ترفع الولايات المتحدة راية نجاحها في استضافة مونديال 1994 لكرة القدم، في سعيها لجلب الحدث الكروي الأكبر في العالم مرة جديدة الى شمال القارة الأميركية، وذلك من خلال ترشحها لاستضافة نسخة 2022.
يعول الاميركيون على السوق الهائلة في أميركا الشمالية من الناحيتين الاقتصادية والتسويقية والقدرة الاستيعابية المذهلة للملاعب، وهي مزايا قد تلعب دورها في منافسة باقي المرشحين لاستضافة نسخة 2022 أي قطر، كوريا الجنوبية، اليابان، وأستراليا.
فبعد 21 شهرا من الحملات الترويجية المستمرة للملفات المرشحة، تبدو الولايات المتحدة في موقع فريد، اذ تعتبر الدولة الوحيدة من خارج كنف الاتحاد الآسيوي المرشحة لاستضافة كأس العالم 2022. فعلى الرغم من بعض الصفقات المليونية التي حاولت جلب بعض اللاعبين النجوم الى الدوري، أمثال الانجليزي ديفيد بيكام لاعب لوس انجيليس غالاكسي والفرنسي تييري هنري مؤخرا الى نيويورك ريد بولز، الا ان الدوري الذي ضم في عقود ماضية، البرازيلي بيليه والالماني فرانتس بكنباور في نيويورك كوزموس والهولندي يوهان كرويف في لوس انجيليس أزتيكس وواشنطن ديبلوماتس، يبقى رمزا لايواء من قاربت مسيرته على الانتهاء في الملاعب الأوروبية.
حظوظ اليابان
تدخل اليابان السباق لاستضافة نهائيات كأس العالم عام 2022 منفردة هذه المرة بعد ان احتضنت المونديال للمرة الاولى في القارة الآسيوية بالمشاركة مع كوريا الجنوبية عام 2002، معولة بدرجة رئيسية في ملفها على تطورها التكنولوجي.
أعطت اليابان انطباعا ايجابيا من خلال في استضافتها مونديال 2002 الذي توج بنهائي مثالي على ستاد يوكوهاما بين منتخبي البرازيل والمانيا حسمه الاول بهدفين لنجمه رونالدو وتوج بطلا للمرة الخامسة في تاريخه (رقم قياسي).
وفي حين ان طموحات اليابانيين كبيرة بامكان الفوز بشرف الاستضافة للمرة الثانية، فان اعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا الذين سيصوتون على هوية البلد الذي سيحتضن مونديالي 2018 و2022 معا قد يجدون ان الفترة الزمنية بين عامي 2002 و2022 ليست طويلة بما يكفي لمنح اليابان الفرصة مرة جديدة، وان عليها انتظار فترة زمنية اخرى، خصوصا ان دولا اخرى مثل استراليا وقطر تنتظر فرصها.
تعول اليابان في ملفها على التطور التكنولوجي لديها اذ وعدت ببث المباريات.
كوريا الجنوبية والسلام
لم تتأخر كوريا الجنوبية كثيرا في اعلان رغبتها باستضافة كأس العالم، فبعد العام 2002 عندما استضافت النهائيات مشاركة مع اليابان، يعود الطرف الجنوبي من الجزيرة الكورية هذه المرة منفردا من خلال الترشح لاستضافة نسخة 2022.
صحيح ان كوريا الجنوبية حققت نجاحات مختلفة عندما استضافت النهائيات منذ ثمانية أعوام، لكن موعد التصويت لمونديال 2022 يتزامن مع قصف بيونغ يانغ عاصمة الجارة الشمالية لجزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية الواقعة في البحر الاصفر قرب كوريا الشمالية. ادى هذا القصف غير المسبوق منذ انتهاء الحرب بين الكوريتين (1950-1953) الى مقتل مدنيين اثنين والى رد من جانب الجيش الكوري الجنوبي.
أكدت نسخة 2002 قدرة كوريا الجنوبية مع جارتها اليابان على استضافة أكبر حدث كروي في العالم، وما ميز كوريا عن اليابان تفوق «محاربي التايغوك» على «الساموراي الزرق» من خلال بلوغ لاعبي المدرب الهولندي غوس هيدينك الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخ المنتخبات الاسيوية والحلول في المركز الرابع في نهاية المطاف.
كما ان اللافت في الاستضافة الاولى في تاريخ القارة الصفراء وما ميز أيضا كوريا الجنوبية عن جارتها اليابان، أمواج المشجعين الكوريين التي تدفقت في شوارع المدن، زارعين اللون الأحمر في كل زوايا البلاد خلال الحدث الفريد الذي يقام مرة كل أربعة أعوام. نظمت احتفالات المشجعين ونقلت على الهواء مباشرة قبل وبعد المباريات الى مختلف انحاء العالم، كما حول المشجعون الكوريون المدرجات الى حلقات للرقص والهتافات المستمرة ليصبحوا نجوم الدورة.
استراليا تحلم
تحلم استراليا بجلب نهائيات كأس العالم الى القارة الوحيدة التي لم تحتضن هذا الحدث العالمي في السابق، وهي تأمل ان تحصل على هذا الشرف عام 2022. وتتنافس عملاقة قارة اوقيانوسيا مع كل من الولايات المتحدة وقطر واليابان وكوريا الجنوبية لاستضافة العرس الكروي العالمي بعد 12 عاما، ورغم ان النهائيات اقيمت في النصف الجنوبي من الكرة الارضية في خمس مناسبات حتى الان، فان الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة والتي اصبحت تحت لواء الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، لم تحصل على هذا الشرف حتى الان. لكن رئيس الاتحاد الاسترالي فرانك لوي بقي متفائلا بقدرة بلاده في الحصول على شرف استضافة العرس العالمي عام 2022، وهو قال بهذا الصدد «اؤمن بان استراليا تملك افضل ملف ترشح، انا اعلم بأننا نملك افضل ملف».
واضاف «انا اعلم بأننا نجحنا في اقناع العديد من اعضاء اللجنة التنفيذية في الفيفا باننا نملك افضل ملف».