اعتبر مدرب منتخب انجلترا الايطالي فابيو كابيللو ان عدم احتساب حكم المباراة للهدف الصحيح الذي سجله فرانك لامبارد كان نقطة التحول في المباراة التي انتهت بفوز ألمانيا الساحق على انجلترا 1 ـ 4 وبلوغها الدور ربع النهائي. وقال كابيللو «حادثة لامبارد كانت الأبرز في المباراة. لقد ارتكب الحكم احد اكبر الأخطاء، لكن ألمانيا تملك منتخبا رائعا، لقد نجحوا في تطبيق الهجمات المرتدة السريعة بنجاح». وتابع «هذه هي كرة القدم، أشياء بسيطة تفعل الفارق».
ورفض كابيللو الحديث عن مستقبله مع الفريق بعد الهزيمة الثقيلة أمام نظيره الألماني. وقال إنه يريد أولا مناقشة هذا الأمر مع سير ديف ريتشاردز رئيس اللجنة الدولية ومسؤولي الاتحاد الإنجليزي قبل اتخاذ القرار.
وأضاف «أريد التحدث إلى الرئيس لتحديد مستقبلي.. لا أعرف ما إذا كانت لديه الثقة بي أم لا». ومدد كابيللو مؤخرا عقده مع المنتخب الإنجليزي لما بعد نهاية كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2012) ولكنه سيجتمع مع ريتشاردز بعد عودة الفريق إلى إنجلترا. وقال كابيللو «سأتحدث معه لدى عودتي إلى إنجلترا.. لدي الوقت قبل اتخاذ القرار».
في المقابل قال مدرب ألمانيا يواكيم لوف «بين الشوطين قلت للاعبين انه يتعين علينا ان نسجل هدفا ثالثا، كنا ندرك جيدا اننا نستطيع ان نحسم المباراة بالاعتماد على الهجمات المرتدة، لقد نفذ اللاعبون الخطة بحذافيرها». أما مهاجم منتخب ألمانيا ميروسلاف كلوزه فأعرب عن سعادته لأن فريقه بقوله «كنا قتاليين منذ الدقيقة الاولى، خلافا للمباراة ضد غانا (فازت بها المانيا 1-0). لقد استحققنا الفوز بهذه المباراة عن جدارة». واضاف «قلنا دائما ان هدفنا هو بلوغ الدور نصف النهائي على الأقل، هذا ما نريد ان نحققه». وتابع «قلت دائما اننا نملك منتخبا يجيد الهجوم والدفاع، وفي هذه المباراة دهشت من مستوانا».
وقال توماس مولر صاحب هدفين في مرمى انجلترا «لقد بذلنا جهودا كبيرة، وأثبتنا قدرتنا على ان نقدم كرة قدم جميلة. الآن كل شيء يجـــوز عــــلى الرغم من ان الطريق صعب جدا أمامنا. لا فرق من سنواجه في الدور المقبل، يججب علينا ان نهزمهم جميعا». أما لوكاس بودولسكي صاحب الهدف الثاني فقال «يجب ان نحافظ على هدوئنا بعد هذا الفوز. لقد استحقننا الفوز، ضد استراليا سجلنا 4 أهداف ولعبنا بطريقة جيدة ثم خسرنا مباشرة بعدها ضد صربيا. يتعين علينا ان نحافظ على تركيزنا».
جيرارد: ألمانيا تستحق الفوز
رفض قائد منتخب انجلترا ستيفن جيرارد اعتبار الهدف الصحيح الذي رفضه الحكم لفريقه عذرا للعرض السيئ الذي قدمه الأسود الثلاثة ضد ألمانيا، مشيرا الى ان ألمانيا استحقت الفوز. وقال جيرارد «منتخب ألمانيا رائع، لقد استحق الفوز». واضاف «اعتقد أن الهدف الملغى كان له تأثير، لكننا لا نستطيع ان نأخذه كعذر». وتابع «لقد خرجنا ويجب علينا ان نفكر ما هي الأمور التي لم تسر كما توقعنا، الى أسباب عدم ذهابنا بعيدا في البطولة. هناك خطأ جماعي وقد تلقينا الهزيمة على يد منتخب جيد». وكشف «كانوا أكثر فاعلية أمام المرمى، وارتكبوا أخطاء اقل منا، ولهذا السبب جعلونا ندفع الثمن». واضاف «هناك قرارات كان لها تأثير، الهدف الذي الغي عندما كنا متخلفين 2-1. هذا الهدف كان في غاية الأهمية لنا لو احتسب. في تلك اللحظة كان المنتخب الألماني يعاني وكنا لا نزال في المباراة».
أقسى خسارة لإنجلترا في كأس العالم
مني المنتخب الانجليزي بأقسى خسارة له في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس العالم عندما سقط أمام نظيره الألماني 1 ـ 4. وكانت اقسى خسارة سابقة للمنتخب الانجليزي سقوطه امام الاوروغواي 2-4 في ربع نهائي كأس العالم عام 1954 في سويسرا، تليها الخسارة امام البرازيل 1-3 في ربع نهائي عام 1962 في تشيلي.
الصحف الإنجليزية: إحدى كبرى الإهانات
صبت الصحف الانجليزية الصادرة أمس جام غضبها على منتخبها الذي لقي خسارته الاقسى في كأس العالم امام نظيره الالماني 1-4، مطالبة برحيل مدربه الايطالي فابيو كابيللو.
ولم يسلم حكم المباراة من انتقاداتها معتبرة انه لم يحتسب للمنتخب هدفا أكيدا.
صحيفة «ذي صن» الاكثر مبيعا في انجلترا عنونت على صفحتها الاولى «خذلتم بلدكم»، مضيفة «لقد قدمنا كرة القدم الى العالم، لكن منذ عام 1966 يرفض العالم اعادتها الينا»، في اشارة الى اللقب الوحيد الذي أحرزته انجلترا (مهد كرة القدم) في هذه البطولة حين استضافتها على ارضها.
وبسخرية تامة، تابعت الصحيفة تعليقها «فشلنا في اداء مثير للشفقة فشلا ذريعا في انتزاع المبادرة من منتخب ألمانيا عدونا القديم».
من جهتها، كتبت صحيفة دايلي مايل «المدرب فابيو كابيللو ولاعبوه وجهوا احدى كبرى الاهانات في تاريخنا الرياضي»، اما صحيفة «التايمز»، فقالت «لعب منتخب انجلترا 3 مباريات كارثية من اصل 4، فشل اللاعبون في تسجيل الاهداف ودافعوا كالاغبياء، وكابيللو يتحمل المسؤولية».
ويشرف كابيللو على منتخب انجلترا منذ يناير 2008، وهو ثاني مدرب اجنبي له بعد السويدي زفن غوران اريكسون.
واعلن كابيللو في المؤتمر الصحافي انه «لن يستقيل من منصبه، لكنه سيبحث بمستقبله على رأس الجهاز الفني للمنتخب مع الاتحاد الانجليزي للعبة».
وتطرقت الصحف الانجليزية الى الهدف الذي سجله فرانك لامبارد في الشوط الاول ولم يحتسبه الحكم الاوروغوياني خورخي لاريوندا حين ارتطمت الكرة بالعارضة ثم اصطدمت بالارض خلف خط المرمى.
وقالت «دايلي مايل» في هذا الصدد «ان الحكم ومساعده كانا الشخصين الوحيدين في الملعب اللذين لم يعتقدا أن الكرة اجتازت خط المرمى».
لكن معظم الصحف اعتبرت ان خطأ الحكم لم يؤثر كثيرا على نتيجة المباراة، اذ اشارت الى ان المنتخب الانجليزي كان سيئا جدا، حيث أشارت «ذي صن» الى ان الهدف غير المحتسب «ليس عذرا لأداء منتخب الاسود التي بدت بلا انياب وكأنها قطط»، في حين أوضحت «تايمز» انه «سرق من انجلترا هدف ولكن ليس النتيجة، وانها تستحق الخسارة».
وأعادت كرة لامبارد الجدل حول اعتماد تكنولوجيا الفيديو لتجنب اخطاء مماثلة في المستقبل.
الصحف الألمانية: تساوينا بعد 44 عاماً
أشادت الصحف الالمانية الصادرة أمس بالفوز الكبير لمنتخب المانيا على نظيره الانجليزي، متحدثة عن «الثأر» من الخسارة أمامه في نهائي مونديال 1966.
وعنونت صحيفة «بيلد» الواسعة الانتشار «شكرا لكرة القدم» على صورتين كبيرتين لمشهدي عامي 1966 و2010، مضيفة «أخيرا تساوينا بعد 44 عاما من هدف ويمبلي، ومنتخب انجلترا بات يعرف الآن ماذا كان شعورنا في حينها».
وتابعت «نعترف ومن دون أدنى شك بأن (كرة لامبارد) كانت هدفا، لقد تعرضتم للسرقة، لكن نرجوكم بأن تعترفوا الآن بأن هدف ويمبلي لم يكن صحيحا».
وركزت الصحف الالمانية على هدف فرانك لامبارد الذي لم يحتسب بعد ان أثبتت الاعادة ان الكرة اجتازت خط المرمى ما كان سيجعل النتيجة 2-2، متحدثة عن «الثأر» من الحادثة التي حصلت عام 1966 في نهائي كأس العالم حين خسرت المانيا أمام انجلترا بهدف مماثل.
أما صحيفة «برلينر كورير» فكتبت «نعم، لقد كان ثأرا من ويمبلي»، مضيفة «بعد 44 عاما من هدف النهائي في لندن، فان انجلترا تبكي هذه المرة بسبب قرار خاطئ للحكم». وسخرت صحيفة «سوديتش تسايتونغ» من «العدو القديم» بعبارة بسيطة «عذرا انجلترا»، واضافت متوجهة الى الانجليز «دعونا ندفن الاحقان ونتطلع الى المواجهات المهمة بين منتخبي البلدين في المستقبل».