صالح العصفور
تشهد جنوب أفريقيا حربا كروية شرسة، تستعمل فيها المخالب الحادة لإيقاف الخصم، لأن الفائز بالكأس سيحظى بطعم نادر غير كل ما سبق لأنها ببساطة ستكون «النسخة الأفريقية الاولى» لمنتخبين لم يتذوقا حلاوة وطعم الفوز بكأس العالم من قبل.
وقوة الحرب تلك تكمن في تشكيلة اسبانيا وهولندا لما تتضمنه من لاعبين على مستوى عال جدا لديهم الخبرة الكروية التي تفيد في النهائيات.
بدأ مستوى منتخب اسبانيا ضعيفا وخسر أمام سويسرا بهدف دون رد، وهنا نتكلم عن الخبرة الدولية وكيفية تسخيرها لمصلحة «الماتادور» فاستعاد شيئا من مستواه أمام هندوراس، وتغلب على تشيلي بصعوبة، ثم سار في الطريق السريع شيئا فشيئا واقتنص پاراغواي بأداء متوازن ثم برهن على رفعة مستواه أمام ألمانيا فقدم أداء مدروسا بدقة وعناية مع الحذر الشديد من الأخطاء، ففاز بالاعتماد الكلي على الجماعية في الأداء، والتوازن الدفاعي والهجومي ثم قدرته على الوصول الى الهدف من اقصر الطرق، وبأحسن اللاعبين الذين يملكون القدرة على ذلك، وأبرزهم انديرياس انييستا، وتشافي، وفرناندو توريس، وبيدرو رودريغيز، ودافيد فيا، وبمساعدة من سيرجيو راموس.
إسبانيا على موعد لدخول التاريخ، فهذا زمانها حيث تملك منتخبا رائعا، ذا إمكانيات متعددة، وحارس مرمى هو ايكر كاسياس القائد الحامي بكل شجاعة ويظهر في الأوقات المناسبة.
أما هولندا، فهي صاحبة الكرة الشاملة الممتعة التي تجبرك على متابعة اي مباراة تشارك فيها، هذه المرة تختلف نوعا ما، المتعة والرغبة بالفوز تظهر على إصرار اللاعبين وعزيمتهم وروحهم العالية التي يطبقون فيها طريقة الأداء، وهم منتخب متعاون ترى خطوطه متماسكة، فالإحساس باللقب يدغدغ لاعبي هولندا هذه المرة حتى يتوجوا أبطالا للعالم، وقد فازوا في كل المباريات حتى الآن، ويملكون مفاتيح فوز هامة على مستوى الأداء ويقود «الطواحين» «المروحة» الأقوى ويسلي سنايدر، والجناح الذي لا يكسر اريين روبن، وروبير فان بيرسي، وديريك كاوت ومارك فان بومل رابط الوسط بالاضافة الى قدرة خط دفاعية ناجحة ستمتحن بالصمود أمام إسبانيا وستحدد نتيجة المباراة النهائية التي ستكون بحق حرب عالمية كروية أولى لأن الفائز سيتسيد العالم لـ 4 سنوات قادمة. وسيخرج من غياهب أفريقيا الى أضواء الشهرة والصيت الذائع.