تعول قطر على بطولة مدمجة تأخذ في عين الاعتبار مصالح أنصار المنتخبات وما يتكبدونه من مشقة سفر لمتابعة منتخباتهم الوطنية من خلال ترشيحها لاستضافة كأس العالم 2022، والتي سيتم الإعلان عن مستضيفها في الثاني من الشهر المقبل.
ولان الملاعب المعتزم تشييدها لهذا الحدث الكبير لا تفصل بينها سوى بضعة كيلومترات، فان هذا الأمر سيتيح للجمهور إمكانية مشاهدة أكثر من مباراة في اليوم الواحد، كما يقلص أعباء المشاكل اللوجستية التي يعانون منها في التنقل من مدينة الى أخرى لمؤازرة منتخباتهم الوطنية وصعوبة ايجاد فنادق في بعض الأحيان.
وشدد الشيخ محمد بن حمد آل ثاني رئيس لجنة ملف قطر على هذه النقطة بالذات بقوله «في كل دورة توجد مخاوف لوجستية، لكن في قطر سننظم بطولة عالم مدمجة وسنأخذ اللاعبين والمشجعين بعين الاعتبار، توجد فكرة ان الدول الصغيرة ليست قادرة على استضافة كأس العالم من الناحية اللوجستية، وهذا خطأ».
وأوضح «هناك أزمة مالية وركود في العالم حاليا، الكل قلق في كيفية إنفاق أمواله، لذلك لن يكون المشجع القادم مضطرا لشراء أكثر من تذكرة سفر واحدة، وحجز أكثر من غرفة واحدة في الفندق، كما انه سيكون قادرا على مشاهدة ثلاث مباريات في اليوم الواحد، وعلى أقل تقدير مباراة او اثنتين».
وتابع الشيخ محمد بن حمد: «لا يوجد قانون في الاتحاد الدولي يمنع الدول الصغيرة من استضافة المونديال، وفضلا عن ذلك، سيكون الاستثمار لفيفا مربحا للغاية من الناحية التجارية في منطقة الشرق الاوسط غير المستغلة في هذه الناحية بالذات لغاية الآن».
وتضم قطر 1.5 مليون نسمة وهي تتقدم بترشيحها نيابة عن منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وهذا ما أكده المدير التنفيذي لملف قطر 2022، حسن الذوادي خلال مؤتمر «اسباير فور سبورت» الذي عقد مؤخرا في الدوحة بقوله «إقامة كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط من شأنه ان يبعث روح الوحدة أكثر وأكثر في هذه المنطقة بالإضافة الى إيجاد التنوع الاقتصادي الذي يجتذب تدفق المشاريع التجارية في أسواق جديدة، ما يزيد من فرص العمل ويعلي شأن قطر والمنطقة».
وأضاف «لا شك أن التخطيط والتحضير والجهد الاقتصادي الحثيث قبل 12 عاما من انطلاق كأس العالم سيسفر عن دفعة هائلة للمنطقة بأسرها من خلال خلق فرص عمل جديدة للتعاون بين مختلف فئات المجتمع والاستثمار المتبادل».
صورة ضبابية
من جهة أخرى، يأمل القيمون على الملف الهولندي ـ البلجيكي ان تلعب فضيحة الرشوة التي هزت الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، دورا في تحويل الأصوات لمصلحتهم والحصول على شرف استضافة مونديال 2018، لكن المشاكل السياسية التي تعصف ببلجيكا قد تلقي بظلالها وتقلل من حظوظ شريكي كأس أوروبا 2000 في نيل شرف احتضان العرس الكروي العالمي للمرة الأولى، ويتفاخر الهولنديون بأن ملفهم المشترك مع جيرانهم البلجيكيين يعتبر «الانظف» لان الطرفين لم يحتكما الى الخداع والإغراء وشراء الأصوات.
كما يركز الملف الهولندي ـ البلجيكي في ترشيحه على موضوع البيئة والنجاح الذي حققه البلدان عند استضافتهما المشتركة لكأس أوروبا 2000، «لم اكن يوما متفائلا الى هذا الحد»، هذا ما قاله رئيس الملف هاري بين، مضيفا «الأمر الأهم هو تخطي الدور الأول (من التصويت)، هذه المسألة تعني انك بحاجة الى عدد معين من الأصوات واعتقد اننا نملكها».
قد يكون رئيس الملف متفائلا لكن واقع الحال يشير الى ان الصورة تبدو ضبابية بسبب المشاكل السياسية التي تعصف ببلجيكا والتي قد تتسبب في إغراق الجار الهولندي في سباق الحصول على شرف الاستضافة.
وكانت الإشارة السلبية الأولى عندما أصدرت لجنة التقييم التابعة لفيفا بيانها بشأن الملف الهولندي ـ البلجيكي، منتقدة فيه غياب الضمانات الحكومية البلجيكية التي تعتبر أساسية لنجاح الملف او فشله.
ويرى البعض ان بلجيكا قد لا تكون بعد ســبعة أعوام ونصف العام البلد الـــذي يعرفه الجميع الآن، وذلك في ظل الأصوات الداخلية التي تطالب بالطلاق والانفصال الداخلي في هذا البلد استنادا الى اللغة المحكية، وذلك بسبب عدم نجاح الأطـــراف المعنـــية في التوصل الى اتفاق بيـــنها، ما يهدد الوضع السيادي الحالي للبلاد التي قد تنقسم الى أجزاء.
اتحاد الجارين الايبيريين
وسيحاول الجاران الايبيريان اسبانيا والبرتغال الظفر بشرف تنظيم كأس العالم عام 2018 بعد ان تقدما بملف طموح لهذه الغاية.
وتحظى لعبة كرة القدم بشعبية هائلة في البلدين حيث تعتبر الرياضة الأكثر رواجا، والبلدان متفوقان في كرة القدم خصوصا اسبانيا بطلة اوروبا عام 2008 وبطلة العالم عام 2010.
انفقت البرتغال أموالا طائلة عندما استضافت كأس أوروبا قبل ست سنوات وبنت ملاعب حديثة ورممت أخرى، لكن مدينتين فقط ستستضيفان مباريات في كأس العالم وهما لشبونة العاصمة وبورتو الأكثر سكانا بين مختلف المدن البرتغالية، في المقابل، تملك اسبانيا اكبر الملاعب في اوروبا والعالم بوجود سانتياغو برنابيو الخاص بنادي ريال مدريد والذي استضاف نهائي دوري أبطال اوروبا الموسم الماضي، وكامب نو الخاص بنادي برشلونة.
وبفضل الشواطئ الجميلة والطقس الرائع والأطباق الشهية، فإن البلدين يعتبران مكانين مفضلين لأنصار المنتخبات، علما أن اسبانيا تعول كثيرا على السياحة التي تعتبر من أهم الجوانب الاقتصادية في البلاد والتي تدر مبالغ تقدر بنحو 40 مليار يورو سنويا.
وتبدو الصحف المحلية في الدولتين متفائلة بقدرتهما على نيل شــرف الاستضافة، وقد تلقت اسبانيا والبرتغال دعما كبيرا من القارة الأميركية الجنوبية التي تملك ثلاثة أصوات في اللجنة التنفيذية حيث قررت رسميا دعم الملف المشترك.
بيكام يساند ملف أستراليا وأميركا
أكد النجم الإنجليزي ديفيد بيكام أنه مسرور من التقارير التي تحدثت عن رغبة ديفيد مويس المدير الفني لفريق إيفرتون في استقطاب قائد المنتخب الإنجليزي السابق إلى صفوف فريقه على سبيل الإعارة من لوس أنجيليس غالاكسي الأميركي في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة في يناير المقبل.
ويغادر بيكام إلى زيوريخ لحث وفود الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على مساندة ملف إنجلترا لاستضافة مونديال 2018.
ومع الإعلان عن الدولتين المستضيفتين لمونديال 2018 و2022 يوم الخميس المقبل أكد بيكام أن أستراليا والولايات المتحدة، كلاهما خيار جيد لاستضافة مونديال 2022.
بوتين: أوروبا الشرقية لم تستضف المونديال
لفت رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين انتباه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الى ان نهائيات كأس العالم لم تجر في أوروبا الشرقية على الإطلاق، وذلك عشية التصويت على تحديد مكان إقامة مونديال عام 2018. وقال بوتين، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في ختام مباحثاتهما في برلين، «أعتقد ان عدم إجراء نهائيات كأس العالم في أوروبا الشرقية على الإطلاق يعتبر دافعا مقنعا ومهما لاتخاذ قرار لصالح روسيا». وتتنافس روسيا على استضافة هذا المونديال مع كل من انجلترا، وهولندا وبلجيكا وإسبانيا والبرتغال، وستجرى القرعة لاستضافة مونديال 2022 بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وقطر.