الى الخارج، ماذا اعددتم لتجاوز هذه المشكلة؟
هذه المشكلة لا تقتصر على جنوب افريقيا، بل هي عالمية، وتواجه جماعات في اوروبا وآسيا واميركا تعمل على اختطاف الاطفال والاتجار بهم، وقد يستغلون الحدث الرياضي وبراءة الاطفال واغواءهم ماديا ولهذا السبب فإن جنوب افريقيا تواجه هذه المشكلة بشكل واقعي وقررت اغلاق المدارس تحسبا لأي عملية من هذا النوع.
كان هناك حديث عن تهديدات بالقيام بعمليات ارهابية اثناء المونديال في جنوب افريقيا وربما تكون خارج السيطرة، كيف تتعامل السلطات مع هذه التهديدات؟
هذا الجزء كان قد بثته قناة «العربية»، وقمنا باتصالات مع الجانب العراقي حول اسم الشخص الذي ورد اسمه في الخبر، والذي ينتمي الى تنظيم القاعدة وتهديده بالقيام بعمليات ارهابية في جنوب افريقيا، وكان رد الجانب العراقي انه لا معلومات حول هذا الشخص لكن تظل السلطات في جنوب افريقيا متابعة باهتمام لأي تهديد من هذا النوع.
هل كانت هناك اي دعوة للتعاون مع الكويت والمشاركة في تمويل مشاريع ترافق الاستعدادات؟
صحيح، كانت هناك مشاركة للقطاع الخاص الكويتي في بناء 3 ملاعب في كيب تاون، كما قامت شركة اف.بي.جي للخرافي بانشاء الهيكل الاساسي الحديدي لهذه الملاعب في الكويت وارسالها عبر البحر الى جنوب افريقيا في مدة لم تتجاوز ستة اشهر، اضافة الى فنادق اوباي في زيمبالي ما يوفر مرافق مهمة للسياح والزائرين اثناء فترة المونديال، حيث تستقبل جنوب افريقيا 10 ملايين سائح سنويا اضافة الى وجود فنادق تتوافر على معايير تأخذ بعين الاعتبار العادات والتقاليد العربية والاسلامية.
ماذا يمثل لكم استضافة بلادكم لهذا الحدث الرياضي العالمي؟
لاول مرة تستضيف القارة السمراء حدثا رياضيا عالميا، لهذا نريد ان نثبت للعالم ان افريقيا ليست فقط مصدرا للثروات الطبيعية والمعدنية، ونرغب في ان يعلم الجميع ان هذا القرن هو قرن افريقيا، فافريقيا ينتمي اليها 5 آلاف لاعب ورياضي في اوروبا.
واشير الى ان جنوب افريقيا وافقت على ان جزءا من الارباح سيتم توجيهه لبناء مراكز لكرة القدم للتمارين في 5 مناطق في افريقيا الشمالية، الجنوبية، الشرقية والوسطى لتطوير وتشجيع الرياضيين ذوي الكفاءة والمهارة العالية، اضافة الى اقامة شاشات عملاقة في الدول الفقيرة لمتابعة جمهورها لمباريات كأس العالم وشعورهم بمتابعة حية للمباريات.
شاركتم الى جانب الزعيم مانديلا والرئيس ثامبو مبيكي في حضور الاعلان عن فوز جنوب افريقيا باستضافة كأس العالم في العام 2006، حدثنا عن هذه التجربة.
كانت تجربة لا تنسى كون المنافسة كانت شيقة، خاصة ان المغرب كانت له حظوظ ايضا في احتضان كأس العالم، وما زاد هذه التجربة روعة هو حضور الزعيم نلسون مانديلا وكان اول رئيس لجنوب افريقيا بعد الاستقلال، واتذكر ان ملك المغرب محمد السادس كان اول المهنئين، واعرب عن استعداد المغرب لتقديم اي مساعدة ممكنة.
أمل
في رده حول توقعاته عن الفريق الفائز في المونديال قال «شخصيا أتمنى أن يفوز أي فريق من افريقيا ففوز أي فريق افريقي سيكون نجاحا لنا، فكل الافارقة يأملون ألا يرحل كأس العالم خارج قارتهم التي تستضيف هذا الحدث لأول مرة في تاريخها.
رسالة
قال السفير أشرف سليمان ان بلاده ستستضيف كأس العالم لأول مرة، لكن مجال السياحة فيها متطور بشكل كبير وسيلائم السياح من دول الخليج داعيا السياح الكويتيين إلى زيارة جنوب أفريقيا للاستمتاع بحضور مباريات المونديال وكذلك زيارة المناطق السياحية معربا عن شكره لكل من ساهم من الشركات الكويتية في بناء المرافق المهمة لاستضافة هذا الحدث الرياضي الكبير.