بدأ المدرب الايطالي لمنتخب انجلترا فابيو كابيللو التخطيط لكيفية مقاربته تصفيات كأس اوروبا 2012 وكأن شيئا لم يكن، معتبرا انه قام بالمطلوب به خلال المونديال لكن لاعبي «الاسود الثلاثة» خذلوه خلال مباراة الدور الثاني امام المانيا (1-4).
وتحدث كابيللو الذي اكد انه يريد مواصلة المشوار مع المنتخب الانجليزي رغم اخفاقه في مونديال جنوب افريقيا، عن كيفية تضميد الجراح والاستعداد للاستحقاق القاري المقبل رغم ان مستقبله لم يحسم حتى الان بعدما اعلن الاتحاد الانجليزي بانه سيتخذ قراره بشأن هذه المسألة بعد اسبوعين وسط مطالبة الصحافة المحلية باقالته من منصبه مباشرة.
وبدا كابيللو واثقا من انه سيواصل مشواره حتى نهاية عقده لأن المدرب الايطالي بدأ يتحدث منذ الان عن كيفية «انعاش» منتخب «الاسود الثلاثة»، خصوصا ان العديد من نجومه الكبار وصولوا الى نهاية مشوارهم الدولي دون ان ينجحوا في الارتقاء الى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
وتطرق مدرب ميلان وروما وريال مدريد السابق الى اللاعبين المرشحين للانضمام الى التشكيلة او اللاعبين الذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم، مضيفا «لقد تحدثنا بهذا الموضوع مع الطاقم الفني.. اعتقد اننا سنجد على الارجح لاعبين جديدين او ثلاثة لكأس اوروبا، ادم جونسون، والظهير الايسر في ارسنال كيران غيبز، ومايكل داوسون، رغم انه ليس شابا. هناك ايضا غابرييل اغبونلاهور وبوبي زامورا الذي كان مصابا هذه المرة. وهناك لاعب اخر نأمل ان يكون في كامل لياقته حتى حينها وهو اوين هارغريفز».
الشبان ليسوا جاهزين
وتابع «افضل اللاعبين الشبان هم في منتخب دون 21 عاما وليسوا جاهزين للعب هنا في كأس العالم، لكني امل في العام المقبل او الاشهر الستة المقبلة ان يبرزوا الى الساحة. امل ان يعود ثيو والكوت وان يشفى من الاصابة في كتفه. هناك ايضا جاك ويلشير الذي اعتبره لاعبا مثيرا للاهتمام. لدي بعض اللاعبين الجيدين الذين سيجهزون في الاشهر الستة المقبلة. انه امر ممكن».
ويدرك كابيللو الذي تحدث ايضا عن المستقبل الواعد للحارس جو هارت، ان تحدثه عن ثورة شبابية في منتخب «الاسود الثلاثة» مرتبط بالضوابط والمشاكل التي واجهها مع التشكيلة الحالية. لا يوجد في الدوري الانجليزي الممتاز سوى 38% من اللاعبين المؤهلين للدفاع عن الوان المنتخب الانجليزي وبالتالي لا توجد امامه الكثير من المواهب للاختيار منها، كما ان طابع الدوري القاسي بدنيا، والرزنامة المكثفة (الدوري والكأس وكأس الرابطة والمشاركات الاوروبية) دون اي عطل حتى في فترة الاعياد تؤثر على الوضع البدني للاعبين وتتسبب في الاجهاد والكثير من الاصابات.
لكن من الصعب التحدث فقط عن الارهاق كعذر للاخفاق الذي مني به المنتخب الانجليزي في جنوب افريقيا 2010 حيث قدم اداء مخيبا اولا امام الولايات المتحدة (1-1) ثم الجزائر (0-0) قبل ان يتحسن نسبيا امام سلوفينيا حيث خطف تأهله الى الدور الثاني بفضل هدف وحيد سجله جيرمن ديفو، لينهي منتخب «الاسود الثلاثة» الدور الاول في المركز الثاني، ما وضع كابيللو في وضع حرج للغاية خصوصا امام الصحافة المحلية «القاسية».
ولم يتحسن وضع كابيللو بتاتا بعد مواجهة الدور الثاني حيث لقي الانجليز اسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات، ولم يرتق «الاسود الثلاثة» الى مستوى توقعات المملكة والصحافة التي ترى فيه الفريق البطل الذي يعانده الحظ، لكن واقع الامور والمعطيات يشيرون الى خلاف ذلك لان الانجليز لم يحققوا شيئا يذكر ان كان على الصعيد العالمي والقاري باستثناء فوزهم بمونديال 1966 وقد يكون عليهم ان ينتظروا حتى 2018 لكي يرفعوا الكأس مجددا في حال نالوا شرف استضافة النسخة الحادية والعشرين من العرس الكروي العالمي.
ضغط الإعلام
من المؤكد ان الضغط الذي تمارسه وسائل الاعلام البريطانية على المنتخب يلعب دورا سلبيا جدا في النتائج التي يحققها الاخير خصوصا انها لا تكتفي بتناول المسائل الكروية بل تلقي الضوء على اي شيء يتعلق باللاعبين ان كان شخصيا سطحيا او حميما، وربما تجعل منهم نجوما اكبر حجما مما هم عليه واقعيا، وذلك خلافا لنظرائهم الالمان او البرازيليين الذين لا يعيرون اهتماما للافراد بل الى الـ «مانشافت» و«سيليساو» كمجموعة موحدة.
ويبرر كابيللو السبب الذي يجعله يتمسك بعدم الاستقالة، قائلا «اعلم الكثير عن اللاعبين وما حصل. اعلم الوضع اليوم اكثر من السابق لاني ادركت ما حصل عندما وصلنا الى كأس العالم. انا اتفهم المزيد من الاشياء، وأعي ان هناك امرا مهما للغاية، واتفهم لماذا لم تفز انجلترا (بالالقاب) في السابق: لاعبو انجلترا يصلون الى نهاية الموسم منهكين».
وواصل «كل مباراة لعبناها خلال هذه الفترة، سبع مباريات بالمجمل بينها الودية وتلك التي خضناها في كأس العالم، لم ار اللاعبين الذين شاهدتهم في الخريف او بعد شهرين من عيد الميلاد. كانوا يتمرنون بشكل جيد، كانوا مركزين، لكنهم ليسوا اللاعبين ذاتهم، ليسوا بالسرعة ذاتها، بالسرعة التي اعرفها عنهم. اريد ان اغير شيئا لكن من المستحيل فعل ذلك، هناك الكثير من المباريات خلال الموسم. يلعبون السبت والاربعاء والسبت والاربعاء».
واذا بقي كابيللو في منصبه وستكون هذه المسألة التحدي الاكبر الذي سيواجهه، فانه مصمم على نيل فرصة ثانية يثبت من خلالها ان بامكانه ان يغير المنتخب الانجليزي: «افضل ان ابقى. نحتاج الى الوقت من اجل استعادة توازننا وحيويتنا».
رفض اقتراحات الأندية
واكد كابيللو انه رفض اقتراحات من اندية كبيرة لانه يحب مهنته كمدرب للمنتخب الانجليزي، فيما قال المتحدث باسم الاتحاد الانجليزي ادريان بيفينغتون: «كابيللو مرتبط معنا بعقد حتى عام 2012. بيد ان الجميع اعرب عن خيبة الامل بخروجنا من نهائيات كأس العالم بهذه الطريقة. من المنطقي العودة الى لندن واتخاذ الوقت الكافي والحديث مجددا مع كابيللو».
واعتبر كابيللو رد الاتحاد الانجليزي «ذكيا»، وقال «اعتقد انه جواب ذكي»، بيد انه بدا عصبيا عندما طرح عليه سؤال حول ما اذا كان لايزال يستحق «الاموال الطائلة» التي يدفعها له الاتحاد الانجليزي. وقال «اختاروني لهذا المنصب، واعتبروا انني استحق هذا الراتب. الاموال لا تحدد قيمة الانسان».
وأوضح بيفينغتون «احب التذكير بانه ليس كابيللو من حدد راتبه. تعاقدنا معه عندما كنا في الحضيض وفشلنا في التأهل الى نهائيات كأس اوروبا 2008. فابيو اعطى الثقة الى هذا المنتخب».
يذكر ان المنتخب الانجليزي وقع في تصفيات كأس اوروبا 2012 ضمن المجموعة السابعة الى جانب سويسرا وبلغاريا وويلز ومونتينيغرو، وهو يبدأ مشواره في الثالث من سبتمبر المقبل في مواجهة بلغاريا.
ريدناب يطالب بإعطاء كابيللو فرصة
قال مدرب توتنهام الانجليزي هاري ريدناب أنه مستعد لخلافة الايطالي فابيو كابيللو مدرب منتخب انجلترا بحال أقيل الأخير من منصبه. وكان كابيللو أعلن أمس الأول انه سيعرف قرار بقائه على رأس الادارة الفنية لـ«الأسود الثلاثة» من عدمه بعد اسبوعين، معربا عن امله في مواصلة مهامه على الرغم من الخروج المخيب من الدور الثاني للمونديال. وطلب ريدناب من الاتحاد الانجليزي تعيين مدرب وطني للمنتخب الأول بحال رحيل كابيللو: «هذا الرجل (كابيللو) يملك سجلا هائلا على صعيد الأندية. لكن عندما يرحل، بعد أربع سنوات أو في أي وقت كان، بالتأكيد سيتواجد شاب أو مدرب اخر في هذه البلاد. بالتأكيد يجب ان نجد مدربا انجليزيا للمنتخب الوطني». وأضاف ريدناب الذي أشرف سابقا على بورنموث، وستهام وبورتسموث لموقع «توك سبورت»: «لا أتحدث هنا عن مدرب اسكوتلندي أو ايرلندي، أتحدث عن مدرب انجليزي لان هذا هو المكان الذي نحن فيه. انها بلادنا. يجب أن نكون قادرين على صنع مدرب يستطيع ادارة المنتخب الانجليزي، ولأكون صريحا لن يقوم بأسوأ مما قاما به (سفن غوران أريكسون وكابيللو)».
وتابع ريدناب (63 عاما): «أنا انجليزي. من لا يرغب في تدريب منتخب انجلترا؟ لا أحد يرفض وظيفة كهذه. اذا كنت انجليزيا فلا يمكنك رفض تدريب بلادك».
وكان كابيللو ذكر بعد خروج انجلترا أمام ألمانيا: «تحدثت الى السير دايف ريتشاردز المدير العام للاتحاد الإنجليزي. قال لي انه بحاجة الى اسبوعين لاتخاذ القرار. قلت له انني اريد البقاء. الان القرار بيده».
من جهته، قال المتحدث باسم الاتحاد الانجليزي ادريان بيفينغتون: «كابيللو مرتبط معنا بعقد حتى عام 2012. بيد ان الجميع اعرب عن خيبة الامل بخروجنا من نهائيات كأس العالم بهذه الطريقة. من المنطقي العودة الى لندن واتخاذ الوقت الكافي والحديث مجددا مع كابيللو».