تركزت ردود الفعل الأولية عقب الخروج المبكر للمنتخب الإيطالي لكرة القدم من كأس العالم في كلمة واحدة هي «الخزي». وذكرت صحيفة «لاغازيتا ديللو سبورت» الإيطالية الرياضية في موقعها على الانترنت «عودوا للوطن بالخزي» لتلخص بذلك الصحيفة شعور ملايين الإيطاليين الذين شاهدوا المباراة عبر شاشات التلفزيون في إيطاليا سواء في منازلهم أو في أماكن المشاهدة العامة. وكتب ماوريتسيو كروسيتي المحرر في صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية تحت عنوان «الخزي يا إيطاليا» حيث بدأ وصفه للعرض السيئ الذي قدمه الفريق في مباراة امس قائلا «أسوأ منتخب إيطالي في آخر 50 عاما وربما في التاريخ. خرج الفريق بجدارة من كأس العالم.. إنها نهاية جيل ونهاية وهم». ومن الصعب أن ينتظر المدرب مارشيللو ليبي أي تعاطف معه أو تهاون رغم قيادته الفريق للفوز بلقب مونديال 2006 بألمانيا خاصة أن فريقه لم ينجح في تحسين مستوى الأداء خلال مباراة امس بعد عرضين متواضعين في مواجهة پاراغواي ونيوزيلندا حيث تعادل مع الفريقين بنتيجة واحدة هي 1 ـ 1.
وأوضحت صحيفة «لاستامبا» أن ما حدث في المونديال الحالي يمثل كابوسا وكارثة للمنتخب الإيطالي (الآزوري). وذكرت الصحيفة أن الشجاعة التي أظهرها الفريق في الدقائق العشر الأخيرة حيث سجل فيها هدفين لم تكن كافية لإنقاذه من الهزيمة ولم تمنحه التأهل للدور الثاني. وأضافت «حان الآن وقت طي هذه الصفحة وأن نبدأ مع مدرب جديد حيث سيتولى قيادة الفريق المدير الفني الجديد شيزاري برانديللي». وظهرت المشاكل التي يعاني منها الفريق وعدم قدرته على الدفاع عن اللقب خلال المباراة الأولى التي تعادل فيها مع منتخب پاراغواي 1 ـ 1 ولكن لاعبي الفريق ومديرهم الفني ليبي واصلوا التأكيد على أن المستوى سيتحسن وهو ما لم يظهر على الإطلاق في المباراتين التاليتين. وربما أعرب ليبي عن تحمله المسؤولية كاملة ولكن ما من أحد في إيطاليا سينسى الخطأ الذي ارتكبه هذا المدرب عندما رفض ضم اثنين من أبرز اللاعبين في الفترة الماضية إلى قائمة الفريق في مونديال 2010، اللاعب الأول هو أنطونيو كاسانو نجم هجوم سامبدوريا الإيطالي والثاني هو ماريو بالوتيللي المهاجم الشاب لفريق انتر ميلان الإيطالي. وكتب كروسيتي «بدون توجيه إهانات.. لعب المنتخب الإيطالي الشوط الأول (في مباراة سلوفاكيا) بثلثي هجوم أودينيزي صاحب المركز الخامس عشر في الدوري الإيطالي خلال الموسم المنقضي. كانت هناك اختيارات أفضل».
وقدم أنطونيو دي ناتالي عروضا قوية مع أودينيزي في الدوري الإيطالي وسجل للفريق 29 هدفا ولكنه كان بعيدا عن مستواه في المونديال الحالي ولم يجد المساندة الحقيقية من سيموني بيبي الذي انتقل مؤخرا لفريق يوفنتوس.
فيتيك: الفوز على «الآزوري» حلم لا أستطيع تصديقه
أعرب اللاعب روبرت فيتيك نجم المنتخب السلوفاكي عن سعادته البالغة بفوز فريقه على نظيره الإيطالي. وبدد المنتخب السلوففكي آمال نظيره الإيطالي في الدفاع عن لقبه العالمي وأطاح به من البطولة. وتقدم روبرت فيتيك بالهدف الأول للمنتخب السلوفاكي في الدقيقة 25 ثم أضاف نفس اللاعب الهدف الثاني في الدقيقة 73 ثم جدد اللاعب أنطونيو دي ناتالي أمل المنتخب الإيطالي بهدف في الدقيقة 81 قبل أن يقضي اللاعب السلوفاكي البديل كاميل كوبونيك على آمال الإيطاليين بتسجيل الهدف الثالث لفريقه في الدقيقة 89. وسجل البديل فابيو كوالياريلا الهدف الثاني للمنتخب الإيطالي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وشهدت الدقيقة 67 هدفا لإيطاليا لم يحتسبه الحكم الإنجليزي هاورج ويب الذي أدار اللقاء حيث تجاوزت الكرة خط مرمى سلوفاكيا اثر تمريرة من اللاعب البديل فابيو كوالياريلا قبل أن تصطدم بقدم المدافع مارتن سكرتل لترتد إلى داخل الملعب ولكن الحكم لم يلاحظ تجاوز الكرة لخط المرمى وأشار باستمرار اللعب.
ولعب فيتيك دورا رائعا في فوز فريقه وسجل هدفين ليفوز بجائزة أفضل لاعب في المباراة. وقال فيتيك «إنه حلم. لا أستطيع أن أصدق أننا حققنا الفوز». وأضاف «كانت المباراة صعبة في نهايتها. المنتخــب الإيطالــي هو حامل اللقب على أي حال».
فايس: عشت أسعد يوم في حياتي.. وفخور بفريقي الرائع
ليبي: أتحمل كامل المسؤولية.. ويؤسفني إنهاء مسيرتي بهذه الطريقة
اعترف مدرب منتخب ايطاليا مارتشيلو ليبي بأنه يتحمل بالكامل مسؤولية إخفاق فريقه في تخطي الدور الأول في المونديال.وقال ليبي الذي قاد الآزوري الى اللقب العالمي قبل أربع سنوات في ألمانيا: «أتحمل كامل المسؤولية. فريقي كان خائفا في رأسه وفي قلبه وفي تحركاته، ولأننا لم نصب نجاحا، فان ذلك يعود الى المدرب الذي لم يتمكن من تحضير الفريق بطريقة صحيحة من الناحية النفسية والبدنية والتكتيكية، وخصوصا النفسية». وأضاف «انا مستاء للرياضة الايطالية، للاعبين للاتحاد، للجميع. لم احضر الفريق بالطريقة الملائمة. يؤسفني ان انهي مسيرتي على رأس الجهاز الفني بهذه الطريقة. لم اقل اننا سنفوز بكأس العالم، لكن على الأقل تحقيق شيء مختلف». وتابع: «أتحمل مسؤولية ما جرى بالكامل، وأتمنى حظا سعيدا لخليفتي وشكرا للسنوات الرائعة التي أمضيتها مع المنتخب». يذكر ان مدرب فيورنتينا الموسم الفائت تشيزاري برانديللي سيخلف ليبي بعد انتهاء المونديال الحالي.
وكان برانديللي، لاعب وسط يوفنتوس سابقا، قد أمضى 5 سنوات في تدريب فيورنتينا قاده خلالها مرتين الى خوض منافسات دوري أبطال أوروبا بعد ان اشرف لفترة قصيرة على فريقي بارما وروما. اما حارس مرمى ايطاليا جانلويجي بوفون الذي غاب عن المباراة كما هو الحال بالنسبة للجولة الثانية امام نيوزيلندا (1 ـ 1)، فقال «من الطبيعي ان نخرج من الدور الأول خصوصا اننا لم نتمكن من إلحاق الهزيمة بنيوزيلندا او سلوفاكيا. في غياب بيرلو افتقدنا لاعبا يجيد خلق الفرص، لم يوجد البديل في صفوف الآزوري وهذا واقع المنتخب الايطالي حاليا».
في المقابل، قال مدرب سلوفاكيا فلاديمير فايس «الشعب السلوفاكي بأسره سعيد، انه يوم رائع بالنسبة لنا. قبل المباراة كنا تحت ضغط قوي ولقد تحضرنا جيدا مع الجهاز الفني واللاعبين». واضاف «بعد ولادة ابني، هذا اليوم هو الأسعد في حياتي، جميع انصار المنتخب السلوفاكي الذين قدموا الى جنوب افريقيا لمؤازرتنا. انا فخور جدا بفريقي لقد لعب جميع أعضاء الفريق بمستوى عال جدا طوال 80 دقيقة خصوصا اننا كنا نواجه أبطال العالم. عانينا من ضغط كبير في ربع الساعة الأخير لكننا خرجنا فائزين في النهاية». يذكر ان نجل المدرب السلوفاكي واسمه ايضا فلاديمير فايس يلعب مع المنتخب الحالي وهو محترف في صفوف مانشستر سيتي الانجليزي.
نعتت الصحف الايطالية في مواقعها على شبكة الانترنت منتخب ايطاليا الحالي الذي خرج من الدور الأول لمونديال جنوب افريقيا بأسوأ منتخب في تاريخ الكرة الايطالية، معتبرة ان الآزوري يستحق الخروج من العرس الكروي. وقالت «كورييري ديلا سيرا» على موقعها على شبكة الانترنت «ايطاليا البشعة، دخل مرمانا ثلاثة أهداف وعدنا الى الديار».
اما «لا ريبوبليكا» فقالت ان الفريق الذي لعب هو «أسوأ منتخب منذ خمسين عاما، او ربما في تاريخ الكرة الايطالية، لقد استحققنا الخروج من كأس العالم، انها نهاية جيل ونهاية حلم». وأدت الخسارة الى احتلال ايطاليا المركز الأخير في مجموعة ضمت منتخبات عادية هي الپاراغواي وسلوفاكيا التي تشارك للمرة الأولى ونيوزيلندا المغمورة والأخيرة حققت ثلاثة تعادلات وتقدمت على الآزوري في الترتيب.
اما «لا غازيتا ديلو سبورت»، فرأت أن المنتخب الايطالي «أذل امام سلوفاكيا وسيعود الى الديار»، وأضافت «خسرت ايطاليا امام منتخب متواضع تفوق عليه معظم فترات المباراة باستثناء ربع الساعة الأخير». وختمت «لم يسر اي شيء كما يجب في المباراة».