توقفت مباراة ايطاليا وصربيا على ملعب «ماراسي» في جنوى في الجولة الرابعة للمجموعة الثالثة ضمن تصفيات كأس أوروبا المقررة نهائياتها في پولندا وأوكرانيا عام 2012، بعد 7 دقائق من انطلاقها بسبب إلقاء الجماهير الصربية للألعاب النارية على أرضية الملعب. وقرر حكم المباراة الاسكوتلندي كريغ تومسون وقف المباراة بعد استشارة مراقب المباراة ومسؤولي المنتخبين. وكانت الجماهير الصربية تسببت في تأخر انطلاق المباراة لمدة 30 دقيقة بسبب إلقائها ألعابا نارية على نظيرتها الايطالية. واحتشد رجال الشرطة الاختصاصيون بمكافحة الشغب عند سفح المنصة، حيث توجد الجماهير الصربية والتي انطلقت منها الالعاب النارية والتي وصلت واحدة منها على الاقل الى منصة الجماهير الايطالية، قبل ان يتم اطفاؤها بسرعة.
وأصيب 16 شخصا بجروح اثنان منهم بحالة خطرة خلال مواجهات بين مشجعين لمنتخب صربيا وقوى الأمن الايطالية. وتعرض أحد أفراد الشرطة لإصابة قوية في رأسه في حين نقل مشجع صربي الى المستشفى اثر إصابته في وجهه حسبما ذكرت أجهزة الاغاثة الايطالية.
وأشارت وكالة «أنسا» الايطالية الى ان 16 شخصا نقلوا الى المستشفى، وأن حافلات المشجعين الصرب بدأت تغادر الملعب عند الساعة الواحدة صباحا. وأضافت الوكالة ان المشجعين الذين افتعلوا المشاكل تابعون لفريقي النجم الأحمر وبارتيزان، الغريمين التقليديين في صربيا. واحتشد رجال الشرطة الاختصاصيون بمكافحة الشغب عند سفح المنصة، حيث تتواجد الجماهير الصربية والتي انطلقت منها الالعاب النارية والتي وصلت واحدة منها على الاقل الى منصة الجماهير الايطالية، قبل ان يتم اطفاؤها بسرعة.
من جانبها أعربت الصحف الايطالية الصادرة أمس عن غضبها غداة المواجهات بين رجال الشرطة الايطالية والجماهير الصربية والتي خلفت إصابة 16 شخضا في جنوى. وعنونت صحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت» صفحتها الاولى بـ «الحيوانات» مرفقة بصورة لقائد المشجعين الصرب ملثما ومرتديا قميصا أسود مزينا بجمجمة وهو يقوم بتحية فاشية. وكتبت الصحيفة «أردنا ان نتحدث لكم عن مباراة في كرة القدم. بدلا من ذلك، يجب علينا ان نكتب حول عمل مشين. يحزننا قول ذلك لكن بطل الامسية كان هذا الشخص. الرجل باللباس الاسود. الوحش».
من جهتها أعربت صحيفة «لا كورييري ديلو سبورت» عن غضبها من قائد المشجعين الصرب، فيما اعتبرت صحيفة رياضية يومية أخرى «توتوسبورت» ان الاشتباكات التي وقعت «عار على صربيا». اما صحيفة «لا كورييري ديلا سيرا» فاعتبرت في افتتاحيتها انه «لا يمكن ان تمر الليلة الماضية دون عقاب»، مضيفة «لقد تم استبعاد الانجليز من كرة القدم الأوروبية لمدة خمس سنوات، وقد حان الوقت لأن يحدث هذا الأمر للآخرين». وأعربت صحيفة «لا ريبوبليكا» (يسار) عن قلقها من تصاعد العنف القومي المتطرف في جميع أنحاء أوروبا الشرقية كالمجر وپولندا وروسيا وصربيا، مشيرة الى ان «نهائيات كأس أوروبا لن تكون في منأى عن ذلك». من جانبها، عنونت صحيفة «ميساجيرو» مقالها ببساطة «خسرنا كل شيء».
وكانت وزارة الداخلية الصربية قد أعلنت أنها ستقدم كل المساعدة للشرطة الإيطالية بعدما تسببت أعمال شغب قامت بها مجموعة من المشجعين الصرب في إلغاء المباراة. وذكرت وزارة الداخلية أن تحقيقات منفصلة ستجري بشأن الهجوم الذي قامت به مجموعة من المشجعين على حارس المرمى الصربي فلاديمير ستويكوفيتش. وذكرت تقارير غير مؤكدة أن الهوليغانز من المشجعين الصرب اقتحموا حافلة المنتخب الصربي أمام الستاد وهاجموا ستويكوفيتش بالمشاعل. ورغم تعرض ستويكوفيتش لهجوم من قبل خمسة أو ستة مشجعين، قام زملاؤه بالمنتخب بحمايته ولكنه خرج من هذا الهجوم مصابا، حسبما قاله زميله بوسكو يانكوفيتش لاعب خط وسط فريق جنوى الإيطالي. وقالت القنصل العام لصربيا في إيطاليا إيفانا بييوفيتش في تصريحات لإذاعة وتليفزيون «بي 92» إن السلطات الإيطالية كانت تنقل المشجعين في حافلات وإنها لم يكن لديها أي معلومات عن حالات اعتقال. وأثار ستويكوفيتش، الحارس السابق لفريق ريد ستار، غضب مشجعيه السابقين عندما انضم إلى صفوف بارتيزان بعد تأهل الفريق إلى بطولة دوري أبطال أوروبا.
وزيرة الرياضة الصربية تدين أعمال الشغب
أدانت وزيرة الرياضة الصربية سنيزانا ماركوفيتش ساماردزيتش أعمال الشغب الجماهيري التي أجبرت المسؤولين على إلغاء مباراة ايطاليا وصربيا. وقالت ساماردزيتش في بيان: «تسببت مجموعة من الأشخاص الذين أعلنوا أنهم مشجعون صرب، في حرج لصربيا كلها وليس لأنفسهم فحسب. ستجوب مشاهد العنف التي وقعت في جنوى العالم كله، مما سيمثل خزيا كبيرا وصفعة قوية لسمعة الرياضة الصربية التي بنيت بالجهد والمثابرة».وأكدت ساماردزيتش أن «الدولة يجب أن تقضي بشكل حاسم على مرتكبي مثل هذه الأشياء، وأن تنهي العنف في الملاعب الرياضية».
«يويفا» يفتح تحقيقاً حول أحداث الشغب «الخطيرة»
أعلن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عن فتح تحقيق بخصوص الاحداث «الخطيرة» التي أدت الى الغاء مباراة ايطاليا وصربيا. وأوضح الاتحاد القاري في بيان له «الاتحاد الاوروبي يؤكد فتحا فوريا لتحقيق تأديبي معمق يتعلق بالاحداث الخطيرة التي عكرت المباراة وظروف هذه الاحداث». وأضاف «بمجرد جمعنا العناصر اللازمة وتحديدا تقارير الحكم والمراقبين، ستتم دراسة القضية من قبل هيئة المراقبة والانضباط التي ستجتمع في 28 اكتوبر الجاري لاتخاذ العقوبات». وبحسب الاتحاد الاوروبي فإن «العقوبات المحتملة تتراوح بين التوبيخ أو الغرامة المالية أو إيقاف الملعب أو الطرد من المسابقة الحالية أو المقبلة».