عبدالعزيز جاسم
يحكى أن ملك فرنسا لويس الرابع عشر كان مشهورا بذكائه وحكمته وخدعه الكثيرة، وكان من أغرب قصصه أنه دخل في يوم على أحد السجناء في احدى قلاعه محكوم عليه بالإعدام، فقال له سأعطيك فرصة للحياة مرة أخرى لكي تنجو بحياتك، ففي هذه الزنزانة هناك مخرج واحد فإن وجدته فسأعطيك حريتك ولديك اليوم بأكمله، وان دخلت عليك الصبح ووجدتك فسأعدمك فما كان من السجين إلا أن يفرح وذهب يبحث عن المخرج، فوجد في إحدى الزوايا بابا يؤدي إلى مخرج، فكسره وأخذ يجري حتى وصل إلى طريق مسدود ثم وجد باباً آخر بزاوية أخرى وذهب من خلاله ليجد سورا كبيرا، ومن خلفه نهر فعاد وفي آخر المحاولات قال السجين سأحفر تحتي لعلي أجد مخرجا وفعلا وجد مخرجا وفيه درج كبير ونزل منه بسرعة لكنه وجده مغلقا في النهاية فظل طول الليل يندب حظه ويئس من المحاولة حتى جاءه لويس الرابع عشر في الصباح فقال له أراك موجودا ولم تخرج فقال للملك أنت هزأت بي يا مولاي لا يوجد مخرج في السجن فما كان من الملك إلا أن ضحك وقال له لقد تركت لك باب السجن مفتوحا وأنت لم تفكر في أسهل الطرق لذلك أنت تستحق الإعدام.
والحال نفسه ينطبق على المدرب «الغبي» للمنتخب الفرنسي ريمون دومينيك الذي ظل يبحث خلف لاعبين عفى عليهم الزمن مثل جبريل سيسيه وتييري هنري، وترك شبابا قادرين على السير به بعيدا في المونديال مثل نجم ريال مدريد كريم بنزيمة، وارسنال سمير نصري، ومرسيليا حاتم بن عرفة، فقط لأنهم من أصول عربية، وأخذ يتخبط مثل السجين يمينا وسارا ولا يجد مخرجا، فكان مصيره إعدام منتخب بالكامل حقق نقطة يتيمة وهدفا وحيدا، ذل به الفرنسيين وأخرجهم من المونديال بخفي حنين.
وعندما يقول الأسطورة زين الدين زيدان، ان دومينيك لا يصلح لقيادة «الديوك» فهو محق بذلك، لأنه أدرى بفكره بعد أن عانى الأمرين منه في السنوات الماضية، وبعد أن «قامت الدنيا وقعدت» وتمرد اللاعبون وملوا من دومينيك وعنجهيته تمرد أنيلكا وتلاه جميع اللاعبين ثم أبعد القائد باتريس إيفرا من التشكيلة لقيادته العصيان عليه، ولم يشفع تدخل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في إصلاح ما دمره العنصري فكانت الخسارة المذلة على يد جنوب أفريقيا منطقية جدا، والخروج كان متوقعا ورحيل دومينيك واقعا، والخاسر الأكبر هو فرنسا التي تحتاج إلى سنوات لاستعادة هيبتها مرة أخرى على مستوى أوروبا والعالم.
وربما لا يأتي هنري آخر وينقذهم ويؤهلهم بيده لكن البركة في الشباب بنزيمة وعرفة ونصري الذين يسيرون على خطى إمبراطور الديوك «زيزو» الذي قادهم الى اللقب الوحيد في كأس العالم.
ولو كان الملك لويس الرابع عشر حيا، وشاهد دومينيك لأعدمه، لأنه كلما يخرج يجد الطريق مغلقا لذكائه الشديد مثل السجين، وربما هذا الفكر وراثي، ونصيحة الى دومينيك لا تعد إلى فرنسا، فهناك ألف لويس ينتظرك ولكنهم لن يعدموك، بل سيرموك بكل ما حملت ايديهم، لأنك فعلا جلبت لهم العار!
ساركوزي يستقبل هنري اليوم
يستقبل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مهاجم المنتخب تييري هنري صباح اليوم في الاليزيه حسب ما اعلن راديو «مونتي كارلو» أمس، والذي اشار الى ان الرجلين اتفقا على التحدث لمدة ساعة تقريبا بعد الازمة التي نشبت في المنتخب الفرنسي في مونديال جنوب افريقيا، ورفضت مصادر الاليزيه تأكيد او نفي الخبر. وقال الراديو «يغادر تييري هنري جنوب افريقيا على متن رحلة خاصة، سيمضي الليل في باريس قبل ان يقابل رئيس الجمهورية في الصباح». وتابع «يتوجه المهاجم الفرنسي بعد ذلك الى كاتالونيا لتمضية اجازته، ثم من المتوقع ان ينهي اجراءات انتقاله الى فريق نيويورك رد بولز في الدوري الاميركي».
دومينيك يشعر بخيبة أمل
أكد مدرب منتخب فرنسا ريمون دومينيك انه يشعر بخيبة أمل لخروج فرنسا من الدور الأول، وقال «انها خيبة أمل كبيرة، وأنا حزين جدا»، مضيفا «دخلنا جيدا في المباراة وكنا الأفضل لكننا تلقينا هدفا مبكرا صعب المهمة علينا لان اللعب بعشرة لاعبين صعب للغاية بالإضافة الى الظروف التي كنا نعيشها».
وتابع «على الرغم من ذلك حاولنا العودة في نتيجة المباراة لكننا لم نتمكن من ذلك». وفي معرض رده على سؤال بخصوص حصيلة السنوات الست التي أمضاها على رأس الإدارة الفنية للمنتخب الفرنسي، قال دومينيك الذي خاض مباراته الأخيرة مع المنتخب الفرنسي: «ليست لدي حصيلة ولست مخولا لإعلان ذلك في الوقت الحالي، يجب ان أفكر فيما سأقوله»، مضيفا «أحببت المنتخب الفرنسي كثيرا وعشت لحظات رائعة معه. أتمنى التوفيق لخلفي، المنتخب الحالي يضم لاعبين بإمكانهم تشريف كرة القدم الفرنسية».وختم «للفوز بكأس العالم يجب المعاناة».
ايفرا كان ينوي الاعتذار للشعب الفرنسي لكن المدرب رفض
قال قائد المنتخب الفرنسي باتريس ايفرا انه كان ينوي الاعتذار الى الشعب الفرنسي بخصوص مقاطعة التدريب الاحد احتجاجا على استبعاد نيكولا انيلكا بيد ان المدرب ريمون دومينيك منعه من ذلك. وقال ايفرا الذي استبعده دومينيك من مباراة جنوب افريقيا، في تصريح لقناة «تي اف 1»: «لسنا الآن في وقت تصفية الحسابات، لكن الاعتذار والشعور بمعاناة آلاف الفرنسيين. الاعتذار كنت ارغب في القيام به أمس الاول الاثنين بيد ان مدربي منعني من ذلك»، مضيفا ان استبعاده من المباراة «كان دون سبب مقنع». وأوضح ظهير مان يونايتد الانجليزي انه سيعقد مؤتمرا صحافيا «هذا الاسبوع وفي كل الأحوال في اقرب وقت ممكن لأن الفرنسيين بحاجة الى معرفة الحقيقة». وأضاف «في الوقت الحالي، أحترم معاناة الفرنسيين وأفضل عدم الافصاح عن اي شيء». وأردف قائلا «سأحتفظ بكرامتي كرجل، لست كذابا ولن أقول سوى الحقيقة (...)، وما عشته، سأسرده بالتفاصيل، دقيقة بدقيقة، ولن اخفي أي شيء». وتابع «منتخب فرنسا ينتمي الى الجماهير وليس لأي شخص آخر. ولذلك فان الفرنسيين بحاجة إلى معرفة ما حدث ولماذا وصلنا الى هذه الكارثة». وبخصوص استبعاد انيلكا، قال ايفرا «الناس لا يعرفون القصة كلها». وخرجت فرنسا من الدور الأول لمونديال جنوب افريقيا بحلولها في المركز الرابع والأخير للمجموعة الأولى بخسارتين امام المكسيك وجنوب افريقيا وتعادل مع الاوروغواي.
الصحف الفرنسية: الويل للمهزومين
لم ترحم الصحف الفرنسية الصادرة امس منتخب بلادها الذي خرج من الباب الضيق للمونديال.
وتهافتت الصحف على جلد المنتخب الأزرق الذي خسر مباراتين أمام المكسيك (0 ـ 2) وجنوب أفريقيا (1 ـ 2) وتعادل في مباراته الافتتاحية أمام اوروغواي (0 ـ 0) ليخرج من الدور الأول.
«الويل للمهزومين» كتب لوران جوفران في صحيفة «ليبيراسيون»، «بعد كل شيء فشل هذا الفريق فشلا ذريعا بعد تأهله المغشوش»، وعنونت الصحيفة: «مرة أخرى، تهانينا».
وكتب برونو ديف من «سود ـ أويست»: «نادرا ما قوبلت الهزيمة بهذا الارتياح الكبير»، واعتبر انه «كان من الأفضل لو لم يذهب الفرنسيون الى جنوب أفريقيا».
وقال هيرفيه كانيه (الجمهورية الجديدة للوسط الغربي): «ترك المدرب، فرقته الضعيفة، المسؤولون الحزانى واتحاد فرنسي أكل عليه الدهر وشرب، تركوا العشب الجنوب افريقي».
وكتب باتريس شابانيه من «جورنال دو هوت مارن»: «بدلا من تحقيق النتائج على ارض الملعب، حقق لاعبو منتخب فرنسا بطولة كبيرة: لقد أصبحوا أضحوكة العالم».
ولام جان لوفالوا من «بريس دو لا مانش»: «بعثة الفريق، المسؤولين، المدرب وعصابة الأغبياء الذين لم يشرفوا قميص بلدنا وتركوا وراءهم حقل خراب».
وأكد فابريس جوهو من «ليكيب» الواسعة الانتشار: «ان يعتبروا بلهاء هو أمر ممتع للبعض، لكن يجب ان يتوقفوا عن القيام بذلك»، وعنونت الصحيفة: «نهاية العالم»، وتابع: «الاستفزاز هو فن ماكر وذكي بدون أي شك، الا عندما يكون ملطخا بالاستكبار والغطرسة».
وطالب: «التوقف عن القصور الذاتي لاتحاد تخطاه الزمن»، وطالب ايضا ان «تتوصل الحكومة لحل يفضي الا يكون الاتحاد بين أيدي دمى».
واعتبر باسكال كوكي من «أخبار ألزاس الأخيرة» ان «الفشل هو في المقام الأول قصة نجوم يملكون الملايين وأعمارهم بين 24 و25 سنة (...) شباب يغزوهم الغرور».
ووضع دانيال رويز (لا مونتاني) الفشل باسم «النزعة الفردية للنجوم الى جانب صرف الأموال لهم».
وكتب جيل غييه من «ليست ريبوبليكان» ان اللاعبين «الرديئين على أرض الملعب أفسدهم المال وتربوا بدون قيم، احترام أو تعليم».
ولخص جاك غيون من «لا شارانت ليبر»: «المدرب هو المسؤول الأول عن هذا الاخفاق.
لكن اسكاليت (رئيس الاتحاد الفرنسي) وأمثاله أضافوا الغرور الى الجبن».
وفي ظل مطالبة البعض بتغييرات جذرية، فضل البعض الاخر طوي صفحة مونديال 2010 والرهان على المستقبل: «التجديد سيكون متاحا أمام لوران بلان، المنقذ المنتظر.
سيكون متاحا لبلان بعد هذه الكارثة أن يعمل بحرية أكبر والتحرك بأريحية من أجل البناء»، بحسب ما كتب ايمانويل كولياني في «مين ليبر ـ كورييه دو لويست».