بدأ معظم أفراد الشعب الاسباني يشعرون بالرضا أخيرا عن منتخب بلادهم بعد الفوز على جاره المنتخب البرتغالي 1-صفر في الدور الثاني في كيب تاون.
وظلت الجماهير، ووسائل الإعلام الاسبانية تنتقد المدرب فيسنتي دل بوسكي ولاعبيه منذ بداية مشوارهم، بعد الخسارة في مباراتهم الافتتاحية أمام سويسرا، ثم فوزهم غير المقنع على هندوراس وتشيلي.
ولكن ردود الفعل التي أعقبت الفوز على البرتغال جاءت إيجابية بشكل كبير، بل هستيرية في بعض الأماكن. شاهد أكثر من 15 مليون اسباني المباراة، أغلبهم في الأماكن المفتوحة بمهرجانات كأس العالم في المدن الكبرى.
وكما كان متوقعا، سيطر «الماتادور» على المباراة منذ بدايتها بفضل أسلوب اللعب الذي اعتمد على الاستحواذ على الكرة، «تيكيتاكا»، والذي سبق أن قاده إلى لقب بطولة الأمم الأوروبية «يورو 2008».
ظل الانتظار القلق هو سيد الموقف حتى سجلت اسبانيا هدفها الحاسم في المباراة والذي كان أول هدف يدخل مرمى البرتغال الحصين طوال المونديال.
وكالعادة، كان دافيد فيا بطل الفريق الاسباني حيث تمكن من كسر حاجز الصمت وترجمة سيطرة الفريق إلى تقدم مادي.
وعلقت القناة التلفزيونية الخامسة في اسبانيا على الهدف بقولها: «أخيرا اخترقنا جدران أريحا»، في إشارة إلى صلابة الدفاع البرتغالي مع تفجر مشاعر السعادة والارتياح في أرجاء البلاد.
وفجرت صفارة نهاية المباراة في كيب تاون شعورا شاملا بالبهجة في أنحاء اسبانيا حيث كانت الجماهير تلوح بالأعلام من شرفات المنازل، وأطلقت السيارات نفيرها.
ومن المتوقع أن تصل نسبة المشاهدة التلفزيونية بين جماهير اسبانيا إلى رقم قياسي يبلغ 20 مليون متفرج، عندما يلتقي منتخبهم مع پاراغواي في الدور ربع النهائي السبت المقبل، حيث يستعين دل بوسكي من جديد بفيا لقيادة خط هجومه.
وسجل فيا 4 من أهداف اسبانيا الخمسة في المونديال حتى الآن حتى أصبح اعتماد الفريق عليه في التسجيل من أبرز النقاط السلبية التي تحدثت عنها وسائل الإعلام في اسبانيا.
ومن بين الأسئلة التي طرحتها محطة «كادينا كوبي» الإذاعية هو: «من سيسجل الأهداف إذا أصيب فيا، أو ابتعد عن مستواه؟».
وكتبت صحيفة «إل بيريوديكو» الصادرة في برشلونة إن «هناك اعتمادا واضحا على فيا وهذا امر مثير للقلق».
وأشارت «إل بيريوديكو» وعدد من الصحف الأخرى إلى «الحالة البدنية المزرية» لفرناندو توريس، زميل فيا الحاضر الغائب، في هجوم اسبانيا.
وأشارت محطة «كادينا سير» الإذاعية إلى أن دل بوسكي يجب أن يدفع بمهاجم أتلتيك بلباو الشاب فرناندو لورنتي بدلا من توريس أمام پاراغواي.
وشارك لورنتي بدلا من توريس بعد مرور ساعة تقريبا من وقتها ليمنح الهجوم الاسباني نشاطا وبريقا، على عكس توريس الذي اجتهد كثيرا، ولكنه لم يفلح في التسجيل.
ومن الجوانب الاخرى التي انتقدتها وسائل الإعلام الاسبانية، عدم فاعلية منتخبها بالقدر الكافي أمام المرمى، فقد أشارت صحيفة «ماركا» التي تصدر في مدريد إلى أن «منتخب اسبانيا احتاج لعشر فرص تهديفية واضحة لكي يسجل هدفا واحدا».
بينما جاء رد فعل باقي وسائل الإعلام الاسبانية إيجابيا تماما.
واختصت وسائل الإعلام لاعب خط وسط برشلونة تشافي الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، بقدر خاص من الإشادة كما فعلت مع فيا. وكتبت صحيفة «سبورت» الكاتالونية أن تشافي هو ملك أسلوب الأداء الاسباني المعروف باسم «تيكيتاكا» وأنه كان يمسك بجميع خيوط المباراة.
كما أشادت وسائل الإعلام بالمدافعين جيرارد بيكيه وسيرخيو راموس، إلى جانب لورنتي، وانتقدت معظم وسائل الإعلام في اسبانيا خطة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، وأكدت محطة «راديو ماركا» الإذاعية أن «خطة كيروش بالدفاع في العمق والاعتماد على الهجمات المرتدة انهارت تماما عندما سجل فيا هدف اسبانيا ، ولم تكن لديه خطة بديلة».
الصحف الإسبانية: فيا يعيد إحياء حلم إسبانيا
حصل منتخب اسبانيا الباحث عن لقبه العالمي الأول على دعم الصحافة المحلية المشككة عادة بعد تأهله الى ربع النهائي.
وعنونت «أل بايس» بعد فوز اسبانيا على البرتغال 1 - 0 في الدور الثاني: «اسبانيا بدأت تحلم»، في حين قالت «أ ب ث» ان: «الحلم يبقى حيا».
ونال المهاجم دافيد فيا الذي رفع رصيده الى 4 أهداف على رأس ترتيب الهدافين واقترب من رقم راوول غونزاليز كأفضل هداف مع منتخب اسبانيا (42 لفيا مقابل 44 لراوول)، إشادة أكثرية الصحف بعد تسجيله هدف الفوز.
وعنونت «أل موندو»: «فيا يعيد احياء حلم اسبانيا» إلى جانب صورة مهاجم برشلونة الجديد في لحظة تسجيل الهدف.
وعلقت «أل بايس»: «فيا على غرار القليل من اللاعبين أمام المرمى، هو منجم ذهب، أو حتى أفضل، هو حقل نفط بحد ذاته».
وتحدثت «أ ب ث» عن «فيا الماتادور (مصارع الثيران)».
وكتبت «ماركا» اليومية المتحمسة للفوز: «ها هي بلادي اسبانيا»، معتبرة ان فيا قدم «اداء من خارج هذا العالم»، قبل أن تشير بوعي: «ها نحن في ربع النهائي، لكن انتبهوا لم نربح أي شيء بعد».
وتابعت ان اسبانيا كانت «حادة الذهن»، واعتبرت ان اسبانيا «عادت أخيرا إلى جذورها بتقديمها الاداء الرائع».
وبالنسبة لصحيفة «أس» الرياضية اليومية، فقالت: «عاد الأبطال» وان حامل لقب كأس أوروبا تصرف مثل «مصارعي الثيران» الحقيقيين بعد تغلبه على البرتغال.
ولم تمتدح الصحف اداء المهاجم فرناندو توريس الذي استبدله المدرب فيسنتي دل بوسكي في الشوط الثاني بالمهاجم الآخر فرناندو ليورنتي الذي نال ثناء الصحف لقلبه طبيعة المباراة.
وعلقت «أل بايس»: «بعد ساعة من الوقت في مباراة عادية قدم فيها الفريقان لعبا سيئا، كان ليورنتي الذي لم يلعب دورا في هذه النهائيات الملهم في تحول رائع»، واعتبرت «أس» ان «الكمال تحقق بعد استبدال توريس بليورنتي».
سيلفا ينضم إلى مانشستر سيتي
اعلن نادي مانشستر سيتي الانجليزي ان دافيد سيلفا لاعب وسط منتخب اسبانيا سينضم الى صفوفه بعد انتهاء كأس العالم، لمدة 4 سنوات.
وقال سيتي في بيان بموقعه على الانترنت «توصل مانشستر سيتي الى اتفاق مع فالنسيا بشأن انتقال دافيد سيلفا».
واضاف «انهى مستشارو اللاعب والمسؤولون في الناديين كل التفاصيل، سيخضع اللاعب للفحص الطبي وسيكمل اجراءات انضمامه الى سيتي فور انتهاء مهمته مع منتخب بلاده في كأس العالم».
فورلان لا يغار من سواريز
نفى مهاجم أوروغواي دييغو فورلان شعوره بالغيرة لتكفل زميله في خط هجوم الفريق لويس سواريز بإحراز جميع الأهداف في المباراتين الأخيرتين. وأكد مهاجم أتلتيكو مدريد «غيرة؟ لا، على الإطلاق، علاقتي مع لويس رائعة ويسعدني أنه أحرز الهدف الحاسم أمام كوريا الجنوبية الذي حملنا إلى الدور ربع النهائي، المهم الآن هو الفريق».
سجل فورلان هدفين في المبارة التي تغلب فيها منتخب بلاده على جنوب أفريقيا 3-0، قبل أن يدخل في فترة عقم تهديفي.
وعلى العكس من ذلك، أحرز مهاجم أياكس أمستردام هدف الفوز الوحيد في مباراة المكسيك، ثم الهدفين في مباراة كوريا الجنوبية في الدور الثاني والتي انتهت 2-1.
وأكد فورلان أنه لا ينافس زميله لأنه يلعب كمهاجم متأخر وليس كرأس حربة، بقرار من المدير الفني.
وقال «في حالتي، ألعب متأخرا إلى الخلف بعض الشيء، بالتأكيد كمهاجم أحب تسجيل الأهداف، لكنني لا أسعى إلى ذلك لهدف شخصي، بل لمساعدة المنتخب كي يتمكن من الفوز».
وحول مباراة ربع النهائي التي تخوضها أوروغواي أمام غانا في مدينة جوهانسبرغ غدا الجمعة، قال فورلان «هكذا أنا بعيد بعض الشيء عن منطقة التهديف، لكنني أرحب بذلك مادام المنتخب يواصل انتصاراته. إنني اسير على الطريق الصحيح، وذلك هو الأمر الجيد». وأكد نجم فريق العاصمة الاسبانية أن «استغلال التوقيت» هو مفتاح الفوز في المواجهات التي تحسم من مباراة واحدة.