أعرب مدرب انجلترا، الايطالي فابيو كابيللو عن أمله في «مشاهدة المنتخب الانجليزي الذي يعرفه، ويتألق في الحصص التدريبية الإعدادية لمبارياتنا في كأس العالم».
وكان المنتخب الانجليزي قد سقط في فخ التعادل السلبي مع نظيره الجزائري على ملعب «غرين بوينت» في كيب تاون في ختام الجولة الثانية من المجموعة الثالثة. وكانت سلوفينيا قد تعادلت مع الولايات المتحدة 2-2 في المجموعة ذاتها.
وقال كابيللو في المؤتمر الصحافي «لم نلعب مباراة جيدة أهدرنا كرات عدة وقمنا بتمريرات خاطئة كثيرة وعند الاقتراب من المرمى كانت لدينا الامكانية للتسديد ولكن اللاعبين فضلوا التمرير وضاعت علينا فرصا بالجملة»، مضيفا «اعتقد ان اللاعبين لم يتخلصوا حتى الآن من ضغط كأس العالم، انهم يلعبون جيدا في التدريبات ويكونون في قمة مستواهم، لكن يحدث العكس في المباريات، ليس هذا هو المنتخب الذي اعرفه».
وتابع أتمنى ان أرى فريقي الذي اعرفه، عانينا من هذه الامور في بداية مشواري مع المنتخب واعتقدت أننا نسينا هذه المرحلة لكننا نعاني منها في الوقت الحالي عندما نرى الاخطاء السهلة التي يرتكبها لاعبون من الطراز الرفيع.
لم تكن هناك روح الفريق، كما لا يجب ان ننسى ان الجزائر عززت الدفاع والوسط، ولم يكن من السهل اختراقها لكننا على الرغم من ذلك نجحنا في خلق العديد من الفرص التي فشلنا في ترجمتها الى اهداف».
وأردف «الجزائر لعبت جيدا واستحوذت على الكرة ودافعت جيدا لكن لم يكن لها فرص كثيرة، وقد سنحت امامنا فرص لم نترجمها واعتقد انها نتيجة جيدة للجزائر».
ورفض كابيللو الحديث عن تحمل مهاجم مان يونايتد واين روني لجزء من المسؤولية في هذه النتائج المخيبة بالنظر الى ابتعاده عن مستواه، وقال «لا احب الحديث عن اداء لاعب واحد في الفريق، بل يجب ان نرى الاداء الجماعي وجميع اعضاء الفريق، روني واحد من اللاعبين الذين لم يقدموا ما هو منتظر منه في الملعب. اعتقد ان روني لم يلعب حتى الآن بمستواه الذي نعرفه، ولكن ليست هذه هي المشكلة، فنحن بحاجة الى نتيجة ايجابية تحرر اللاعبين من الضغط النفسي».
وقال «لدينا فرصة التقدم والتأهل الى الدور الثاني وقلت ذلك للاعبين في غرف الملابس بعد المباراة، يجب التركيز على المباراة المقبلة وتعادل سلوفينيا والولايات المتحدة 2-2 خدمنا كثيرا. اعتقد انه اذا حققنا نتيجة جيدة امام سلوفينيا فإن ذلك سيحرر اللاعبين وسنلعب بالطريقة التي اعرفها عن المنتخب الانجليزي».
وأوضح كابيللو انه من السابق لأوانه الحديث عن استقالته من منصبه في حال الخروج من الدور الاول او حتى الثاني، وقال «يجب ان ننتظر، لا اعرف لماذا يفكر الناس في هذه الامور، لدي عقد مع الاتحاد الانجليزي واعتقد اننا لم نكن سيئين للغاية لتطرح مثل هذه الدعايات. فريقي لايزال يختزن الشيء الكثير وسنرى في المباراة المقبلة».
في المقابل، قال المدافع اشلي كول الذي اختير افضل لاعب في المباراة: «يجب ان نركز الآن على المباراة المقبلة وان نستعد جيدا لمواجهة سلوفينيا من اجل الفوز»، مضيفا «نثق في امكانياتنا ونعرف انه بإمكاننا تحقيق الفوز».
سعدان: أوقفنا منتخبا كبيرا
من جهته، أعرب المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان عن سعادته الكبيرة بالتعادل الثمين.
وقال سعدان «قدمنا مباراة رائعة وأوقفنا منتخبا كبيرا اسمه انجلترا بنجومه العالميين»، مضيفا «كنت متخوفا من عدم دخول اللاعبين في اجواء المباراة مبكرا لكنهم كانوا في الموعد ووقفوا ندا امام المرشحين للتتويج بالمونديال».
وتابع «قلت قبل المباراة انني أتمنى ان نقدم مباراة جيدة، واعتقد انها كانت بالفعل كذلك ومن المنتخبين. للاسف لم تكن هناك أهداف، لكن كانت هناك بعض الفرص من الطرفين، كان بإمكان الفريقين الفوز لكن ذلك لم يحصل».
وأردف قائلا: «المهم في هذه المباراة هو اننا نجحنا في استعادة الثقة والتوازن بعد الخسارة امام سلوفينيا على الرغم من اننا قدمنا مباراة لا تقل جودة امام الاخيرة وللأسف خسرنا في الدقائق الاخيرة. عودتنا كانت مشرفة وامام منتخب كبير مثل انجلترا».
وأوضح سعدان ان سبب النتيجة الجيدة هو «استعادة التشكيلة الاساسية، لم يلعب العديد من اللاعبين الاساسيين في المباريات الاعدادية بسبب الاصابة، والآن استعادوا عافيتهم ومكانتهم داخل التشكيلة وبالتالي قدموا اداء رائعا. قلت في السابق اننا في تحسن وسنقدم عرضا افضل كذلك امام الولايات المتحدة لان حظوظنا لاتزال قائمة في التأهل الى الدور الثاني».
وأضاف «مباراتنا المقبلة لن تكون سهلة لكن المعنويات العالية بعد التعادل قد تساعدنا على تحقيق الفوز. أتمنى ذلك فعلا لان مشكلة فريقنا هي الاستقرار في النتائج، اذا حافظنا على مسيرتنا التصاعدية في النتائج فاننا سنحقق ما نطمح اليه».
وأضاف «سر نجاح منتخبات مثل ألمانيا وانجلترا والبرازيل هو الاستقرار في النتائج، وهذا ما أحاول تلقينه للاعبين واعتقد انهم استوعبوا الدرس».
ورفض سعدان مقولة انه كسب التحدي امام كابيللو، وقال «لا اعتقد ذلك لان الامر لا يتوقف علينا بل على مدى توفيق اللاعبين في تنفيذ التعليمات. كابيللو مدرب كبير وأنا من المعجبين بالعمل الذي يقوم به في المنتخب الانجليزي الذي لم يكن في يومه في مواجهتنا».
والتعادل هو الثاني للمنتخبات العربية مع المنتخب الإنجليزي في بطولات كأس العالم، حيث تعادل سابقا مع المنتخب المغربي، بينما حقق الفوز على منتخبات الكويت ومصر وتونس.
كما أنها المباراة الأولى التي يحافظ فيها المنتخب الجزائري على نظافة شباكه في 8 مباريات خاضها في كأس العالم، وكان منها 3 في مونديال 1982 في أسبانيا، ومثلها في 1986 بالمكسيك، بالإضافة لمباراته الأولى أمام سلوفينيا في البطولة الحالية.
الصحف الإنجليزية: لا روح ولا أمل
وجهت الصحف الانجليزية الصادرة أمس، نقدا لاذعا للأداء الباهت الذي قدمه منتخب بلادها بتعادله مع الجزائر.
كما تفرغت الصحف الى انتقاد المهاجم واين روني الذي كان خيالا للهداف الذي أرعب المدافعين في الموسمين الماضيين في انجلترا وأوروبا، خصوصا ان مهاجم مان يونايتد عبر عن سخطه لصفير الاستهجان الجماهير الانجليزية وعدم دعمها لمنتخب الأسود الثلاثة.
وانتقدت «دايلي ميرور» تصرف روني البذيء، وكتبت «غارديان»: «لا شرارة، لا روح، لا أمل».
أما «ذي صن» الواسعة الانتشار فكتبت: «لا مكان للأعذار، كانت الأمور سيئة للغاية».
وأضافت الصحيفة: «اكتئاب، تفكك، أوقات عصيبة، ملل. شكرا انجلترا. لا عجب من صيحات الاستهجان من قبل جماهيرك في الليلة الماضية».
وعنونت «ذي تايمز»: «انجلترا البائسة في نقطة اللاعودة».
وأضافت الصحيفة: «من المؤكد ان واين روني سيواجه الضغوطات. روني يواجه اسئلة جدية».
وتابعت: «أحيانا عندما يلعب لامبارد وجيرارد وباقي الفريق يبدو كأنه حلم لانجلترا، لكن في أوقات أخرى... يبدو كأنه كابوس».
واعتبرت «دايلي تيليغراف» انه على كابيللو اعادة هيكلة فريقه، كي يستعيد لامبارد وروني «الكئيب» مستواهما، قبل المباراة الأخيرة في المجموعة أمام سلوفينيا. وكتبت «دايلي ميرور» عن لاعبي فريقها الذي واجه الجزائر في مدينة كايب تاون: «مهرجو كايب»، وأضافت: «عهد كابيللو الواعد اقترب من نهاية ممتلئة بالخزي والعار».
مشجع غاضب يدخل غرفة ملابس انجلترا
دخل مشجع غاضب من تعادل منتخب انجلترا ونظيره الجزائري، غرفة ملابس منتخب انجلترا بعد انتهاء لقاء الفريقين، حسبما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي».
وحسب المصدر ذاته، تواجه المشجع الغاضب مع القائد السابق للمنتخب دايفيد بيكام المتواجد مع بعثة الفريق اثر الاصابة التي أجبرته الابتعاد عن النهائيات، قبل اخراجه من قبل العناصر الأمنية.
يذكر ان الاميرين وليام وهاري اللذين يقومان بجولة في جنوب أفريقيا حضرا اللقاء وتواجدا في غرفة الملابس بعد نهايته، لكنهما غادرا الموقع قبل دخول المشجع الغاضب.
وقدم الاتحاد الانجليزي احتجاجا رسميا على هذا الحادث لدى اللجنة المنظمة لكأس العالم.
ضجيج «فوفوزيلا» يتفوق على الإنجليز
في الوقت الذي كان المنتخبان الإنجليزي والجزائري يتصارعان على أرض الملعب، كانت هناك معركة أخرى لا تقل ضراوة في مدرجات ستاد «غرين بوينت».
فقد أخذت الجماهير الإنجليزية، المعروفة بكراهيتها الشديدة لآلة «فوفوزيلا»، على عاتقها القضاء على ضجيج آلات النفخ البلاستيكية في الملعب، ولكنها حتى لم تقترب من الفوز بهذه المعركة.
وقال مشجع إنجليزي، يدعى تيري ميدوز، بين شوطي المباراة، إن «الأجواء بشعة.. بسبب الضجيج المستمر، لو كانوا ينفخون في هذه الآلات عندما يحدث شيء ما (وليس طوال الوقت) لكان الوضع أفضل بكثير».
وقبل انطلاق المباراة استمتعت الجماهير الإنجليزية بوقتها بشكل أفضل بكثير في شوارع وحانات كيب تاون.
وكان يمكن سماع أغاني جماهير إنجلترا التشجيعية، التي كانت تتخللها كلمات مبهجة، من مسافة عدة أمتار. ولكن داخل الستاد، كان يبدو أن صوت «فوفوزيلا» واحدة كفيلا بالتغطية على صوت 10 أشخاص، مما يعني أن الأطفال الصغار الكثيرين الذين كانوا ينفخون بسعادة بالغة في آلاتهم البلاستيكية كان بوسعهم التفوق بسهولة على أصوات تشجيع مجموعات كاملة من المشجعين الإنجليز بصرف النظر عن حجم أو قوة أو حماس أي من هؤلاء المشجعين.
جيرارد: ليست هناك أعذار
قال قائد المنتخب الانجليزي ستيفن جيرارد بعد المباراة «ليست هناك أعذار.. لم يكن هذا مستوانا المعهود»، فيما قال زميله غاريث باري إن المنتخب لم يقدم العرض المنتظر منه ولكن الفرصة مازالت في أيدينا، وأضاف «سنواجه سلوفينيا.. إنه منتخب جيد للغاية، ولذلك يجب أن نصحح أوضاعنا قبل هذه المواجهة».
يحيى: كان بإمكاننا الفوز
قال نجم بوخوم الألماني والمنتخب الجزائري عنتر يحيى «لست مقتنعا بنقطة التعادل، كان بامكاننا الفوز.. قدمنا مباراة جيدة وسنحت لنا فرصتان للتسجيل، كان أمرا سيئا للغاية ألا نفوز في اللقاء، ولكن الحصول على نقطة أمام مثل هذا الفريق القوي كان أمرا جيدا أيضا».
كاراغر يغيب أمام سلوفينيا
حصل المدافع الانجليزي جيمي كاراغر على البطاقة الصفراء الثانية له امام الجزائر، ليغيب عن المباراة أمام سلوفينيا في الجولة الثالثة والأخيرة.
وبذلك أصبح الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، لا يمتلك سوى خيارات محدودة في مركز قلب الدفاع.
وكان القائد ريو فرديناند قد استبعد من قائمة المنتخب الإنجليزي قبل انطلاق البطولة للاصابة، وبعدها خرج ليدلي كينغ مصابا خلال المباراة التي تعادل فيها المنتخب الإنجليزي مع نظيره الأميركي 1 ـ 1.
وحل كاراغر مكان كينغ في الشوط الثاني من المباراة أمام أميركا.
ويرجح أن يشارك ماتيو آبسون مكان كاراغر، في مباراة يوم الأربعاء المقبل والتي سيسعى فيها المنتخب الإنجليزي إلى تحقيق فوزه الأول.
باري: نستحق صيحات الاستهجان
اعترف لاعب وسط انجلترا غاريث باري بان المنتخب يستحق صيحات الاستهجان التي اطلقها تجاهه انصار «الاسود الثلاثة» اثر العرض المخيب الذي قدموه في المباراة ضد الجزائر.
وكان آلاف من انصار المنتخب الانجليزي اطلقوا وابلا من صرخات الاستهجان باتجاه اللاعبين لدى خروجهم من الملعب.
وقال باري الذي خاض اول مباراة له بعد تعافيه من اصابة بتمزق في اربطة الركبة «هذا امر متوقع، لقد اتوا من مسافة بعيدة لمشاهدتنا، وكانوا يستحقون عرضا افضل مما قدمناه.
كانوا يريدون ان يرونا نهاجم اكثر ونسجل اهدافا ونفوز في المباريات، ولم يحصل هذا الامر».
واضاف باري «كنا ما دون المستوى، وعندما نلعب بهذه الطريقة تكون النتائج مخيبة».
وكشف «اعتقد ان الجميع يدرك ان ظننا خاب، لاننا كنا نريد الفوز بهذه المباراة وحصد ثلاث نقاط، لكن الامر الايجابي ان الامور لاتزال بايدينا».
واوضح «يجب علينا ان نرتقي بمستوانا اذا اردنا ان نتغلب على سلوفينيا، وسنعمل جاهدين في الايام المقبلة من اجل تحقيق هذا الامر، سنراجع عرضنا ضد الجزائر لكي نصحح الاخطاء التي ارتكبناها». وختم باري «الامر المؤسف اننا لم نخلق فرصا حقيقية طوال المباراة، ولم نهاجم كما يجب وافتقدنا الى الثقة بانفسنا».