عبدالله العنزي
بعد إسدال الستار على كأس العالم 2010 في جوهانسبرغ، أظهرت كرة القدم مجددا انها مضادة لمقولة «لكل مجتهد نصيب»، فلو اعترفت بذلك لكان قائد ألمانيا فيليب لام هو من يرفع الكأس في نهاية المطاف بدلا من ايكر كاسياس، ولكن هؤلاء هم الألمان وهذه «خلاجينهم»، فهم طبقوا مثلهم القائل «افعل فقط ما عليك فعله واترك الباقي للقدر» بحذافيره، فوزعوا رباعيات الخيام بسخاء غير معهود على الاستراليين والانجليز والارجنتينيين، وعندما لاقوا الاسبان وجها لوجه في قبل النهائي صاح بهم كارليس بويل «تكفون يا خوان ميركل..خلوها..».
أما هولندا فحدث ولا حرج، هم فقط اعتادوا على الفضة، ولو كان رئيس الاتحاد الدولي «فيفا» جوزيف بلاتر شهما لأعطى الاسبان كأس البطولة والميداليات الفضية، وأعطى الهولنديين الميداليات الذهبية، على ان يلتقط سنايدر ورفاقه صورة تذكارية مع الكأس، فيضعها بلاتر على احد جدران مبنى «فيفا» في زيوريخ ويكتب تحتها «هولندا بطل غير متوج».
ولو استطعت ان احصل على رقم موبايل دييغو مارادونا لبعثت له بمسج «يا ولد اثقل عيب عليك هالحركات الصبيانية، فوق ما انك جد، انت الحين مدرب بعد»، ولو سألت أي ارجنتيني غيور على منتخب بلاده عن سبب الإخفاق في كأس العالم لأجابك بسرعة «مارادونا وباليرمو وفيرون، هذه تشكيلة رايح تلعب كوت بو ستة مو تلعب في كأس العالم».
أما مدرب البرازيل دونغا فهو مثل الغراب، أراد ان يقلد مشية الحمامة فأضاعها وأضاع مشيته، «هذه البرازيل يا رجل وليست ايطاليا»، هو اراد ان يخلق توازنا بين الدفاع والهجوم في تشكيلة السيليساو ونسي ان دفاع البرازيل هو هجومهم، ولعل القدر لعب دوره في اقصاء البرازيل، فمن غير المعقول ان يقارن دونغا بالقيصر الالماني فرانتس بكنباور بتحقيقه الكأس كلاعب ومدرب، وهذا الامر لن يحدث الا اذا درب البرازيل رونالدو، فمثله كفو لبكنبارو.
ولأن الانجليز جميعهم شعراء على غرار جدهم الاكبر شكسبير فهم «دائما يقولون ما لا يفعلون»، فرؤية الطائرة التي أقلت الانجليز الى جنوب افريقيا تراها متخمة كالذين يأخذون معهم كل شيء قبل المعركة، فهم اخذوا معهم اللاعبين والجهازين الفني والاداري وممثلي الصحف والقنوات الانجليزية، هذا بالاضافة الى المصابين بيكام وفرديناند، ناهيك عما لذ وطاب من الاطعمة والمشروبات وحمدا لله ان الطائرة لم تتسع اكبر من ذلك وإلا لجلب بيكام معه زوجته وابناءه الثلاثة والخدم والحشم.. إلخ.
أما الفرنسيون فهم شعب «مشكلجي» لأبعد الحدود، وكأن أراضي فرنسا الواسعة ضاقت بهم ذرعا حتى ينقلوا مشاكلهم الى الغلابة في جنوب افريقيا، وعلى الاتحاد الفرنسي ان يكون حازما ويتخذ عدة قرارات اهمها ان يقدم اللاعب المستدعى الى صفوف منتخب الديوك لشهادة حسن سير وسلوك قبل الانضمام الى التشكيلة! اما ايطاليا «فالنصيحة بعد المصيبة كالدواء بعد الموت!».