لم يضم المنتخب الألماني قبل ذلك هذا العدد الكبير من اللاعبين الذين لهم أصول أجنبية، فبدلا من تحمس الألمان للاعبين يحملون الأسماء الألمانية التقليدية مثل «كولر وماتيوس ومولر» صاروا يهتفون بأسماء أجنبية مثل «خضيرة وبواتينغ وأوزيل».
وأجرى الموقع الالكتروني لمجلة «دير شبيغل» الألمانية مقابلة مع متخصص علم الاجتماع الرياضي، ديتهيلم بليكينغ فقال إن «المنتخب الألماني يعكس في الوقت الحالي حقائق يعيشها المجتمع بشأن المهاجرين»، مضيفا: «نظامنا التعليمي مع الأسف يغلق باب الامكانيات المتاحة أمامهم (المهاجرين) في مجالات عديدة، ولذلك فهم يحاولون الصعود من خلال الانجازات الرياضية وتحقيق مسيرة مهنية ناجحة».
وأكد في الوقت نفسه أن من الخطأ الاعتقاد بأن وجود أجانب بين صفوف منتخب ألمانيا مسألة جديدة، وقال: «لعب في صفوف منتخبنا 100 لاعب لهم أصول أجنبية حتى الآن، يوب بوسيبال نجم عام 1954 كان لديه جواز سفــر رومـــاني، وراينـــر بونهوف بطل عـــام 1974 كان هولنديـــا».
وردا على سؤال حول ما إذا كانت هناك عوائق في الماضي أمام المواهب الرياضية الأجنبية، قال الخبير: «لم يتم بحث هذا الموضوع من الناحية العلمية بشكل كاف ولكن ثمة إشارات ترجح هذا الرأي حيث كان اللاعبون الأتراك يشكون دائما في المقابلات الصحافية من عـــدم الاهتمــام بهم بالقدر الذي يتناســب مــع موهبتهـم».
وأضاف: «يجب أن تحدث أزمة في كرة القدم الألمانية حتى يتم التغيير فبعد الأداء السيئ للمنتخب في بطولة كأس العالم عام 1998 وكأس الأمم الأوروبية عام 2000 لاحظ المسؤولون أنه لم يتم اكتشاف الجزء الأكبر من المواهب في ألمانيا وهو الأمر الذي تزامن مع تغييرات اجتماعية بالنسبة لقضية المهاجرين».
وأكد بليكينغ على أهمية ترجمة النجاحات المثيرة للمنتخب الألماني في مونديال 2010 والحماس الشديد المرتبط بها، إلى تاريخ يمكن سرده وقال: «الجميع سعداء سواء الكبير والصغير، الغني والفقير، الأمر يعتمد بشكل كبير على قدرتنا على سرد قصة هذا النجاح سواء على يد فنانين أو علماء او صحافيين يحولون واقع ألمانيا المتنوعة إلى جزء من الحياة اليومية».