رغم مرور ثلاثة عشر عاما على التسديدة الأشهر لظهير أيسر منتخب السامبا البرازيلي روبرتو كارلوس في مرمى المنتخب الفرنسي قبيل مونديال 1998، إلا أنها مازالت مثار حديث وجدل الأوساط الرياضية والعلمية على حد سواء، نظرا لغرابة انحراف الكرة بمثل هذا الشكل منذ لحظة تسديدها إلى أن سكنت الشباك في نهاية المطاف.
وبعد طول خلاف بين عشاق الساحرة المستديرة حول ما إن كانت عملية تصويب أشهر الركلات الحرة على مدار التاريخ بهذا الشكل مقصودة أم لا، كما يتجادل كثيرون، كشف علماء متخصصون في علم الفيزياء عن أن التسديدة لم تكن تسديدة عفوية أو كما يقال «تسديدة حظ». فبعد أن قام العلماء بحساب المسار الذي اتخذته الكرة بعد أن سددها روبرتو كارلوس، قالوا إن المنحنى الغريب الذي أخذته الكرة يرجع إلى ظاهرة تعرف بـ «دوامة الكرة الدوارة». وأشاروا إلى ان تلك الظاهرة سمحت للكرة بالانحراف إلى داخل المرمى في آخر لحظة، لتخدع حارس مرمى المنتخب الفرنسي فابيان بارتيز الذي لم يحرك ساكنا. في هذا السياق، نقلت صحيفة «الدايلي ميل» البريطانية عن الأساتذة كريستوف كلانيت ودافيد كوير قوليهما «عندما تسدد كرة من على مسافة بعيدة بما فيه الكفاية، وبقوة تكفي للحفاظ على سرعة يمكن إدراكها مع الاقتراب من المرمى، فإن الكرة يمكنها أن تأخذ مسارا غير متوقع. وبالنسبة لتسديدة كارلوس، فإنها أخذت في البداية مسارا دائريا تقليديا لكنها انحنت فجأة بصورة مثيرة للذهول، ثم عادت مرة أخرى إلى المرمى، رغم أنها بدت خارج الهدف المقصود قبلها بلحظة صغيرة».
وأضافا العالمان «كثيرا ما أشار الناس إلى أن تسديدة كارلوس تم تنفيذها من مسافة طويلة بشكل ملحوظ، ونحن إذ نعرض في بحثنا أن التسديدة لم تأخذ هذا الشكل من قبيل الصدفة، وإنما نتيجة توافر شرط ضروري لتوليد مسار حلزوني».