سمير بوسعد
«لن تسير وحيدا أبدا» فنحن معك يا ستيفن جيرارد، لأنك ببساطة عنوان عريض لنادي الشمال الانجليزي ليفربول وأيقونته التي لن تنسى على غرار ايان راش وبيتر بيردسلي وجون بارنز والأشهر دوما بيل شانكلي.
عبارة ترسخت على جدران ستاد «انفيلد رود» وباتت النشيد الاشهر في انجلترا حيث حاكت امجاد «الريدز» بكل مواجهاته المحلية والأوروبية وبقيت تغنى منذ أيام شانكلي حتى يومنا هذا وستبقى مادامت أقدام لاعب ماهر وموزون مثل جيرارد الذي حرم من جوائز الأفضل لأسباب كثيرة منها معروف وآخر غير معروف لكن الذي نعرفه ويعرفه الجميع ان جيرارد «الهادئ اللاذع» يبقى الرمز وصاحب أحلى الجوائز في قلوب متابعي ومحبي ليفربول من نقاد ومشجعين وقراء.
جيرارد أكثر من لاعب فهو الفنان وصانع الألعاب والهداف والعقل المدبر، قل فيه ما شئت من الميزات الكروية والأخلاقية أيضا فهو بعيد عن الفضائح وإنسان عائلي لا يطمح إلا لتقديم أداء جيد وراق في كل المباريات التي بقيت عالقة في الأذهان وهاهو على أبواب المونديال يستعد لحمل مسؤولية جديدة في عهد المدرب الايطالي فابيو كابيللو ليكون احد صانعي الفوز وربما اللقب لـ «الاسود الثلاثة» بعد مونديال 1966 بقيادة بوبي تشارلتون ورفاقه آنذاك.
مر ليفربول بعثرات وانتصارات وزهو وخبو في النتائج ولعل أتعسها الموسم المنقضي بابتعاده عن المنافسة على دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي بحلته الجديدة «يوروبا ليغ» وجنوح «القلعة الحمراء» الى مستويات لم يعهدها جيرارد ومدربه الاسباني السابق رافائيل بنيتيز رغم التألق الذي عاشه الرجلان في أبطال أوروبا.
ويعتبر موسم 1997 - 1998 هو الأول لجيرارد مع الفريق الأول ولم يشارك كلاعب أساسي وكانت انطلاقته الحقيقية في الموسم الذي تلاه، حيث بدأ يأخذ مكانته كلاعب أساسي وبدأ بتثبيت أقدامه وسط كوكبة هائلة من النجوم المحترفين.
كما أنه حقق جائزة أفضل لاعب شاب في العام 2001 في إنجلترا ولعب أكثر من 180 مباراة لليفربول وسجل خلالها أكثر من 20 هدفا.
تخرج من أكاديمية ليفربول، لاعب متميز بنشاطه وحماسه وقتاله على الكرة في وسط الملعب فهو يدافع بعدوانية ممزوجة بالانضباط التام في الأداء ويهاجم بقوة ترعب لاعبي الفريق الخصم، يقطع الكرات بسهولة وسلاسة ويمرر بشكل متقن ويراوغ بمهارة عالية ويجيد الانطلاق من الخلف للأمام وتسجيل وصناعة الأهداف.
لعب في جميع الفئات العمرية لنادي ليفربول حيث شارك مع البراعم والناشئين والشباب والفريق الأول وتم اكتشاف موهبته منذ كان عمره ثماني سنوات وهو طفل صغير في المدرسة حيث اتسم أسلوبه بالقوة والقسوة في الأداء رغم صغر سنه وتم ضمه للأكاديمية الخاصة بتهيئة اللاعبين الشباب في نادي ليفربول والتي تعتبر من أفضل مدارس إعداد الناشئين في أوروبا ويكفي هذه الأكاديمية فخرا أنها أخرجت واحدا من أعظم مهاجمي العالم ألا وهو الإنجليزي مايكل أوين وجيرارد ولعب أول لقاء رسمي له كلاعب مسجل في سجلات ليفربول مع كوفنتري في أنفيلد في يناير 1986 وانضم بعدها للفريق الأول في ليفربول وهو لم يتجاوز الـ 18ربيعا وتم استدعاؤه لأول مرة لتمثيل الفريق الأول في الثامن من ديسمبر 1998 أمام سلتافيغو الإسباني في منافسات كأس الاتحاد الأوروبي مع أنه لم يشارك في تلك المباراة إلا أن مجرد استدعائه لتمثيل الفريق كان دليلا على اقتناع المدرب الفرنسي آنذاك جيرارد اوييه بقدراته. ويقول جيرارد عن هذه اللحظة «كانت لحظة عظيمة في حياتي لم أتوقع أن يتم اختياري بهذه السرعة لأن الفريق يضم لاعبين كبارا وعلى مستوى عال».
وكانت بوابته لدخول المنتخب عبر مدرب المنتخب الإنجليزي آنذاك كيغن كيغان الذي استدعاه لخوض بطولة أمم أوروبا عام 2000 وكان أول لقاء دولي يخوضه ضد المنتخب الأوكراني في 31 مايو2000، ومن المباريات التي لاتزال راسخة في أذهان الجماهير مباراة المنتخبين الانجليزي والألماني على ستاد الأولمبي في ميونيخ والتي انتهت بفوز كاسح للإنجليز 5 ـ 1 ولعل أكبر صدمة تعرض لها كانت خبر غيابه عن بطولة كأس العالم 2002 والتي أقيمت في كوريا واليابان.
والخبر جاء من الطبيب الذي أشرف على معاينة الإصابة التي تعرض لها في كاحله في لقاء المنتخب الانجليزي بنظيره الفنلندي والذي انتهى 2 ـ 1 لصالح الإنجليز ضمن التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
وجاء دوره وتألقه في انتزاع كأس دوري الأبطال 2005 العام الذي لن ينسى أبدا، امام ميلان الايطالي وتحقيق معجزه اسطنبول، جيرارد في ليلة اسطنبول أبدع أيما إبداع، وكان على الموعد، فبعد نهاية كارثية للشوط الأول، استطاع جيرارد القائد تسجيل الهدف الأول، وأيضا سبب ضربة الجزاء التي كانت سببا في تسجيل الونسو لهدف التعادل، ولن تنسى الجماهير كيف أبدع جيرارد بتلك المباراة بـ 3 مراكز المحور، المهاجم المتأخر، الظهير الأيمن، رفع جيرارد لذلك الكأس كان كفيلا بتحويل دموع مشجعي ليفربول من الحزن الى الفرح والتتويج. ونقولها مرة أخرى: سر في افريقيا وصم أذنيك عن الفوفوزيلا المجنونة وأمتعنا ونحن معك.