يطمح المنتخب الأرجنتيني الى حسم تأهله الى الدور الثاني بعلامة كاملة عندما يواجه اليونان اليوم على ملعب «بيتر موكويبا ستاديوم» في بولوكواني ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية، لكن ابطال اوروبا 2004 لن يلقوا السلاح بسهولة بل سيقاتلون بشراسة لحجز بطاقتهم الى الدور الثاني على امل ان تصب نتيجة مواجهة كوريا الجنوبية ونيجيريا في مصلحتهم. يمكن القول ان المنتخب الأرجنتيني بقيادة الاسطورة دييغو مارادونا كان أفضل المنتخبات على الإطلاق في الجولتين الأوليين من نهائيات النسخة التاسعة عشرة، حيث فاز على نيجيريا 1-0 في مباراة سيطر عليها بشكل كامل وحصل فيها على الكثير من الفرص، ثم تخطى عقبة كوريا الجنوبية 4-1 بفضل ثلاثية من مهاجم ريال مدريد الاسباني غونزالو هيغواين. وسيكون «لا البيسيليستي»، الباحث عن لقبه الثالث بعد عامي 1978 و1986، بحاجة الى نقطة من اجل ضمان تأهله الى الدور الثاني كمتصدر للمجموعة بغض النظر عن نتيجة كوريا الجنوبية ونيجيريا، كما انه ضمن تأهله «منطقيا» بفضل فارق الأهداف عن منافسيه الثلاثة (زائد 4) الذين يتصارعون على البطاقة الثانية.
يتصدر رجال مارادونا المجموعة برصيد 6 نقاط، فيما تحتل كوريا الجنوبية المركز الثاني امام اليونان ولكل منهما ثلاث نقاط ونفس فارق الاهداف (ناقص 1)، لكن المنتخب الآسيوي يملك أفضلية انه سجل ثلاثة اهداف فيما سجل نظيره الاوروبي هدفين.
وتقبع نيجيريا في المركز الأخير دون نقاط لكنها لاتزال تملك فرصة واقعية جدا للتأهل، لانها بحاجة للفوز على كوريا الجنوبية بفارق هدف واحد فقط، شرط فوز الأرجنتين على اليونان باي نسبة من الأهداف، وهو امر وارد جدا ما سيرفع حدة الإثارة الى أقصاها في هذه الجولة الحاسمة.
وفي المعسكر الآخر، تسعى اليونان الى إعادة مارادونا ولاعبيه الى ارض الواقع وان تضيف فوزا اخر الى ذلك الفوز التاريخي الذي حققته في الجولة السابقة على نيجيريا لانه كان الاول لها في النهائيات بعد ان خسرت المباريات الثلاث التي خاضتها في مشاركتها الاولى عام 1994 دون ان تسجل اي هدف في مجموعة ضمتها ايضا الى الارجنتين ونيجيريا ايضا، ثم خسرت في الجولة الأولى من النسخة الحالية أمام كوريا الجنوبية (0-2).
لكن ريهاغل الذي كان مهندس الانتصار الأوروبي المفاجئ عام 2004 بدا متشائما من قدرة اليونانيين على إسقاط مارادونا ومنتخبه، وقال بهذا الصدد «الأرجنتين فريق من الطراز الرفيع جدا ويتفوق علينا بفارق شاسع. سيكون أفضل منا بشكل واضح وعلينا ان نرى كيف سنتعامل معه. جميعنا نعلم ان المنتخب الأرجنتيني يملك إمكانيات مذهلة لكننا سعداء لحصولنا على فرصة المنافسة على التأهل».
وسيكون التعادل كافيا لليونان من اجل التأهل الى الدور الثاني للمرة الأولى في تاريخها، شرط فوز نيجيريا على كوريا الجنوبية في دوربن، والا سيكون على ابطال أوروبا الفوز على الأرجنتين وانتظار حسابات فارق الأهداف مع الأخيرة وكوريا الجنوبية، مع أفضلية كبيرة لمارادونا ورجاله.
الحسابات تؤرق كوريا الجنوبية ونيجيريا
في المباراة الثانية، يدخل المنتخب الكوري الجنوبي الى «دوربن ستاديوم» وهو يدرك تماما ان الفوز على نظيره النيجيري سيكون مفتاح تأهله الى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه من أصل ثماني مشاركات، بعد ذلك الذي حققه عام 2002 على أرضه عندما فاجأه الجميع ووصل الى الدور نصف النهائي.
لكن المنتخب الأفريقي الذي تأثر للعبه بعشرة لاعبين امام اليونان بعد طرد ساني كايتا، لن يكون لقمة سائغة على الإطلاق خصوصا انه يملك بدوره فرصة للتأهل رغم وقوف التاريخ ضده اذ لم تشهد النهائيات تأهل اي فريق الى الدور التالي بعد خسارته مباراتين في دور المجموعات.
وكان قلب الدفاع والقائد جوزف يوبو اكثر المنتقدين للاعبي منتخب بلاده بعد الخسارة أمام اليونان، واصفا البطاقة الحمراء التي تلقاها زميله كايتا بانها تظهر عدم احترافية الأخير، وأضاف لاعب ايفرتون الانجليزي «اظهرنا اننا لا نملك فريقا متكاملا. بعض اللاعبين لا يملكون الخبرة، وقد أظهرنا ذلك أمام اليونان. كانت المباراة تحت سيطرتنا ولا يمكننا ان نقدم الاعذار».
لكن المدرب السويدي للمنتخب النيجيري لارس لاغرباك اكد انه فخور بجهود فريقه ويشدد على ان لاعبيه قادرون على هزيمة الكوريين وحجز مقعدهم في الدور الثاني للمرة الثالثة بعد 1994 و1998.
واعتبر لاغرباك ان طرد كايتا في منتصف الشوط الاول من المباراة ضد اليونان كان نقطة التحول التي جعلت الاخيرة تخرج فائزة 2-1، واضاف السويدي الذي استلم تدريب «النسور الممتازة» قبل فترة وجيزة «انه امر مؤسف حقا خصوصا اننا كنا نتقدم بهدف ونسيطر على المباراة اذ ان المنتخب اليوناني لم يفرض اي ضغوطات علينا، لكن في النهاية نجح الفريق المنافس في الخروج فائزا 2-1 ويتعين علي ان اهنئه. خسارة مباراتين من اصل ثلاث مباريات يعتبر كارثيا بالطبع، لكننا نريد ان نستغل الفرصة الاخيرة السانحة لنا».
من جهته، وعد مدرب كوريا الجنوبية ونجمها السابق هو جونغ مو بان يخوض فريقه مباراة هجومية امام نيجيريا، مضيفا «لاعبو فريقي لا يشعرون بالخيبة او الاحباط جراء الخسارة امام الارجنتين. لعبنا جيدا لكننا افتقدنا بعض الامور في ادائنا كما اننا لم نخلق الفرص»، مضيفا «اعتقد بأننا حاربنا جيدا امام منتخب يضم عددا من النجوم وقد تعلمنا الكثير من هذه المباراة».
وتابع «مباراتنا ضد نيجيريا ستكون مهمة جدا وستحدد ما اذا كنا سنتأهل الى الدور الثاني ام لا. لن ندخل الى هذه المباراة بهدف التعادل. ستكون مباراة صعبة لكننا سنلعب من اجل الفوز. كما رأينا في وضع سانيا كايتا الذي طرد من الملعب، علينا ان نضع النيجيريين تحت الضغط لانهم يفقدون اعصابهم. لا يمكننا ان نسمح لهم اللعب بحرية في ارضية الملعب».
مكافآت مالية بانتظار النيجيريين
تلقى لاعبو المنتخب النيجيري لكرة القدم وعدا بحصول كل منهم على 30 ألف دولار في حالة تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية والتأهل إلى الدور الثاني، حسب ما ذكره مسؤولو المنتخب.
ورغم هزيمة المنتخب النيجيري في الجولتين الأولى والثانية من مباريات المجموعة الثانية، لايزال يمتلك فرصة في التأهل، وذلك في حالة تحقيق فوز مقنع على نظيره الكوري الجنوبي وفوز المنتخب الأرجنتيني على نظيره اليوناني في المباراة الأخرى بالمجموعة.
وكان اللاعبون قد تلقوا وعدا بحصول كل منهم على عشرة آلاف دولار عن كل فوز في الدور الأول من كأس العالم. لكن لم يحصل أي لاعب على مكافأة حتى الآن، حيث لم يحقق الفريق أي انتصارات في الدور الأول حتى الآن ولايزال الفريق من دون رصيد من النقاط في المركز الرابع والأخير بالمجموعة.
ومع ذلك، عرض المسؤولون حافزا إضافيا على اللاعبين في حالة تحقيق الفوز على كوريا الجنوبية، ووافق الاتحاد النيجيري للعبة على توزيع المكافآت تبعا للتأهل من دور إلى الدور التالي وليس على أساس الفوز في كل مباراة.
وقال مسؤول بارز في الاتحاد طلب عدم الكشف عن اسمه «سيحصل كل لاعب الآن على 30 ألف دولار في حالة الفوز على كوريا الجنوبية والتأهل إلى الدور الثاني وهو شيء اتفق عليه الاتحاد مع اللاعبين.
مارادونا: إراحة ميسي ستكون خطيئة
اعتبر مدرب منتخب الارجنتين دييغو مارادونا ان اراحة نجم برشلونة ليونيل ميسي في مباراة فريقه الاخيرة ضد اليونان اليوم ستكون خطيئة، كاشفا أنه سيجري سبعة تعديلات على صفوف فريقه.
ويبدو منتخب التانغو واثقا من بلوغ الدور الثاني، وبالتالي سيمنح مارادونا الفرصة للاعبيه الاحتياطيين لكي يبرزوا موهبتم، لكنه اكد ان ميسي سيلعب لان وضعه على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين سيكون خطيئة.
وقال مارادونا «كنا نود ان نمنح ميسي راحة، لكنه سيلعب. انه اعظم لاعب في العالم، وستكون خطيئة اذا وضعناه على مقاعد اللاعبين الاحتياطيين تجاه الفريق وانصار اللعبة».
وعلى الارجح سيمنح ميسي شارة القائد لان مارادونا لن يشرك قائده الاصلي خافيير ماسكيرانو لنيله بطاقة صفراء في مباراة سابقة ولا يريد ان يخسر جهوده في الدور الثاني.
واعرب مارادونا عن امله في رؤية ميسي يسجل اول اهدافه في كأس العالم الحالية وقال «بالطبع آمل ان يسجل، لكن ميسي مهم جدا للفريق حتى لو لم يسجل».
واوضح «عندما كنت لاعبا في صفوف المنتخب، كنت جاهزا عندما كان المنتخب في حاجة الى خدماتي، لم اسجل دائما لكنني ساهمت بتمريرات حاسمة عدة، وهذا ما يقوم به ليو حاليا».
واعتبر مارادونا صاحب الهدف الشهير في مرمى إنجلترا خلال مونديال 1986 الذي أطلق عليه «يد الرب»، ان الهدف الذي سجله البرازيلي لويس فابيانو جاء «بذراع الرب».
وأجاب مارادونا على الفور عندما سئل عن هدف لويس فابيانو في مرمى ساحل العاج «لا، لقد استخدم ذراعه»، مؤكدا أنه لا يمكن مقارنة ذلك الهدف «بيد الرب».
وقال «الحقيقة أن اللعبة كانت واضحة لأنني أعتقد أنه لمس الكرة بيده مرتين، لكن المضحك والمبكي كانت ابتسامة الحكم بعدها.. أنا لم أشاهد الحكم يضحك عندما أحرزت هدفي في مرمى إنجلترا، كانت لديه شكوكه، ينظر إلى حامل الراية، ينظر إلى الجماهير. أما أنت فإذا كنت قد رأيتها، فلم لم تحتسبها؟»، موجها حديثه إلى حكم المباراة.
وقال البرازيلي لويس فابيانو وهو يضحك على مقارنة هدفه بهدف مارادونا في مونديال المكسيك «ربما كانت يد الرب المقدسة».
وألمح مارادونا إلى أن الهدف المثير للجدل جاء في «لحظة حاسمة، لأن تقدم البرازيل 2-0 عزز تقدمها ودفعها إلى إغلاق اللقاء».