سيكون المنتخب الكوري الجنوبي العقبة الاولى في وجه نظيره الاوروغوياني في طريق الاخير لاستعادة امجاد الايام الغابرة وذلك عندما يواجهه اليوم على ملعب «نلسون مانديلا باي» في بورت اليزابيث في الدور الثاني.
من المؤكد ان الحظ لعب دوره في وضع المنتخب الاوروغوياني على مسار «مفتوح» لبلوغ الدور نصف النهائي للمرة الاولى منذ 1970، الا ان «لا سيليستي» قرر مصيره بيده ومهد الطريق امامه لكي يتمكن من العودة بالزمن الى ايام المجد بعد ان نجح في حسم المجموعة الاولى لمصلحته، متفوقا على فرنسا وصيفة بطلة 2006 وبطلة 1998 وجنوب افريقيا المضيفة والمكسيك التي رافقته الى الدور الثاني، مقدما اداء مميزا في الناحيتين الهجومية والدفاعية اذ لم تتلق شباكه اي هدف.
وفي حال نجح بطل 1930 و1950 في تخطي عقبة «محاربي التايغوك» سيكون بانتظاره مواجهة في متناوله ايضا لانه سيلتقي الفائز من مباراة غانا والولايات المتحدة في الدور نصف النهائي.
من المؤكد ان المنتخب الكوري الجنوبي ليس الافضل في النسخة التاسعة عشرة من العرس الكروي العالمي لكنه ليس بالخصم الذي يستهان به على الاطلاق لانه يملك العناصر المميزة مثل لاعب مان يونايتد بارك جي سونغ ومهاجم موناكو الفرنسي بارك شو يونغ، والسرعة التي بامكانها ان تباغت اي دفاع خصوصا في الهجمات المرتدة، وهو الامر الذي يعول عليه المنتخب الاسيوي في مواجهته مع نظيره الاميركي الجنوبي المرجح لان يضغط على منافسه منذ البداية باسلوبه الهجومي المميز.
ويخوض «محاربو التايغوك» الدور الثاني للمرة الاولى خارج اراضيهم بعد ان سجلوا مفاجأة مدوية عام 2002 عندما استضافوا النهائيات مشاركة مع اليابان وذلك بوصولهم الى الدور نصف النهائي على حساب ايطاليا واسبانيا قبل ان يسقطوا امام الحاجز الالماني في دور الاربعة.
وستكون مواجهة اليوم الاولى بين الطرفين في النهائيات منذ مونديال 1990 في ايطاليا عندما تواجها للمرة الاولى وخرج «لا سيليستي» فائزا 1-صفر في طريقه للتأهل الى الدور الثاني للمرة الاخيرة، اي منذ المونديال الذي حقق فيه فوزه الاخير في النهائيات قبل ان يفشل في التأهل الى مونديالي 1994 و1998 و2006، فيما ودع من الدور الاول لمونديال 2002 دون اي فوز.
يأمل المنتخب الاميركي الجنوبي ان يجدد الفوز على منافسه ويؤكد تفوقه التام عليه لانه خرج فائزا ايضا في ثلاث من المباريات الاربع الودية التي جمعته بنظيره الآسيوي، فيما انتهت المباراة الاخرى بالتعادل.
وتعود المواجهة الاخيرة بين الطرفين الى 24 مارس 2007 في سيول حين فازت الاوروغواي 2-0 بقيادة مدربها الحالي اوسكار تاباريز الذي كان مهندس التأهل الى الدور الثاني في مونديال 1990، قبل ان يعود ويكرر الانجاز في النسخة الحالية بقيادة «ال مايسترو» الذي عاد الى رأس الهرم الفني للمنتخب في 2006 خلفا لغوستافو فيران الذي شغل المهمة مؤقتا بدلا من خورخي فوساتي، فقام منذ عودته بضخ الجيل الشاب في التشكيلة الاولى، لتختفي اسماء كبيرة مثل الفارو ريكوبا مهاجم انتر ميلان الايطالي السابق الذي كان يعتبر احد افضل اللاعبين في العالم في التسديدات المباشرة من الركلات الحرة، باولو مونتيرو مدافع يوفنتوس الايطالي الصلب والمدافع داريو رودريغيز لتظهر أسماء جديدة على الساحة.
ترسانة هجومية
ويعول تاباريز على ترسانته الهجومية المكونة من الثلاثي دييغو فورلان وسواريز وايدينسون كافاني الذي ارتقى الى مستوى التوقعات، خصوصا الاولين، وقد عبر «ال مايسترو» عن رضاه التام عما قدمه فريقه حتى الان بقوله «كمدرب، من المرضي جدا ان ترى كيف تطورت المجموعة.انها مجموعة ممتازة، هناك انصهار وصداقة بين اللاعبين وهم فعلا متفانون للعمل الذي يقومون به. استطاعوا ان ينهضوا مجددا من الكبوة (في التصفيات). لقد قاموا بعمل رائع».
من المؤكد ان المنتخب الاوروغوياني نجح حتى الان في وضع حد لمرحلة الفراغ التي عانى منها منذ ان سقط في نصف نهائي 1970 امام البرازيل 1-3، وربما حان الوقت لـ «لا سيليستي» للحلم بالعودة الى ساحة الكبار ولان يفرض نفسه مجددا بين عمالقة الكرة المستديرة لكن يجب ان يفكر في كل مباراة على حدة قبل ان يبالغ في احلام اليقظة لان «محاربي التايغوك» هم محاربون بكل ما للكلمة من معنى ولن يلقوا سلاحهم ارضا بكل سهولة بل يريدون ان يعيشوا حلمهم ايضا بتكرار ما حققوه على ارضهم وهذه المرة دون اي مساعدة من الحكم الاكوادوري بايرون مورينو.
«تاباريز» سعداء لوصولنا هذه المرحلة
يعتزم مدرب الاوروغواي اوسكار تاباريز ان يعيد بلاده الى ذكريات أصبحت من التاريخ عندما توجت باللقب عامي 1930 و1950 ووصلت الى نصف النهائي 1954 و1970.
وقال «مرت فترة طويلة منذ ان نجحت الاوروغواي في تحقيق اي شيء مقنع في كأس العالم وهذا أمر مثير للغاية»، مضيفا «نحن سعداء لوصولنا الى هذه المرحلة لكننا لم نحقق حتى الآن كل ما نريده.
أظهرنا اننا خصم صعب للغاية لأي فريق كان، ونحن في وضع مريح. نحن مجموعة متماسكة ولدينا الكثير من الاحلام».
جونغ مو: يملكون مهاجمين أقوياء
وضع مدرب كوريا الجنوبية هاه جونغ-مو نصب عينيه تكرار سيناريو 2002 قائلا «اعتقد ان لاعبي فريقي لن يكتفوا بانجاز الوصول الى دور الـ 16، يريدون الوصول الى الدور نصف النهائي. اعتقد ان دور المجموعات كان الاصعب، ومن الآن وصاعدا فالحظوظ ستكون مناصفة 50-50 من اجل التأهل الى الدور التالي. يجب ان نتعامل مع كل مباراة على حدة. لا يمكننا ان نتوقع ماذا سيحصل لكني اعلم تماما ان لاعبي فريقي يريدون اهدافا أعلى».
وتابع «الاوروغواي فريق قوي جدا ويملك لاعبين مميزين جدا. شاهدت المباراة بين المكسيك والاوروغواي، الذي يملك مهاجمين اقوياء بإمكانهم تحديد مصير اي مباراة. لكني اعتقد اننا جاهزون. اعتقد ان بإمكان لاعبي فريقي ان يلعبوا مباراة جيدة».
فيكتورينو ولوغوانو يشيدان
قال مدافع الاوروغواي ماوريتسيـــــو فيكتورينــو: «كنا في أفضل حالاتنا علـــــى مستــــوى الخـط الخلفــــي، وقد جاء ذلك ليؤكد المسار الناجح الـــذي قطعناه حتى الآن»، أما قائد كتيبة تاباريز، دييغو لوغانو فأشاد بـ «قوة الفريق الدفاعية»، تمنيا في الوقت ذاته «ان تستمر الأمور على هذا الشكل».
سواريز: التغلب على الأفضل
قال مهــاجـــــم الاوروغواي لويس سواريز «نحن نملك المطلوب للذهاب بعيدا» مضيفا «لكي تكون الافضل عليك ان تتغلب على الافضل».