أشعلت صحيفة «كورير ديلو سبورت» الإيطالية نار الفتنة مجددا بين أسطورتي كرة القدم في العالم البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا بسبب عيد ميلاد الأسطورة البرازيلي (السبت الماضي) وعيد ميلاد الفتى الذهبي الأرجنتيني اليوم حيث سيكمل مارادونا عامه الخمسين اليوم ممثلا نصف قرن من الابداع والفضائح.
ونشرت الصحيفة الإيطالية تقريرا تؤكد فيه أن العيد السبعين لمولد النجم الملقب بـ «الجوهرة السوداء» لقي كل اهتمام من الاتحاد البرازيلي، وكذلك مارادونا الذي يحل يوم ميلاده اليوم 30 أكتوبر، ونقلت الصحيفة عن الموقع الرسمي للاتحاد البرازيلي على الإنترنت عبارة «بيليه هو الأعظم على مر العصور»، في حين أن خلافات مارادونا مع مسؤولي الاتحاد الأرجنتيني جعلتهم يتجاهلون أي تعليق على عيد مولده.
التناحر بين الصفوة
اسمان ساهما كثيرا في عولمة كرة القدم، وموهبة كل منهما أدخلت الساحرة المستديرة ضمن أجندة العمل الإبداعي، فانضم إلى جانبها المثقفون مع العامة، والسياسيون مع العلماء من كل أنحاء المعمورة يشجعون ويصفقون لمن يداعبها أكثر. بيليه ومارادونا هما الأشهر عالميا ممن سجلوا حضورا بارزا في ذاكرة عشاق الكرة، وبالرغم من الحب الكبير الذي ناله كلاهما دون غيرهما، وعلى الرغم هذا الإجماع العالمي حولهما كأفضل لاعبي كرة قدم طوال تاريخ اللعبة إلا أن العلاقة بينهما لم ترتق يوما إلى إبداعاتهما الكروية. غالبا، في كل بلد هناك نماذج مشابهة لحالة النجمين بيليه ومارادونا، والسؤال الذي يفرض نفسه «لماذا كل هذا التناحر بين الصفوة؟»، هل هو الإنسان وأنانيته التي تجعله يبحث عن أفضليته على الآخر، أفضلية مطلقة؟.. أم إنها حرب تصريحات مصطنعة هدفها خطف الأضواء الغائبة عنهما ليستمرا في جني أكبر قدر ممكن من ملايين الدولارات عبر الإعلانات التي تسند إليهما، والدليل أنهما التقيا أخيرا بحضور زين الدين زيدان في أحد مطاعم باريس وقد ارتسمت على وجهيهما علامات السعادة الغامرة وهما يروجان في إعلان مدفوع الأجر «بالملايين»، وكانت آخر التصريحات العدائية بين النجمين عندما قال بيليه إن مارادونا كان لاعبا عظيما لكن الإنجاز الوحيد الذي حققه كان هدفا سجله بيده خدع به الحكم والمنافس وخرج ليقول إنها «يد الله» ولم يأخذ في اعتباره أنها خدعة، ورد عليه مارادونا بديبلوماسية قائلا «بيليه يتكلم لأنه لا يجد عملا يشغله».
70 عاما من الإبداع
وكان أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه استعاد بعيد ميلاده السبعين، ذكريات مسيرته الكروية الرائعة والتاريخية بفخر والتي نقلته من الحياة البسيطة بالأحياء الفقيرة في البرازيل إلى الشهرة العالمية والثروة وإعجاب الملايين من البشر. ويحظى بيليه بسجل مدهش ورائع من الإحصائيات والأرقام في مسيرته الكروية حيث سجل 1280 هدفا في 1360 مباراة خاضها على مدار مسيرته ليصبح الأفضل في التاريخ.
وعلى مستوى الأندية، حطم بيليه كل الأرقام القياسية في البرازيل، حيث سجل 127 هدفا لسانتوس في عام 1959 و110 أهداف في عام 1961 و101 هدف في عام 1965 وقاد الفريق للفوز بلقبين في بطولات العالم للأندية.كما يحمل بيليه الرقم القياسي في عدد مرات تسجيل ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراة واحدة، حيث نجح في ذلك 92 مرة وكذلك في عدد الأهداف التي يسجلها على المستوى الدولي (97 هدفا). وإلى جانب ذلك، اشتهر بيليه بأخلاقياته العالية وروحه الرياضية ولم يتم إنذاره، إضافة إلى عدم تعرضه للطرد طوال مسيرته كلاعب، واعتزل بيليه اللعب في عام 1974 وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، لكن المشاكل المالية دفعته إلى ترك البرازيل في العام التالي للعب في فريق نيويورك كوزموس الأميركي. وعلى مدار نحو ثلاث سنوات، كان بيليه أكثر اللاعبين تقاضيا للمال في دوري كرة القدم بأميركا الشمالية، كما أثار بيليه اهتمام الملايين من الأميركيين في اللعبة ذات الشعبية الأولى في العالم، وأصبح كتابه «حياتي واللعبة الجميلة» من أفضل الكتب مبيعا في العالم. إلا أن النقطة السوداء في تاريخ بيليه تعد خلافه الشهير مع مارادونا حول أحقية أي منهما بلقب أفضل لاعب في العالم، مما يدفع وسائل الإعلام بين الحين والآخر لإشعال الفتنة بينهما.
وذكرت «كورير ديلو سبورت» أن الأسطورة الأرجنتينية الذي يعاني من مشاكل مع رئيس الاتحاد الأرجنتينى خوليو جرنادونا ومدير الاتحاد كارلوس بيلاردو وجد ضالته من التكريم عن طريق جماهير نابولي التي رفعت صورا كبيرة له احتفالا بمولده اليوم ليتم عامه الخمسين، وذكرت الصحيفة أن مارادونا يملك موطنين أصليين الأول هو الأرجنتين والثاني هو نابولي الإيطالية.