سمير بوسعد
اسأل من شئت في بلاد الإغريق عن معبد الاكروبولوس او هرقل فستجد الإجابة السريعة والى أي جهة تقصدها في اليونان. وإذا أردت قصة حب جديدة على شاكلة «عقدة اوديب» فاسأل عن المدرب الألماني اوتو ريهاغل لانه بكل بساطة مقيم في اليونان عند بلاد الأساطير منذ عام 2001 وصاحب المجد المخلد باهدائه «لقب يورو 2004» للشعب الذي عرف ديونيزياس «آلهة العنب» و«هرقل» أسطورة القوة، لكن الاثنين لم ينجحا مثلما فعل «أديب الاغريق» او «ديونيزياس اليونان» ريهاغل.
ويشابه ريهاغل بعضا من مسيرة أوديب التي تعني باليونانية (صاحب الأقدام المتورمة) وقد سمي أوديب بهذا الاسم في الأسطورة لأن والديه قد ثقبا قدميه بقطعة معدنية مما أدى لتـورمهما وســـــماها سيـغـمـوند فرويد في البداية العقدة النووية، ثم سماها العقدة الأبوية. وأعطاها اسم عقدة اوديب في عام 1910. معترفا بقوله انه كان يحس بمشاعر الحب لأمه ومشاعر الغيرة من والده، ولأن ريهاغل لم يحب أباه «ألمانيا» مسقط رأسه ورفضه تدريب «المانشافت» فانه فضل أمه «اليونانية» وعشقها ومازال.
ريهاغل من مواليد 9 أغسطس 1938 في إيسين الألمانية، ويعتبر مع مدرب سويسرا اوتمار هيتسفيلد وأودو لاتيك وفرانتس بكنباور أفضل المدربين الألمان الناجحين.
وجاءت مسيرته كلاعب مع نادي مدينته المحلي روت ويس إيسين منذ عام 1960 وحتى عام 1963، وفي عام 1963 انتقل إلى هرتا برلين، ولعب حتى عام 1965، وانتقل بعدها إلى كايزرسلوترن، ولعب حتى عام 1972، وخاض ريهاغل 201 مباراة في الدوري الألماني.
وفي رحلة البحث عن المجد التدريبي، بدأ ريهاغل عام 1974 بالتدريب في كيكرز أوفنباخ الألماني، ولكنه تعرض لخسارة مذلة أمام بوروسيا دورتموند 0-12، وفي عام 1981 أصبح مدربا لفيردر بريمن الألماني، واستمر حتى عام 1995، وقام بتدريب عدد من اللاعبين المميزين في تلك الفترة، حيث درب رودي فولر وماريو باسلر، وقاد الفريق إلى الفوز في الدوري مرتين في 1988 و1993، ومرتين ايضا في كأس ألمانيا، ومرة بكأس الكؤوس الأوروبية.
وفي موسم 1995/1996 خاض ريهاغل تجربة تدريبية جديدة مع بايرن ميونيخ، وبعد بداية سيئة جدا بحصوله على المركز السادس في الدوري، قام ريهاغل بشراء الـمهـاجم يورغن كلــيــنـسمان، دون ان يصـيب نجــاحا مع «البافاري»، فتم تعيين بكنباور بديلا له، وفي عـــام 1996 أصبح مـدربا لكايزرسلوترن، وساعـده على الـتـأهـل من دوري الدرجة الثانية إلى الاولى، وفي عام 2000 ترك الفريق بحثا عن مغامرة اخرى في بلاد الإغريق منذ عام 2001 ومازالت مستمرة حتى الآن.
هذا هو «الأسطورة» الحديثة لليونان في سعيه الى الانتصار على مدرب الأرجنتين دييغو مارادونا وكتيبة «التانغو» و«نتف» النسور النيجيرية، وايقاف الاوروغوياني دييغو فورلان.
لا تستبــعـدوا هذا لانه انتصر في معـركة كــأس أوروبا فـي البــرتغال، واسـألوا عنه البرازيلي لويز فيليـب سكولاري والبرتغاليين. ولا تســألوا يــونانيا بـعدها.