زار لاعبو المنتخب الألماني حديقة حيوان «ليون بارك» المفتوحة في جنوب أفريقيا، قبل مواجهتهم المرتقبة مع المنتخب الإنجليزي.
وأكد هيرالد شتينغر المتحدث عن الفريق أن اللاعبين قضوا 3 ساعات في الحديقة وأنها كانت تجربة جيدة.
وقال «لقد عادوا جميعا ولم تأكلهم الأسود» في إشارة إلى أن الفريق ينتظر مواجهة صعبة مع منتخب إنجلترا المعروف بلقب «الأسود الثلاثة».
وقال فيليب لام قائد المنتخب الألماني إن هذه الزيارة كانت فرصة جيدة للترفيه وأن تركيز الفريق من الآن فصاعدا سيكون على المواجهة المرتقبة مع المنتخب الإنجليزي.
غياب كاكاو
من جهته أعلن الجهاز الفني للمنتخب الالماني ان «المانشافت» سيحرم من خدمات المهاجم كاكاو في المواجهة امام انجلترا، في حين ان باستيان شفاينشتايغر الذي يحوم الشك حول مشاركته خضع الى اختبار أخير أمس.
وقال المدير العام للمنتخب الالماني اوليفر بيرهوف: «تعرض كاكاو الى الاصابة في التدريبات»، مضيفا «يتعلق الأمر بإصابة في عضلات البطن، ولن يتمكن من اللعب. لكن اذا تأهلنا الى ربع النهائي فانه سيكون جاهزا».
وخاض كاكاو المولود في البرازيل والحاصل على الجنسية الالمانية عام 2009، المباريات الثلاث الأولى للمنتخب الالماني في الدور الاول حيث دخل احتياطيا في المباراتين الاولى امام استراليا (4-0) والثانية أمام صربيا (0-1)، ولعب اساسيا في الثالثة امام غانا (1-0) مستغلا ايقاف ميروسلاف كلوزه لطرده أمام صربيا.
أما شفاينشتايغر فاضطر الى الخروج في الشوط الثاني من المباراة أمام غانا بسبب آلام عضلية، وركض للمرة الأولى منذ الأربعاء الماضي عندما تعرض للاصابة. واوضح بيرهوف «باستيان وجيروم بواتنغ الذي تعرض للاصابة في ربلة الساق ويحوم الشك أيضا حول مشاركته، سيشاركان في التدريب الاخير.
سيكون ذلك بمنزلة الاختبار الاخير لهما لنر ما اذا كانا جاهزين بنسبة 100%». وفي حال اضطر شفاينشتايغر (77 مباراة دولية و21 هدفا) الى الغياب عن مواجهة انجلترا، فإن المدرب يواكيم لوف سيشرك اللاعب الواعد طوني كروس الذي خاض 5 مباريات دولية فقط حتى الآن. واعتبر بيرهوف ان انجلترا مرشحة بقوة للفوز امام منتخب بلاده.
وقال المهاجم الدولي السابق: «أعتبر أن انجلترا مرشحة أكثر من المانيا لأنها تضم في صفوفها لاعبين يملكون خبرة أكبر ولاعبين معتادين على اللعب في دوري أبطال أوروبا، لاعبين مثل واين روني وفرانك لامبارد وستيفن جيرارد وجون تيري».
وأضاف «لكن هذا الوضع (المانيا غير مرشحة) بإمكانه ان يساعدنا: ضد غانا، أي نتيجة غير الفوز كانت بمثابة فشل، لكن هنا لن يكون الأمر كذلك أمام انجلترا».
واوضح بيرهوف ان لاعبي منتخب بلاده قاموا ظهرا بتسديد بعض ركلات الجزاء على احتمال لجوء المنتخبين الى ركلات الترجيح لتحديد المتأهل الى الدور ربع النهائي، علما ان ركلات الترجيح اختصاص الماني في البطولات الكبرى خصوصا امام الانجليز.
وحذر بيرهوف قائلا «يجب ان نتوقف عن التفكير في ان المانيا دائما افضل من انجلترا في ركلات الترجيح.
نريد ان نحسم المباراة في الوقت الأصلي».
كان: لا يمكن الفوز دون حارس كبير
أكد حارس مرمى المانيا السابق اوليفر كان على أن
الـ «مانشافت» قدم عرضا مدهشا في الدور الأول للمونديال، مضيفا بأنه لم يشاهد منتخبا المانيا يلعب بهذه الطريقة منذ فترة طويلة من خلال تميز اللاعبين في التمريرات القصيرة وتبادل المراكز.
وبالرغم من ذلك، أوضح كان بأن «منتخب الماكينات» يفتقد لقائده ميكايل بالاك ليس لفنياته وحسب بل لخصاله القيادية داخل المستطيل الأخضر.
وعن مباراة اليوم أمام انجلترا، قال كان: «ستنتهي بركلات الترجيح كالعادة. في الواقع، فإن المنتخب الالماني يخوض المباراة وهو يفتقد الخبرة في مواجهة منتخب انجليزي لديه خبرة واسعة وبالنسبة لي يعتبر منتخب الأسود الثلاثة أحد المرشحين لإحراز اللقب، اضافة الى تواجد مدرب محنك هو الايطالي فابيو كابيللو.
وبسؤاله عن دور حارس المرمى في المناسبات الكبيرة، أجاب كان قائلا: حـــــارس المرمى هو الذي يستطيع أن يحقق الفارق في أي لحظة. لا يمكن أن نحرز الألقاب من دون حارس كبير. يتعين أن يكون المنتخب قويا جدا وخارجا عن المألوف لكي يعوض وجود حارس ضعيف. حارس المرمى هو دائما الذي يغير مجرى المباراة في مصلحة هذا الطرف أو ذاك.
أحداث ومفاجآت في المواجهات الكلاسيكية بين العملاقين اللدودين
هدف هيرست أبقى الألمان مستنفرين حتى ثأروا عام 1970
تعتبر المباراة بين ألمانيا وانجلترا من المباريات الكلاسيكية، ليس فقط في نهائيات كأس العالم التي شهدت النسخات الماضية مواجهات مثيرة بين المنتخبين اللدودين، بل ايضا في التصفيات المؤهلة الى العرس الكروي وفي نهائيات كأس اوروبا ايضا.
وهنا نبذة عن ابرز المواجهات التي جمعت بينهما: 1 ـ انجلترا ـ المانيا الغربية 4 - 2 بعد التمديد (لندن في 30 يوليو 1966):
تغلبت انجلترا على المانيا الغربية 4 - 2 بعد التمديد على ملعب ويمبلي لترفع الكأس المرموقة للمرة الاولى في تاريخها والوحيدة حتى الآن بفضل ثلاثية لجف هيرست الوحيد الذي نجح في هز الشباك ثلاث مرات في احدى المباريات النهائية لكؤوس العالم حتى الآن. أطبق صمت مدو في مدرجات ملعب ويمبلي عندما ادركت المانيا التعادل 2 - 2 في نهاية الوقت الاصلي بفضل هدف سجله فولفغانغ فيبر ليفرض التمديد لاول مرة في النهائيات، لكن لحظة الجدل جاءت في الدقيقة 101 عندما استدار هيرست على نفسه واطلق كرة اصطدمت بالعارضة وارتطمت بالارض، واشار حكم الراية توفيق باخراموف بصحة الهدف معتبرا ان الكرة التي سددها هيرست تخطت خط المرمى ما سمح لهيرست بتسجيل ثلاثيته الشهيرة.
2 ـ ألمانيا الغربية ـ انجلترا 3 - 2 بعد التمديد (ليون في 14 يوليو عام 1970) تقدم المنتخب الانجليزي 2 - 0 في نهاية الشوط الاول سجلهما آلن ماليري ومارتن بيترز، لكن المانيا الغربية ردت بثلاثة اهداف في الشوط الثاني عبر فرانتس بكنباور واوفي سيلر، قبل ان يحسم «المدفعجي» غيرد مولر الامور في مصلحة «المانشافت» في الوقت الاضافي. وسجل جف هيرست بطل المباراة النهائية قبل اربعة اعوام، هدفا لم يحتسبه الحكم بداعي التسلل. صبيحة تلك المباراة شعر الحارس الاسطوري غوردون بانكس بأوجاع في معدته فحل مكانه بيتر بونيتي بين الخشبات الثلاث وارتكب اخطاء فادحة.
3 ـ اأمانيا الغربية ـ انجلترا 1 - 1 في نهاية الوقتين الاصلي والاضافي، فازت المانيا بركلات الترجيح (تورينو في 4 يوليو عام 1990) التقى الغريمان التقليديان في نصف نهائي كأس العالم في تورينو بعد مشوارين مختلفين، ففي الوقت الذي تصدرت فيه المانيا مجموعتها بسهولة، عانت انجلترا لبلوغ هذا الدور وكانت محظوظة في تخطي الكاميرون في ربع النهائي 3 - 2 بعد التمديد، انتهى الشوط الاول بالتعادل السلبي، ونجحت المانيا في التقدم في الدقيقة 60 بواسطة ركلة حرة مباشرة اطلقها اندرياس بريمه ارتطمت بالمدافع بول باركر وخدعت الحارس بيتر شيلتون. بيد ان الهداف غاري لينيكر ادرك التعادل قبل نهاية المباراة بعشر دقائق رافعا رصيده الى اربعة اهداف، كان يمكن للمنتخبين ان يحسما الموقف في مصلحتهما في الوقت الاضافي لأن كلاهما اصاب العارضة، قبل ان تحسم المانيا المباراة بركلات الترجيح اثر اضاعة ستيوارت بيرس وكريس وادل لمحاولتيهما.
4 ـ ألمانيا الغربية ـ انجلترا 1 - 1 فازت المانيا بركلات الترجيح (لندن في 26 يونيو عام 1996 في كأس اوروبا) تقدمت انجلترا التي كانت تلعب على ارضها على المانيا 1 - 0 في الدور نصف النهائي من كأس اوروبا عام 1996 بهدف لمهاجمها آلن شيرر، لكن المانيا ردت بهدف لشتيفان كونتس، كاد بول غاسكوين يمنح هدف الفوز لمنتخب بلاده في الوقت الاضافي، قبل ان يهدر غاريث ساوثغيت ركلة ترجيحية منحت بطاقة التأهل الى المباراة النهائية لالمانيا التي توجت بطلة لاحقا بفوزها على التشيك بالهدف الذهبي لاوليفر بيرهوف.
5 ـ ألمانيا ـ انجلترا 1 - 5 (ميونيخ في 1 سبتمبر عام 2001) اوقعت القرعة المانيا وانجلترا في مجموعة واحدة في التصفيات المؤهلة الى مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان. خسرت انجلترا مباراة الذهاب على ملعب ويمبلي الشهير ضد المانيا 0 - 1، ثم تخلفت ايابا ايضا بهدف لكارستن يانكر على الملعب الاولمبي في ميونيخ. وادرك مايكل اوين التعادل لانجلترا بعدها بست دقائق. وقبل انتهاء الشوط الاول بقليل اضاف ستيفن جيرارد الهدف الثاني ثم اوين نفسه الثالث. وعمق اوين جراح الالمان بتسجيله الهدف الثالث الشخصي له في المباراة، قبل ان يختتم اميل هيسكي مهرجان الاهداف الذي شهد فوزا تاريخيا لانجلترا 5 - 1 وسط ذهول انصار «المانشافت».
الألمان أفضل من الإنجليز بركلات الترجيح
اذا كان الدور ثمن النهائي سينتهي بركلات الترجيح، فان التاريخ يقف الى جانب المانشافت على حساب الاسود الثلاثة، ويبقى على الاخيرة تغيير هذا التقليد.
ـ لم تخسر المانيا ابدا سلسلة ركلات الترجيح خلال نهائيات كأس العالم أو نهائيات كأس الامم الاوروبية. دفعت فرنسا (1982) والمكسيك (1986) وإنجلترا (1990 و1996) والأرجنتين (2006) الثمن. الأفضل من ذلك، هو انه منذ فشل أولي شتيليكه في تسجيل ركلة جزاء ضد فرنسا، لم يهدر اي لاعب الماني ركلة ترجيحية. الوصفة سهلة بحسب اندرياس بريمه صاحب هدف الفوز من ركلة جزاء على الارجنتين في نهائي مونديال ايطاليا 1990: «اخذ الكرة، والحفاظ على الهدوء، والتركيز فقط على التسديد وليس على أي شيء آخر».
الغريب في الامر هو ان ركلات الترجيح هي اختراع الحكم الالماني كارل فالد من اجل الفصل بين فريقين في بطولة مناطقية عام 1970، واعتمدت عام 1976 من قبل الفيفا.
ـ في المقابل، خرجت انجلترا بسبب ركلات الترجيح من 5 بطولات من اصل الـ 8 الاخيرة:
المونديال اعوام 1990 و1998 و2006 ونهائيات كأس الامم الاوروبية عامي 1996 و2004. وفي مرتين كان الجلاد هو المنتخب الألماني، وتمنى المدافع الدولي السابق غاريث ساوثغيت الذي أهدر ركلة جزاء في المرمى الالماني على الملعب الشهير للانجليز ويمبلي في الدور نصف النهائي من نهائيات كأس الامم الاوروبية 1996، عدم اللجوء الى ركلات الترجيح: «اه لا، لا نريد ركلات ترجيح»، مضيفا «يجب على انجلترا تفادي ذلك حتى لا تغوص في حصيلة كارثية».
وتذكر ساوثغيت لحظة تسديد الركلة عام 1996، قال «وقتها قلت: اذا فشلت؟ إنها الفكرة التي خطرت ببالي ولو كنت مستعدا نفسيا للتسديد لما كان الامر كذلك. اكتشفت بعدها أن التفكير في ذلك كان سبب فشلي في التسجيل».
جيمس: الأمر يتعلق بالاستعداد
قال حارس مرمى انجلترا ديفيد جيمس «الحظ ليس له اي علاقة بذلك، وليس المصير الذي تقرره الآلهة مثلما أسمع هنا وهناك، الامر يتعلق بالاستعداد».
واوضح جيمس «مدرب إنجلترا الايطالي فابيو كابيللو لا يترك شيئا للصدفة. قام بتحليل ما نحتاجه، وقمنا بما هو ضروري. واذا كانت المباراة ستحسم بركلات الترجيح، فسيكون الامر رائعا..»..
كريستيان لاتانزسيو طبيب النفساني يرافق المنتخب الإنجليزي وعمل على هذه النقطة بالتحديد: «من المهم التدريب كثيرا على تسديد ركلات الترجيح، هذا يمكن من التوفر على قوة ذهنية والشعور بالسيطرة».
ويعتبر جيمس اختصاصيا في ركلات الترجيح، كما كان حراس المرمى الألمان هارالد شوماخر واوليفر كان وينس ليمان. خليفتهم مانويل نوير بدا متفائلا على الرغم من خبرته القليلة (24 عاما و8 مباريات دولية)، وقال: «نتمنى بطبيعة الحال حسم المباراة قبل ركلات الترجيح، ولكننا سنستعد لهذا السيناريو. لدي الثقة في نفسي في ركلات الترجيح».
لكن لا يبدو ان الجيل الواعد لكرة القدم الالمانية لا يملك الأعصاب الفولاذية للنجوم السابقين: ضد صربيا، أهدر لوكاس بودولسكي ركلة جزاء. لم تكن تلك سوى المرة الثانية التي يفشل فيها لاعب الماني في تسجيل ركلة جزاء بعد اولي هونيس عام 1974.