سيكون غدا يوما شديد الخصوصية بالنسبة للاعب الهولندي رافاييل فان در فارت عندما يواجه منتخب بلاده نظيره الاسباني في المباراة النهائية للمونديال بستاد «سوكر سيتي» في العاصمة الجنوب أفريقية جوهانسبرغ.
وسيكون فان در فارت جالسا على مقعد بدلاء المنتخب الهولندي أثناء مباراة النهائي، انتظارا لاقتناص فرصته في دخول أرض الملعب في جوهانسبرغ ومساعدة المنتخب الهولندي على تحقيق قاعدة «الثالثة ثابتة»،
وكان المنتخب الهولندي وصل إلى نهائي البطولة مرتين من قبل، ولكنه خسر في المرتين أمام أصحاب الأرض حيث خسر أمام ألمانيا الغربية عام 1974 وأمام الأرجنتين عام 1978.
ولكن الفريق الهولندي يحدوه الامل في ثالث مرة يصل فيها إلى المباراة النهائية بأن يتوج بكأس العالم بالفوز على نظيره الاسباني يوم غد الأحد.
ولم يلتق المنتخبان الهولندي والاسباني بعضهما البعض من قبل في بطولة كبيرة، ولكن هذه المباراة تحمل أهمية أخرى بالنسبة لفان در فارت حيث إنه سيلعب للمرة الأولى أيضا أمام منتخب الدولة التي تنتمي لها أمه والتي يلعب بها ضمن صفوف ريال مدريد.
وقال فان در فارت الأربعاء الماضي، بعد يوم واحد من فوز هولندا على أوروغواي 3-2 في الدور نصف النهائي وقبل بدء مباراة ألمانيا وإسبانيا «أتمنى أن نواجه إسبانيا في النهائي. جزء من أسرتي ينتمي لإسبانيا كما أنني ألعب لريال مدريد».
وشارك فان در فارت (27 عاما) في التشكيل الأساسي للمنتخب الهولندي في مبارياته الثلاث بالمجموعة الخامسة في الدور الأول، وساعد الفريق في تحقيق ثلاثة انتصارات، بمهارته في خط الوسط ورؤيته الجيدة للملعب.
ومع ذلك أصبح فان در فارت يشارك من مقعد البدلاء ابتداء من دور الستة عشر، بعد استعادة آريين روبن لياقته.
وقال فان در فارت بعد فوز المنتخب الهولندي على نظيره البرازيلي 2-1 في دور الثمانية «الجلوس على مقعد البدلاء ليس أمرا سهلا».
وأضاف «انه لامر محبط أن تكون جالسا (على مقعد البدلاء) والمباراة جارية. أحاول فقط أن أكون صبورا وأنتظر التبديل للنزول إلى الملعب ومساعدة الفريق».
هذا بالتحديد ما سيفعله فان در فارت أمام المنتخب الإسباني الذي لم يسبق له الوصول إلى نهائي كأس العالم.
وقال فان در فارت في وقت سابق من العام الحالي «جزء مني إسباني، وأنا فخور للغاية بذلك. ولكن بلدي الأول هو هولندا وأشعر بالفخر دائما عندما استدعى للمشاركة مع منتخبها».
وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي هاجر نحو مليون مواطن اسباني شمالا للبحث عن العمل في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا.
وكان لنسل هؤلاء المهاجرين الإسبان دور مهم في كرة القدم الفرنسية حيث ظهرت أسماء مثل ميشيل هيدالغو ومانويل أموروس ولويس فرنانديز، ومع ذلك لم يظهر نفس التأثير الإسباني على الكرة الهولندية إلى أن ظهر فان در فارت.
وتنحدر والدة فان در فارت من بلدة شيكلانا دي لا فرونتيرا بمقاطعة قادش جنوب اسبانيا. وغادرت اسبانيا متوجهة إلى هولندا برفقة أسرتها التي كانت تعود إلى قادش بشكل متكرر.
وتزوجت من مواطن هولندي ولكنها أصرت على أن يكون لنجلها اسم اسباني مسيحي، وهو رافاييل. وترعرع رافاييل فان در فارت وهو يتحدث اللغتين الهولندية والاسبانية، وتعلم في أكاديمية أياكس الشهيرة ثم شارك للمرة الأولى مع أياكس وهو في السابعة عشرة من عمره.
ابتسامة دل بوسكي
بعد الفوز الثمين بهدف دون مقابل الذي حققه الفريق الاسباني على المنتخب الألماني في الدور نصف النهائي وتأهله إلى المباراة النهائية للمرة الأولى، أدار المنتخب الاسباني بصره وتفكيره إلى المنتخب الهولندي الذي يلتقيه غدا في المباراة النهائية.
ولم يستطع المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الاسباني أن يخفي ابتسامته وسعادته لدى حديثه إلى الصحافيين بعدما شاهد فريقه يتغلب على المنتخب الألماني مجددا بفضل أسلوب التمرير المتقن والرائع الذي يتسم به أداء الماتادور، وقال دل بوسكي «أعتقد أننا قدمنا مباراة رائعة بداية من الدفاع وحتى الهجوم».
وبفوز المنتخب الاسباني وتأهله إلى النهائي أمام هولندا على ستاد «سوكر سيتي» في جوهانسبرغ تأكد تتويج بطل جديد لكأس العالم حيث لم يسبق لأي من المنتخبين الاسباني أو الهولندي الفوز بلقب البطولة.
وهذه هي المرة الأولى التي يصل فيها فريقان للنهائي لم يسبق لهما الفوز باللقب منذ أن تأهل المنتخبان الأرجنتيني والهولندي لنهائي مونديال 1978 بالأرجنتين.
وسيكون النهائي أوروبيا خالصا للبطولة الثانية على التوالي حيث جمع نهائي مونديال 2006 بألمانيا بين منتخبي إيطاليا وفرنسا.
وبغض النظر عن هوية الفريق الفائز، ستكون المرة الأولى التي يتوج فيها منتخب أوروبي بلقب بطولة كأس العالم خارج القارة الأوروبية.
وسيكون النهائي هو الوحيد على مدار تاريخ بطولات كأس العالم الذي يخلو من أي من منتخبات البرازيل والأرجنتين وإيطاليا وألمانيا.
وأنقذ فوز الماتادور الاسباني نهائي المونديال من روح الثأر التي كان من المتوقع أن تشهدها المباراة في حالة تأهل المنتخبين الألماني والهولندي حيث سبق لهما أن التقيا في نهائي مونديال 1974 وفاز فيه منتخب ألمانيا (الغربية) 2-1.
ولم يسبق للمنتخبين الاسباني والهولندي أن التقيا معا في أي من البطولات الكبيرة ولكن المباراة بينهما في جوهانسبرغ يمكن اعتبارها مواجهة بين عقول متماثلة أو متشابهة.
ومنذ بداية أسلوب «الكرة الشاملة» في كرة القدم الهولندية بقيادة النجم السابق يوهان كرويف في السبعينيات من القرن الماضي وانتقال هذا الأسلوب لجيل ماركو فان باستن ورود خوليت في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، اشتهرت الكرة الهولندية بالنزعة الهجومية.
بويول بين الاستمرار أو الاعتزال
اعلن قائد برشلونة قطب دفاع المنتخب الاسباني كارليس بويول انه سيتخذ قراره باعتزال اللعب دوليا من عدمه بعد المباراة النهائية.
وقال بويول صاحب هدف الفوز في مرمى المانيا (1-0) في نصف النهائي: «امامنا مباراة نهائية رائعة، وبعد ذلك لدينا دائما الوقت الكافي للتفكير في المستقبل. لم اتخذ القرار حتى الان، سأتخذه مع (الميستر) وفرناندو هييرو بعد المباراة النهائية» في اشارة الى مدرب المنتخب الاسباني فيسنتي دل بوسكي والمدير الرياضي قائد ريال مدريد سابقا هييرو.
واستهل بويول (32 عاما) مسيرته الدولية بمواجهة هولندا في مباراة دولية ودية عام 2000، وهو لعب حتى الان 90 مباراة دولية سجل خلالها 5 اهداف.