حارس المرمى نصف الفريق..هي جملة كثيرا ما سمعناها وكثيرا ما رأيناها تظهر أمامنا في العديد من المباريات بل وتحسم الكثير من البطولات، بالفعل حارس المرمى يمثل أحيانا كثيرة نصف فريق كرة القدم نظرا لدوره المؤثر والمهم في الحفاظ على مرمى شباكه خالية مما يسمح لزملائه بالعمل على تسجيل الأهداف بهدوء ودون توتر أو تسرع. ويدخل كل فريق مشارك في الحدث الكروي الأكبر في العالم وهو يطمح للذهاب بعيدا وأن يتأهل إلى الأدوار النهائية، ولتحقيق ذلك في كأس العالم الذي ينطلق بعد أيام في جنوب افريقيا، يجب أن يمتلك كل فريق حارس مرمى جيدا يساعده على المنافسة.
ويشهد المونديال تواجد عدد كبير من الحراس المميزين والمهمين للغاية لمنتخباتهم وقد لعبوا دورا مميزا في مشوار التصفيات وكانوا من أوراق الحسم المهمة، البعض يمتلك حارسين وثلاثة مميزين في فريقه مثلما الحال مع إيطاليا بوجود بوفون وماركيتي ودي سانتيس أو إسبانيا بوجود كاسياس وفالديس ورينا أو البرازيل بوجود سيزار وغوميز أو فرنسا بوجود لوريس ومانداندا والبعض «يمشي حاله» بحارس واحد أساسي لكنه متميز مثل موسليرا أوروغواي أو أوتشوا المكسيك أو جيان غانا ولكن البعض يدخل تلك البطولة بمعاناة كبيرة على صعيد حراسة المرمى والأبرز هو المنتخب الإنجليزي الذي يصل جنوب أفريقيا بحراسه الثلاث «جيمس وهارت وجرين» وجميعهم لا يصل لقوة ومكانة المنتخب أو طموحات المدرب فابيو كابيللو والذي كما يبدو لسان حاله يقول «أعيروني حارسا يا شعبي» حيث تميز الموسم الأخير من الكرة الإيطالية بظهور عدد ممتاز من الحراس الرائعين والعديد منهم خارج المنتخب، الإنجليز يمتلكون فريقا قويا في جميع الخطوط باستثناء حراسة المرمى التي ستشكل نقطة الضعف الكبرى والتي من الممكن أن تنسف كل ما فعله كابيللو خلال المواسم الأخيرة إلا إذا ارتفع مستوى أحد الحراس بقوة خلال البطولة وهو أمر يمكن حدوثه استنادا إلى وقائع تاريخية سابقة تخص ارتفاع مستوى بعض النجوم خلال البطولة. عموما، اخترنا لكم أبرز 10 حراس مرمى سيتواجدون في جنوب أفريقيا خلال الشهر القادم لحماية مرمى منتخباتهم وبالتأكيد البطولة تزخر بعدد أكبر من الحراس لكن هؤلاء هم الأفضل على الإطلاق، دعونا نتعرف عليهم:
جانلويجي بوفون «العنكبوت الإيطالي»
حين نتحدث عن بوفون فنحن نتحدث عن حارس المرمى الأفضل في العالم خلال العقدين الأخيرين والذي يراه الكثير الرقم 1 في الكرة حاليا بل ويصنف من ضمن أفضل 3 حراس مرمى مروا على تاريخ كرة القدم منذ بدايتها. بوفون صاحب الـ 32 عاما من الركائز المهمة للغاية في منتخب أبطال العالم وقد كان أحد أبرز المساهمين في التتويج بلقب المونديال الأخير، هو حارس مميز بدنيا حيث يبلغ طوله 1.91 سم ووزنه 93 كغم ويمتلك كل قدرات حراس المرمى الكبار وبجودة عالية للغاية سواء كان رد الفعل أو الرشاقة أو التصدي للمواجهات الفردية أو التسديدات البعيدة والقريبة أو التعامل مع الكرات الهوائية وإن كانت نقطة ضعفه الوحيدة هي التعامل مع ركلات الجزاء وقد سبق أن قال قبل نهائي مونديال 2006 انه لا يريد وصول المباراة لركلات الجزاء الترجيحية لأنه لا يجيد بها، قد حدث ووصلت يومها لكن دافيد تريزيغيه «زميله في يوفنتوس» أضاع ركلته دون أن يلمس بوفون الكرة.
الموسم الأخير لم يكن الأفضل للحارس الملقب بالعنكبوت، فقد عانى خلاله كثيرا جدا من الإصابات الطويلة والخطيرة والتي أبعدته عن الملاعب لأشهر عدة حيث لم يشارك إلا في 35 مباراة مع يوفنتوس في بطولات السيريا إيه وكأس إيطاليا ودوري الأبطال والدوري الأوروبي تلقى خلالها 41 هدفا، في حين تواجد في 6 مباريات بقميص المنتخب الإيطالي 3 منها ضمن تصفيات المونديال، ولكنه رغم هذا ظهر في تلك المباريات بمستوى ممتاز جدا وإن لم يكن الأفضل له.
كاسياس.. القيصر الإسباني
دائما ما تشهد الأحاديث الكروية صراع كبير على لقب حارس المرمى الأول في العالم ودائما بطلي الصراع هما بوفون وحارس ريال مدريد «إيكر كاسياس» الذي أظهر للعالم أجمع أنه إن لم يكن الرقم 1 فهو بكل تأكيد الرقم 2 في حراسة المرمى حاليا.
كاسياس صاحب الـ 29 عاما يعد اللاعب الأقرب لجماهير ريال مدريد حاليا بل هو روح الفريق التي لا تنضب أبدا، بدأ مسيرة المجد صغيرا للغاية وبات الأصغر الذي يخوض نهائي دوري الأبطال حين ظهر أمام فالنسيا عام 1999 وكان قد أتم عامه الـ 19 قبلها بـ 4 أيام فقط والمثير أن من منحه الفرصة هو مدرب المنتخب الإسباني حاليا ومدرب ريال مدريد سابقا «فيسنتي دل بوسكي»، هو حارس يمتاز بقدرات كبيرة للغاية لكن أبرزها على الإطلاق رد الفعل السريع والرائع وقد أظهر تلك الميزة في الكثير من المناسبات ربما آخرها تصديه المدهش في مواجهة إشبيلية خلال الموسم الأخير من الليجا، الى جانب ذلك يجيد التعامل مع المواجهات الفردية والتسديدات القوية لكن تبقى نقطة ضعفه أو لنقل العنصر الأقل لديه هو التعامل مع الكرات الهوائية والسيطرة على هواء منطقة الجزاء وإن كان قد تطور كثيرا خلال المواسم الأخيرة. الموسم الأخير لم يكن ذلك الذي يتمناه اللاعب، حيث فشل في الفوز بأي شيء مع ريال مدريد ولم يظهر بالمستوى المميز له وكان سببا مباشرا في عدد من الأهداف التي أضاعت نقاطا مهمة عن فريقه ولكنه في نفس الوقت لعب دور الملهم والمنقذ في مباريات عديدة لولا وجوده لخسرها الريال بكل تأكيد كاسياس ظهر في جميع مباريات الميرينغي للموسم الأخير وعددها 46 هدفا وقد تلقى خلالها 44 هدفا ولعب كذلك 3 مباريات من تصفيات المونديال مع المنتخب الإسباني.
سيزار.. بطل الثلاثية
ربما يختلف البعض حول بوفون وكاسياس، ومن منهما الحارس الأفضل في العالم على مدى العقد الأخير، لكن من الصعب أن تجد اختلافا حول أن جوليو سيزار حارس مرمى الإنتر والمنتخب البرازيلي هو الأفضل من الثنائي خلال الموسم الأخير. سيزار صاحب الـ 30 عاما هو أحد رجال جوزيه مورينيو وإنجاز الثلاثية الرائع لإنتر الإيطالي خلال الموسم الأخير، هو حارس يمتلك قدرات هائلة للغاية نضجت تدريجيا خلال مسيرته مع النيرادزوري حتى اكتمل نضوجها بالكامل خلال الموسم الأخير مما جعل جماهير الفريق تطمئن تماما على مرمى فريقها حتى لو لعب ضد عمالقة الهجوم في مان يونايتد أو برشلونة أو بايرن ميونيخ، جوليانو كما يلقب في إيطاليا يمتلك كل قدرات حارس المرمى الكبير خاصة رد الفعل السريع والممتاز للغاية بجانب التعامل الرائع مع المواجهات الفردية والتسديدات البعيدة وصراحة يصعب الحديث عن نقاط ضعف لسيزار لكن هفواته أحيانا والناتجة عن تراجع التركيز والحضور الذهني قد تصلح هنا.
الموسم الأخير كان رائعا للغاية لجوليانو، حيث ساهم في إنجاز الثلاثية الرائع لإنتر بلعب جميع مباريات السيريا إيه ودوري الأبطال ولقاء إياب نصف نهائي الكأس ونهائي الكأس أمام فيورنتينا وروما على الترتيب وقد ظهر فيها جميعا بمستوى ممتاز للغاية وكان جزءا لا يتجزأ من قوة النيرادزوي والهيكل الأساسي خلف الفوز بالثلاثية، ولم يتغير الوضع مع المنتخب البرازيلي حيث شارك في 6 مباريات من تصفيات المونديال ولا أحد ينسى له تصدياته المذهلة أمام الإكوادور والتي ساهمت في عودة السامبا بنقطة الى البرازيل.
نوير.. الطفل الألماني
نوير تمكن من الوصول للمركز الأساسي في المنتخب الألماني بعد منافسة شرسة مع زملائه، وأبرز ما يميزه هو وجهه الطفولي البريء والذي جعل فيليبس ماجاث مدرب شالكة يطلق عليه «الوجه الأكثر شعبية في شالكة».
نوير صاحب الـ 24 عاما هو مثال للحارس المتميز الموهوب صاحب القدرات الكبيرة والمبشرة للغاية، ولهذا لم يكن غريبا وضعه ضمن الأهداف الأبرز لدى ناديي بايرن ميونيخ ومان يونايتد في سوق الانتقالات الصيفي الحالي، فهو حارس يمتاز بالطول والرشاقة والقدرات الكبيرة بجانب نضوجه اللافت خلال المواسم الأخيرة بعدما واظب على التواجد باستمرار أمام مرمى شالكه وكذلك المنتخبات الألمانية الشابة.
الموسم الأخير كان ناجحا للغاية لنوير حيث شارك في 35 مباراة مع شالكه وظهر خلالها بمستوى طيب مما جعله يقتحم تشكيلة المدرب «خواكيم لوف» لمونديال 2010 وإن كانت النقطة السلبية الوحيدة في ذلك هي قلة خبرته خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع المواقف الصعبة والتي تحسم مشوار الفرق في البطولات الكبيرة.
هاورد.. السلاح الأميركي
حارس مرمى إيفرتون الإنجليزي الذي كاد أن يكون خارج المونديال لولا أنه اختار اللعب لمنتخب أميركا بدلا من منتخب المجر عام 2002، وقد كان يحق له اللعب للمنتخب الأوروبي بما أن والدته مجرية. هاورد صاحب الـ 31 عاما بدأ حياته الرياضية مع كرة السلة وهو أحد أكبر عشاقها لكنه سرعان ما تحول لكرة القدم وتألق في مركز حراسة المرمى في الدوري الأميركي مما وصل به الى مان يونايتد لكنها لم تكن بالتجربة الناجحة وغادر فورا لإيفرتون عام 2006 وهنا انفجرت مواهبه وحافظ على مستوى مميز ثابت طوال مسيرته مما جعله أحد أفضل حراس الدوري الإنجليزي، يمتلك مقومات بدنية رائعة حيث يبلغ طوله 1.91 سم ووزنه 95 كيلوغراما ويمتاز بالتعامل الممتاز مع الكرات الهوائية والتسديدات البعيدة وقد لعب دورا مهما في المشوار الممتاز للمنتخب الأميركي خلال التصفيات.
الموسم الأخير شهد تألقا لافتا للحارس الأميركي الذي يدربه المصري زكي عبدالفتاح في أميركا، حيث شارك في جميع مباريات فريقه في الدوري الإنجليزي وساهم بنتائجه الإيجابية ومنافسته حتى الرمق الأخير على مقعد الدوري الأوروبي، وقد شارك أيضا في 7 مباريات من تلك البطولة مع إيفرتون و4 مباريات محلية أخرى مما يجعله الخيار الأول للمدرب برادلي. وهناك أسماء جديرة بالذكر مثل حارس سلوفاكيا وجان موشا حامي العرين الدنماركي سورينسن والاكتشاف الفرنسي هوغو لوريس والفهد المكسيكي أوتشوا والنسر الأوروغواياني موسليرا والأسد الكاميروني ادريس كاميني والياباني سيجو نارازاكي والاسترالي مارك تشفارزير والاسباني الاحتياط بيبي رينا حارس لـيــفـربــول الانجليزي.