اعترف قائد منتخب الكاميرون صامويل ايتو بان الخروج من الدور الأول، كان «أكبر خيبة أمل» في مسيرته.وقال ايتو بعد خسارة فريقه أمام الدنمارك 2-1 على ملعب «لوفتوس فيرسفيلد» في بريتوريا ضمن الجولة الثانية من المجموعة الخامسة: «انها أكبر خيبة أمل في مسيرتي، خططت طوال الموسم لأقدم مستوى جيدا في هذه النهائيات والذهاب إلى أبعد حد ممكن».
وبذلك ضمن المنتخب الهولندي تأهله الى الدور الثاني للمرة السابعة من أصل 9 مشاركات، وسجل نيكلاس بندتنر (33) ودينيس روميدال (61) هدفي الدنمارك، وصامويل ايتو (10) هدف الكاميرون.
واضاف نجم «الأسود غير المروضة» الذي أصبح أول منتخب يخرج رسميا من النهائيات الحالية:
«ستنتهي المغامرة بعد 5 أيام مع الكثير من الأسف، لكنني قدمت كل ما في وسعي، كل الطاقة الموجودة في قدمي وقلبي».
وكانت الكاميرون قد خسرت ايضا مباراتها الاولى امام اليابان (0-1).
وتابع ايتو بحسرة: «اعتقدنا اننا سنقول كلمتنا في هذا المونديال، لكننا افتقدنا للنجاح، لقد خلقنا الكثير من الفرص، وكنا قادرين على كسب المباراة منذ الشوط الأول».
وأضاف إيتو المتوج بثلاثية تاريخية مع انتر ميلان الايطالي في الموسم المنصرم: «يجب ان نحافظ على كرامة الشعب الكاميروني عندما ننهي المسابقة رغم صعوبة الموقف»، علما ان المباراة الأخيرة للأسود ستجمعهم مع هولندا يوم الخميس المقبل في كيب تاون.
ورفض ايتو الذي كان يسعى الى تكرار انجاز 1990 عندما تأهلت الكاميرون الى ربع النهائي، القاء تهمة الخروج على أحد: «الأخطاء تحصل حتى عندما تفوز، حصلت أخطاء في المباراة الأولى وفي الثانية أيضا».
ولم يذكر نجم برشلونة الأسباني سابقا، اسم المدرب الفرنسي بول لوغوين الذي انتقد كثيرا بعد خسارة اليابان، وتردد انه عانى خلافات كثيرة مع بعض اللاعبين.
وأعرب ايتو عن أمله ان يتمكن مسؤولو الاتحاد الكاميروني من «استخلاص العبر ومعرفة من كان جيدا لاعادة بناء المنتخب في المستقبل»: «المشكلة عندنا اننا نتحدث غالبا عن اعادة البناء، لكننا لا نعرف ما يجب القيام به. يوجد فريق جيد، شبان جيدون، والآن يجب العثور على خارطة طريق صحيحة».
من جهته، وصف لوغوين الخروج أيضا بانه «خيبة أمل كبرى» لكنه لم يخف انه «استمتع»
خلال فترة قيادته المنتخب الكاميروني رغم صعوبة مهمته. واعتبر ان فريقه افتقر الى الفعالية أمام المرمى: «سنحت لنا فرص واضحة لكننا افتقدنا الى النجاح وأصبنا القائم».
وأضاف لوغوين انه لا ينوي أبدا الاستقالة من منصبه: «لست نادما على أي شيء، فعلت ما بوسعي خلال الفترة التي أمضيتها مع المنتخب. أنا حزين للشعب الكاميروني. وفي الوقت ذاته أتحمل مسؤوليتي».
اولسن لتطوير الأداء
من جانبه، أكد المدير الفني للمنتخب الدنماركي مارتن اولسن أن فريقه يتوجب عليه تطوير أدائه، وإلا فإنه لن يعبر إلى الدور الثاني. وأعرب عن سعادته بأداء فريقه برغم تحويل تأخره بهدف أمام الكاميرون إلى الفوز.
وقال «لقد ارتكبنا حتى الآن العديد من الأخطاء البدائية..لا يمكنني أن أسمح للاعبين بذلك، يجب أن نصحح ذلك، وبالتالي لم أكن سعيدا، بعض اللاعبين لم يظهروا بشكل جيد ولكنهم كافحوا».
وأشاد اولسن بالمعركة البطولية في الدفاع والمجهود البدنى المضني من جانب فريقه. وقال «لقد أظهرنا الروح، لقد قلنا اننا نرغب في الفوز وهذا ما أظهرناه».
وتابع اولسن «هناك أشياء ارتكبناها لا نريد أن نفعلها مجددا بالطبع، وسنتحدث إلى اللاعبين في الأيام المقبلة، كرة القدم لعبة الأخطاء، لقد استفادوا وسجلوا هدفا وكان بإمكانهم تسجيل المزيد من الأهداف».
من جهته، قال المدافع دانييل اغر الفائز بجائزة رجل المباراة ان المدرب ليس عليه أن يقول للاعبين انهم لم يلعبوا بشكل جيد، «فإننا نعرف ذلك بالفعل». واضاف «كنا نعرف أنها مباراة سيئة من جانبنا، خاصة في الشوط الأول، لم نلعب كفريق، لم نلعب بمثل الطريقة التي كان ينبغي أن نلعب بها من أجل التقدم في البطولة».
وتتصدر هولندا المجموعة امام اليابان والدنمارك (3 نقاط لكل منهما)، فيما تقبع الكاميرون في المركز الرابع الأخير دون نقاط.
وتقام الجولة الأخيرة في 24 الجاري، حيث تلعب هولندا مع الكاميرون، والدنمارك مع اليابان في مباراة ستحدد هوية المتأهل الثاني عن المجموعة. ودخل المنتخبان الكاميروني والدنماركي الى مواجهتهما، وهما يدركان ان الخطأ ممنوع على الطرفين، ما عزز من امكانية ان تكون المواجهة نارية، وقد ارتقت المباراة الى مستوى التوقعات بشكل كبير لان المنتخبين قدما أداء هجوميا مثيرا وحصلا على الكثير من الفرص، خصوصا للكاميرون في الدقائق الاخيرة من اللقاء عندما حاولت ان تدرك التعادل والمحافظة على آمالها الا انها تلقت للمرة الاولى 3 هزائم على التوالي في النهائيات، لأنها كانت خسرت مباراتها الاخيرة في نسخة 2002 أمام المانيا (غابت عن مونديال 2006)، لتودع العرس الكروي الاول على الأراضي الافريقية من الباب الصغير.
وفي المقابل عزز الدنماركيون حظوظهم بعد ان لعب الحظ دوره في الخسارة التي مني بها «داينامايتس» أمام هولندا (0-2) في الجولة الأولى لان الهدف الاول جاء عن طريق «النار الصديقة» عندما حاول سايمون بولسن ان يشتت الكرة برأسه فارتدت من ظهر زميله دانيال اغر ودخلت الشباك، ثم تكرر السيناريو لأن الدفاع ارتكب خطأ فادحا وأهدى الكرة للمنتخب الافريقي الذي افتتح التسجيل منذ الدقيقة 10 عبر هداف انتر ميلان الايطالي ايتو، الا ان مهاجم ارسنال الانجليزي بندتنر أدرك التعادل لأبطال أوروبا 1992 في الدقيقة 33، ثم نجح روميدال الذي كان أفضل لاعبي اللقاء في تسجيل هدف التقدم والفوز في الدقيقة 61.
وكانت المواجهة الأولى بين المنتخبين على صعيد المسابقات الرسمية، لكنهما تواجها سابقا وديا في مناسبتين، ففازت الكاميرون في الاولى 2-1 في كوبنهاغن عام 1998، قبل ان تخسر الثانية وبالنتيجة ذاتها وفي العاصمة الدنماركية أيضا عام 2002.
حزن في ياوندي بعد خروج «الأسود»
اجتاحت حالة من الحزن العاصمة الكاميرونية ياوندي، حيث فشلت الأسود غير المروضة في إثبات أحقيتها بهذا اللقب، وأصبحت أول منتخب يودع كأس العالم.
وعادت الجموع إلى مساكنها قادمة من الحانات وساحات المشجعين التي انتشرت بها الشاشات العملاقة، في حالة من الصمت، بعد مشاهدة فريقهم يخسر أمام الدنمارك.
وبدأت المباراة بالكثير من الأمل بين المشجعين، بعد أن اعاد المدرب بول لوغوين، ألكسندر سونغ إلى التشكيلة مخلفا اعتقادا بين الجماهير أن لاعب خط وسط ارسنال الإنجليزي سيقود الفريق نحو الفوز. وقال أحد المشجعين المتفائلين «سنرى ما سيفعله سونغ، سيوقف جميع الهجمات الدنماركية، وسيمدنا بالكرات التي نحتاجها». وخرج المشجعون إلى الشوارع للاحتفال عندما سجل صامويل إيتو هدف السبق ، متوقعين فوزا عريضا بعد أن عرف مهاجمهم طريق الشباك. ولكن بدلا من الركض فرحا، انهمرت الدموع عندما سجل المنتخب الدنماركي هدف التعادل بعد مرور نصف الساعة الأولى، لتدب حالة من الصمت بين المشجعين، وتقتصر الاصوات على ضجيج آلة «فوفوزيلا» المنبعثة من الشاشات العملاقة.
وعندما تقدمت الدنمارك 2 ـ 1 وفشل المنتخب الكاميروني في استغلال الفرص التي سنحت له بدأت الجماهير في شتم اللاعبين.