بعد احتفالات دامت طوال الليل، استقبل الاسبان أبطال العالم بحفاوة مساء امس في مسيرة طويلة بحافلات مكشوفة وسط مدريد.
ووصل «عظماء اسبانيا» الجدد الذين وصفتهم الصحف بأنهم «أبطال» و«ملوك العالم» لفوزهم بكأس العالم الى مدريد قبل ان تستقبلهم العاصمة التي زينت باللونين الأحمر والأصفر.
ويستقبل الملك خوان كارلوس أولا في قصره فريق الكابتن ايكر كاسياس. ولم يتمكن العاهل الاسباني من التوجه الى جوهانسبيرغ بسبب وضعه الصحي الذي مازال حساسا بعد العملية التي خضع لها في الرئة الشهر الماضي.
وبعد ذلك سيهنئهم رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو المعجب الكبير بالمنتخب ومشجع فريق برشلونة الذي يشكل مع ريال مدريد بنية «لا روخا» الأساسية.
وبعد فوز اسبانيا النهائي امام هولندا (1-0) في المباراة النهائية، اعترف ثاباتيرو بأنه شعر «بقلق كبير» خلال المباراة التي تابعها 14 مليون مشاهد في اسبانيا. وأشاد بأندرياس انييستا «المذهل» الذي حقق هدف الفوز.
وبعد الاستقبال الرسمي يستقل لاعبو الفريق حافلة مكشوفة ليتجولوا في الشوارع الرئيسية للعاصمة قبل المشاركة في احتفال كبير امام القصر الملكي يتوقع ان يحضره نحو 150 ألف شخص على الاقل.
وقد نسيت اسبانيا مؤقتا الازمة الاقتصادية ومعدل البطالة الذي يبلغ 20% لتحتفل حتى آخر الليل بأول كأس تحصل عليه في المونديال.
وهتف المحتفلون «أبطال أبطال».
وفي وسط مدريد أمضى عشرات الآلاف من المشجعين وخصوصا الشباب «بالمنتخب» وهم يرتدون قمصانا حمراء او اعلام اسبانيا، ليلتهم وهم يحتفلون.
وغنت مجموعة من المشجعين «نحن نحتفل مع انييستا» حتى الساعات الأخيرة من الليل في ساحة بويرتو ديل سول في وسط العاصمة، بينما كانت الشرطة تراقب بدقة الحشود.
وفي فالنسيا (شرق) واشبيلية (جنوب) سادت أجواء من الفرح احتفالا بالفريق الذي يرمز الى «اسبانيا تعددية» على حد قول ثاباتيرو.
وحتى في برشلونة القومية جدا (شمال شرق) والتي تميل الى الاحتفال بفريق برشلونة أكثر من الاشادة بفوز «لاروخا» احتفل بالفوز نحو عشرين ألف مشجع.
وقالت شرطة المقاطعة ان اخطر الحوادث وقعت في هذه المدينة حيث اعتقل 21 شخصا وجرح 74 آخرون بعد «اعمال شغب عامة» مثل احراق سلات قمامة ورشق اشياء.
وصباح امس، عادت الحياة تدريجيا الى طبيعتها لاسيما في مدريد حيث أدت الاحتفالات الليلية الى انتشار عشرين طنا من القمامة.
لكن الحماسة تبقى واضحة عن طريق الأعلام التي علقت على الشرفات والموظفين المتوجهين الى مراكز عملهم بقمصان حمراء.
كتبت صحيفة الباييس ان «فوز اسبانيا بعد سلسلة انتصارات اقرب الى ملحمة».
وللمرة الاولى منذ اشهر لا تشغل الازمة الاقتصادية وفضائح الفساد العناوين الكبرى والصعوبات التي تواجهها حكومة ثاباتيرو في الصحف.